المشاهد نت

اليمن .. حراك دولي لإنعاش السلام واحتواء التصعيد عند الساحل الغربي

المشاهد-متابعات
حراك دبلوماسي دولي كبير لاحتواء التصعيد العسكري للعمليات القتالية عند الساحل الغربي على البحر الاحمر، ودفع أطراف الصراع اليمني نحو جولة جديدة من مفاوضات السلام التي تأمل الامم المتحدة في انعقادها نهاية الشهر المقبل.
مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، أعلن الأربعاء عن ترتيبات لعقد جولة جديدة من المشاورات اليمنية نهاية مايو القادم، وسط تصعيد عسكري قياسي، وتباين في وجهات النظر حول أولويات الحل السياسي والامني.
وعلمت مونت كارلو الدولية من مصادر سياسية ان مشاورات رفيعة تسعى الى عقد صفقة تتضمن نقل ادارة ميناء الحديدة من تحالف الحوثيين، الى سلطات دولية مشتركة تحت إشراف الامم المتحدة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن الوسيط الدولي قوله إن ” المفاوضات جارية لوقف الهجوم العسكري على ميناء الحديدة “.
واعرب ولد الشيخ احمد عن أمله في أن تكون هذه الخطوة هي الأولى نحو وقف إطلاق النار، تمهيدا للدخول ” في جولة جديدة من المحادثات قبل شهر رمضان”.
وأشار إلى أن الحوثيين اعربوا عن اهتمامهم بمقترحاته وأنه يهدف إلى دعوتهم إلى اجتماع في عمان الشهر القادم لبحث الخيارات المقترحة.
وقال ” أنني متفائل قليلا لأننا إذا كنا قادرين على وقف العملية العسكرية في الحديدة، اعتقد أننا نمهد الطريق لإجراء محادثات جديدة”.
وفي السياق جدد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله استعداد بلاده لاستضافة الاطراف المتحاربة في اليمن، شريطة التوقيع على اتفاق نهائي للسلام.
وقال الجار الله أمام مؤتمر دولي رفيع المستوى في جنيف لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن ” أن الكويت وانطلاقا من حرصها على وحدة اليمن وحقنا لدماء شعبه الشقيق مستعدة لاستضافة الأشقاء اليمنيين مجددا للتوقيع على الاتفاق النهائي متى ما تم التوصل بين تلك الأطراف على التوافق بشأنه”.
واستضافت الكويت الجولة الاخيرة من المفاوضات اليمنية، التي انتهت مطلع اغسطس الماضي دون احراز اي تقدم حول خطة اممية لانهاء الصراع الدامي الذي يمزق البلد العربي منذ نحو عامين.
وأكد الجار الله “أن الحل الأمثل لإنهاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة يتطلب إعادة الاستقرار في اليمن، وهو أمر لن يتحقق إلا عبر الوصول إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث “، الممثلة بالمبادرة الخليجية ومقررات مؤتمر الحوار الوطني والقرار الاممي 2216.
وتعثرت جهود الوسيط الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد مرارا في جمع الاطراف المتحاربة الى طاولة مفاوضات كان مقرر انعقادها في ديسمبر الماضي.
وتأمل الامم المتحدة في تشجيع الاطراف المتحاربة على الذهاب الى جولة مفاوضات حاسمة للتوصل الى “اتفاق نهائي” بموجب خطة جديدة للسلام، ترتكز على انسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء وتسليم اسلحتهم البالستية “لطرف محايد” مقابل المشاركة في حكومة وحدة وطنية.
ومنذ اندلاع الفصل الاخير من النزاع الدامي في اليمن اواخر مارس 2015، فشلت اربع جولات من المفاوضات في احراز اي اختراق توافقي يضع حدا للحرب الطاحنة التي تسببت بواحدة من “اكبر الازمات الانسانية” في العالم، مع تزايد اعداد السكان الذين يعانون من “ضائقة غذائية”، الى نحو 19 مليونا، بينهم 7 ملايين شخص لا يعلمون من اين سيحصلون على وجبتهم التالية، وفقا للأمم المتحدة.
يأتي كسر حالة الجمود في الملف اليمني، مع مساع اممية ودولية لحشد ملياري دولار لتلبية الاحتياجات الانسانية لملايين اليمنيين الذين يواجهون شبح مجاعة وشيكة خلال العام الجاري.
وتلقت الامم المتحدة خلال مؤتمر رفيع للمانحين انطلق الثلاثاء في جنيف، تعهدات دولية بنحو1.1 مليار دولار، لكن تلك المساهمات لا تشكل سوى 50 بالمائة من حجم الاحتياجات التمويلية المقدرة بنحو 2.1 مليار دولار ، في وقت اشار فيه امين عام الامم المتحدة أنطونيو غوتيريش الى ان هناك ما يقرب من ثلثي السكان في اليمن، بحاجة إلى دعم طارئ، فضلا عن معاناة نحو 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، “ما يجعل الحالة اليمنية أكبر أزمة جوع في العالم”.
وجدد غوتيريس، دعوته الأطراف اليمنية العودة إلى طاولة المفاوضات برعاية مبعوثه الخاص اسماعيل ولد الشيخ، مؤكدا ان التسوية السياسية هي الحل الأنسب للأزمة اليمنية.
ميدانيا .. استمر التصعيد العسكري على اشده عند الساحل الغربي على البحر الاحمر، حيث تواصل القوات الحكومية ضغوطا كبيرة باتجاه تحصينات الحوثيين وقوات الرئيس السابق شرقي وشمالي مدينة المخا الساحلية ومينائها الاستراتيجي على طريق الملاحة الدولية بين مضيق باب المندب وقناة السويس.
وافادت القوات الحكومية بمقتل 12 مسلحا حوثيا بمعارك عنيفة وقصف مدفعي متبادل في محيط قاعدة خالد بن الوليد العسكرية، كبرى القواعد البرية الخاضعة لسيطرة الجماعة وحلفائها شرقي مدينة المخا على الطريق الى مدينة تعز جنوبي غرب البلاد.
وذكر موقع “26 سبتمبر نت ” التابع للقوات الحكومية، ان حلفاء الحكومة اقتحموا خلال الساعات الاخيرة بغطاء جوي من مقاتلات التحالف الجهة الغربية للقاعدة العسكرية المترامية الاطراف.
وذكر المصدر ذاته ان القوات الحكومية نفذت هجوما باتجاه القاعدة العسكرية الحصينة من منطقة “الثوباني” شمالي غرب مديرية موزع، قادها للسيطرة على موقع كانت تتمركز فيه كتيبة صواريخ تابعة للمعسكر الاستراتيجي الوقع عند مفترق طرق بين تعز والمخا والحديدة.
وتحدثت المصادر الميدانية، ان القوات الحكومية باتت على بعد نحو 3 كم متر من مركز مديرية موزع جنوبي غرب مدينة تعز.
وشنت مقاتلات التحالف خلال الساعات الاخيرة اكثر من 23 غارة جوية على تعزيزات واهداف متفرقة للحوثيين وقوات الرئيس السابق عند الساحل الغربي على البحر الاحمر ومحيط قاعدة خالد بن الوليد غربي مدينة تعز.
وقتل 14 مسلحا حوثيا على الاقل بقصف جوي استهدف تعزيزات للحوثيين في مديرية الوزاعية القريبة من مضيق باب المندب، حسب ما افادت مصادر اعلامية موالية للحكومة.
في الاثناء اكد اعلام الرئيس السابق وصول تعزيزات عسكرية اضافية لحلفاء الحكومة الى مدينة المخا تضم عربات ومدرعات وعتادا وذخائرا وعشرات المجندين، من معسكرات قوات التحالف في باب المندب ومدينة عدن جنوبي غرب البلاد.
وذكر إعلام الرئيس السابق، ان اعنف المعارك دارت خلال الساعات الاخيرة في محيط جبل النار شرقي مدينة المخا، والحامية الغربية لمعسكر خالد بن الوليد.
وكانت القوات الحكومية، نجحت الاسبوع الماضي في تنفيذ خطة عسكرية مدعومة بقوات سودانية، قادتها الى أسوار قاعدة خالد بن الوليد العسكرية التي باتت تترنح تحت الضربات الجوية والبرية لحلفاء الحكومة وحصارهم الخانق من اتجاهات الشمال والغرب والجنوب.
وتكافح القوات الحكومية منذ اسابيع من اجل التقدم شمالا باتجاه مدينة الحديدة، حيث يقع ثاني اكبر الموانئ الاقتصادية في البلاد، وشرقا باتجاه مدينة تعز ثالث اكبر المدن اليمنية، ضمن حملة عسكرية واسعة اطلقتها مطلع العام الجاري لاستعادة مدن وموانئ الساحل الغربي على البحر الاحمر.
وتمكن حلفاء الحكومة حتى الان من استعادة اجزاء واسعة من مديريتي ذو باب والمخا، والتمركز على بعد حوالى 140كم جنوبي مدينة الحديدة، فيما تتمركز قوات اخرى في مديرية ميدي الساحلية قرب الشريط الحدودي مع السعودية على بعد نحو 235 كم إلى الشمال من المرفأ التجاري الحيوي على البحر الاحمر.
وامس الاربعاء، اعلنت القوات الحكومية عن احراز تقدم ميداني جديد في جبهة ميدي الحدودية مع السعودية، باتجاه مديرية حيران المجاورة شمالي محافظة حجة.
وقال قائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء الركن/ عمر سجاف أن قواته تمكنت من استعادة الاحياء الشمالية والشرقية من مدينة ميدي، والتقدم الى مشارف مديرية حيران.
في المقابل تحدث اعلام الرئيس السابق عن تصعيد عسكري كبير للعمليات القتالية عند الحدود مع السعودية .
وقالت تلك المصادر ان الحوثيين وحلفاءهم دمروا 3 مخازن أسلحة للجيش السعودي في نجران، وجازان، فيما نفذت القوات الصاروخية والمدفعية قصفاً مشتركاً على موقع في محافظة الحرث جنوبي قطاع جازان المتاخم لمحافظتي صعدة وحجة من الجانب اليمني.
واعلن الحوثيون عن مقتل جنديين سعوديين بكمين شرقي مدينة الربوعة في منطقة عسير المتاخمة لمحافظة صعدة المعقل الرئيس للجماعة شمالي البلاد.
كما اعلن الحوثيون عن مقتل 10 عناصر من القوات الحكومية بمعارك متفرقة في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب.
وواصلت مقاتلات التحالف خلال الساعات الاخيرة ضرباتها الجوية على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق عند الساحل الغربي والشريط الحدودي مع السعودية .
وهزت انفجارات عنيفة العاصمة اليمنية الليلة الماضية، عقب سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع للحوثيين معسكرا للحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق عند المداخل الشمالية والجنوبية لمدينة صنعاء .
كما شن الطيران الحربي 12 غارة جوية على مواقع للحوثيين وقوات الرئيس السابق في مديرية ميدي قرب الشريط الحدودي مع السعودية .
وضربت غارات مواقع للحوثيين في مديرية باقم شمالي محافظة صعدة ومديرية صرواح غربي محافظة مأرب .
وقال الحوثيون ان مروحيات ومقاتلات التحالف استهدفت زوارق صيد خلال عملية تمشيط واسعة لسواحل التحيتا وبيت الفقيه جنوبي محافظة الحديدة.
المصدر : مونت كارلو- صنعاء- عدنان الصنوي

مقالات مشابهة