المشاهد نت

الحديدة وحجة .. عمليات عسكرية نوعية تقصم ظهر جماعة الحوثي

صورة ارشيفية لتدمير اطقم عسكرية لجماعة الحوثي في كمائن لمقاومة تهامة

المشاهد – خاص: فؤاد محمد:

على عكس ما هو شائع لدى المجتمع اليمني عن ميول سكان محافظتي الحديدة وحجة للهدوء والسلام أكثر منها للحرب والمقاومة تبدو هاتين المحافظتين الأكثر استعصاء أمام جماعة الحوثي التي تسيطر عليها منذ العام 2014م.

ويظهر استعصاء هاتين المحافظتين المطلتين على البحر الأحمر في حجم الهجمات التي يتلقاها مسلحو جماعة الحوثي على مدى أكثر من عامين ونصف، حيث شهدت هاتين المحافظتين مئات الهجمات التي أسفرت عن مقتل وجرح مئات من مسلحي الجماعة المعروفة بولائها  لإيران.

وبحسب رصد أعده “المشاهد” عن هجمات المقاومة الشعبية على مدى عشرين يوما من 1 وحتى 20 إبريل الحالي نفذت المقاومة 12 هجوما في مدينة الحديدة فقط أسفرت عن مقتل وإصابة 25 من مسلحي الجماعة.

هذه الهجمات تمت بأسلحة شخصية كلاشنكوف وقنابل يدوية، واستهدفت منتمين للحوثيين تم رصدهم مسبقا بحسب ما تذكره بيانات مقاومة إقليم تهامة.

159 هجوما خلال ثلاثة أشهر

يقول حسن محمد هديس رئيس موقع إقليم تهامة – الموالي للشرعية – إنه لايكاد يمر يومين أو ثلاثة أيام دون تنفيذ هجوم لمقاومة إقليم تهامة ضد مسلحي جماعة الحوثي رغم مرور أكثر من عامين على سقوطهما عسكريا بيد الحوثيين.

وتعليقا من هديس على الإحصائية التي أوردها “المشاهد” كنموذج لحجم الهجمات أكد هديس أن الهجمات المرصودة تمثل غيظا من فيض. وقال: “خلال الربع الأول من هذا العام تم تنفيذ 159 هجوما في محافظتي الحديدة وحجة، أسفرت عن مقتل 138 من مسلحي الجماعة وإصابة 195 جريحا.

عمليات المقاومة الشعبية بحسب هديس لم تتوقف منذ سيطرة الحوثيين على الحديدة وحجة، حيث شهد العام الماضي 2016 أكثر من 400 عملية أسفرت عن مقتل وإصابة قرابة 700 من عناصر الحوثيين.

إقرأ أيضاً  من طقوس العيد.. «الحناء الحضرمي» صانع بهجة النساء

ويضيف: في حديثه لـ”المشاهد” “لا أتذكر رقما دقيقا لعمليات العام الماضي لكن عمليات المقاومة تتزايد مع الأيام رغم عدم اهتمام الإعلام بما تقدمه مقاومة تهامة من تضحيات عظيمة في الحديدة وحجة”.

ماذا يعني من زاوية عسكرية

من وجهة نظر عسكرية فإن عدم قدرة جماعة الحوثي على إيقاف الهجمات في محافظة الحديدة وحجة يعني فشلا أمنيا من جهة وتأكيد ان  البنية الإجتماعية ليس  حاضنة ومتعاطفة مع الجماعة  جعلها غير قادرة على الوصول إلى المقاومة.

وبحسب المحلل العسكري رمزي الإبراهيمي الذي تحدث لـ”المشاهد” فإن هناك بعدين جعل المقاومة التهامية تحافظ على وجودها واستمرارها، الأول تاريخي، إذ يشكل أبناء تهامة حالة سكانية لها خصوصيتها عن بقية المناطق اليمنية وظلت هذه السمة التهامية تحافظ على نفسها رغم محاولات اختراقها ومزجها بعادات وتقاليد وثقافات يمنية مختلفة وشعور أبناء الساحل بهذا الإستهداف.

أما البعد الثاني بحسب الإبراهيمي فيكمن في أن أبناء تهامة ظلوا لسنوات طويلة يعانون من حالة التهميش والإقصاء السياسي المتعمد من قبل الأنظمة التي تعاقبت على حكم البلاد.

ويضيف: “هذان البعدان في اعتقادي يمثلان دافعين قويين لوجود مقاومة قوية ومستمرة ضد قوى تريد أن تجدد حالة التهميش والإقصاء، وفي تصوري لو أن لهذه المقاومة الدعم الكافي أو الفرص الحقيقية للتأهيل والتدريب لكانت أشد مما هي عليه اليوم”.

واشار الإبراهيمي إلى أن العمليات التي تنفذها مقاومة تهامة لاتحظى باهتمام إعلامي. واعتبر ذلك أحد التحديات التي تواجهها مقاومة إقليم تهامة، وهو انعكاس لعدم امتلاكها الأمور والكوادر لكي تصل إلى الإعلام.

يذكر أن محافظتي الحديدة وحجة غرب اليمن وتسيطران على أبرز مينائين بحريين لليمن على البحر الأحمر يتخذهما الحوثيون منفذا لتزويد قواتها بالسلاح، والمال.

مقالات مشابهة