المشاهد نت

حراك إغاثة النازحين في مأرب …ولد متأخرا ولازال قاصرا

المشاهد : خاص .. محمد حفيظ – مأرب

“الله يحفظكم ، الله يدي لكم … حسينا بقليل رحمة ” تمتمت العجوز بتلك الكلمات مستعجلة تحت حر الشمس أثناء الظهيرة. تحمل على رأسها نصف قسمها وتبقى لها النصف الآخر من سلتها الغذائية التي وزعتها مؤسسة اغاثة على 250 أسرة نازحة في مأرب .

أم ناصر 40 عاما نزحت من صنعاء إلى مأرب مع أسرتها قبل عام ونصف لم تحصل على أي مساعدات إنسانية أو إغاثية حتى اليوم كما قالت .

” نزحت مع ابني الكبير ناصر (  30 عاما ) و 5 أطفاله وزوجته، ماقد استفدنا من المنظمات إلا هذه الأواني (السلة الغذائية) فقط من يوم نزحنا من صنعاء قبل سنه وخمسة شهور ”

“حصلنا قطمه رز، وقطمة سكر، وكرتون فول، وآخر فاصوليا، ومكرونة وشاهي ودبة زيت وو… كثر الله خيرهم تنفع وأمس استلمنا تمر وحليب ”

3000  سلة غذائية ل مليون ونصف نازح

ام ناصر هي إحدى ثلاثة آلاف أسرة نازحة استفادت حتى الآن من المنظمات الإغاثية والعمل الإغاثي في محافظة مأرب حتى اليوم في برنامج المعونات الغذائية فقط فيما لا تزال ما يقارب  مليون أسرة نازحة دون ادنا مساعدات اغاثية او انسانية حسب إحصائيات مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة مأرب .

حيث وصل عدد النازحين من مختلف محافظات اليمن إلى محافظة مأرب حتى اليوم أكثر من مليون وخمس مئة الف أسرة نازحة حسب مكتب الشؤون الاجتماعية بالمدينة .

لم يصل دوري

من جهته قال النازح محمد عبده ( 40عام ) والذي  يسكن في منزل صغير الى جانب اسرة نازحة اخرى أن دوره في الكشوفات التابعة لنازحي محافظة اب لنادي مأرب والتي سجلت قبل حوالي أكثر من عام حسب قوله لم يصل بعد . وعليه أن ينتظر حتى يصل دوره ولو بعد حين “حسبي الله ونعم الوكيل قانا با انتظر. مو نعمل لا يقدروا محتاج أكثر من غيري ولا بيهتموا بنا مثل الخلق ولا حصلنا عمل نشتغل ، يوم نشتغل وأربع ايام مفيش ” . وهكذا هو الحال مع بقية النازحين ينتظرون الدور الذي لن ياتي بالقريب فعلى النازحين تحمل معاناة النزوح والملاحقة ومعاناة إضافية في مقر نزوحه الغير مستقر .

لم نفتح سوى برنامج الغذاء بينما كل بقية البرامج مغلقة

واوضح مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بمحافظة مأرب حسن مبخوت الشبواني في تصريح خاص أن البرامج الإغاثية التي يحتاجها النازحين كثيرة أولها وأهمها البرنامج الغذائي وهو مالم نستطيع إنجازه حتى ننتبه إلى البرنامج الآخر ومنها برنامج المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي لأماكن النازحين كذلك برنامج إسكان النازحين وبرامج صحية وكذا استيعاب أبناء وأطفال النازحين في  المدارس التي باتت مكتظة كذلك فتح فرص عمل لذوي النازحين لإعالة أنفسهم وكذا خدمات الكهرباء وهذه كلها برامج لم تفتح حتى الآن بينما النازحين بحاجة ماسة لها .

تحركت المياة بعد ركود

هذا وشهدت محافظة مأرب خلال الأسابيع القليلة الماضية  حراك في العمل الإغاثي وتحرك بعد ركود تام لأكثر من عامين في جانب إغاثة النازحين لكن رئيس مؤسسة اغاثة التي تعمل في الجانب الإغاثي للنازحين حاليا في مأرب قال أن هذا الحراك لا يساوي شي ولم يفتح الباب الإنساني حتى اللحظة في مأرب مقارنة بالحراك والتحرك الإغاثي للنازحين وغير النازحين في محافظات عدن وحضرموت وأبين ولحج حد قوله .

تدشين 1000 سلة غذاء من إندونيسيا

وفي تصريح خاص قال سالم با ربود رئيس مؤسسة إغاثة أن منضمة ACT الإندونيسية تبنت مشروع إغاثة غذائية لعدد الف أسرة نازحة في مأرب عبر مؤسسة إغاثة مستطردا أن هذا عمل مشكور وجبار من قبل الشعب الإندونيسي لليمن لكنه قليل وغير كاف لكل نازحي مأرب داعيا المنضمات في الدول العربية إلى دعم اليمنيين الذين اضطروا إلى النزوح من بيوتهم إلى مأرب .

إقرأ أيضاً  دور المرأة اليمنية في مواجهة تغيرات المناخ

مؤكدا أن العمل الإغاثي في مأرب لم يلقي الدعم الكامل والمستحق للمنطقة التي تشهد عملية توافد للنازحين غير مسبوقة وأكثر محافظة في البلاد حد وصفه .

في مأرب عدد المنظمات والجمعيات الإغاثية لا تتعدى عدد اليد فحسب مكتب الشؤون الاجتماعية بمارب أن منظمة نماء والبر ومؤسسة إغاثة ووفاء تهامة ومؤسسة استجابة وعدد آخر من الائتلافات فقط تعمل لإغاثة النازحين ال مليون وخمس مئة ألف نازح في مأرب .

الإغاثة في مأرب عمل قاصر وضعيف

وهذا جعل من مدير مكتب الشؤون الاجتماعية بمارب حسن الشبواني يتحسر قائلا إن العمل الإغاثي في مأرب لا يفي بالغرض ابدا وبات عمل قاصر ولن يكتمل إلا بتظافر منظمات الأمم المتحدة ومنظمات دولية وعربية للعمل بجد لانتشال النازحين في مأرب من ماهم عليه من إهمال وتركهم يتألمون دون اهتمام دولي أو عربي او محلي للأسف حد قوله .

كما ناشد الشبواني كل المنظمات ومركز الإغاثة بما فيها مركز الملك سلمان والهلال الأحمر الإماراتي والصليب الأحمر الأممي للاهتمام ومد يد المساعدة للنازحين في محافظة مأرب ودعم المنظمات الإغاثية المحلية في مأرب لتصل المعونات إلى مستحقيها وقال مدير مكتب الشؤون الاجتماعية اننا سنعمل على تسهيل كل الصعاب أمام أي منظمة أو جمعية أو جهة ستعمل على مد يد المساعدة للنازحين في مأرب .

لاماء ولامأوى ولا تعليم للأبناء

مؤكدا أن ضروف وحالة النازحين في محافظة مأرب الصغيرة اصلا يمرون بظروف استثنائية وحالات معاناة كبيرة ويعيشون دون ماء ولا ولا مأوى ولا دواء ولا عمل وأولادهم دون تعليم ولا اهتمام ولا تأهيل للأسف الشديد .

رسالة رجاء

وفي رسالة وجهها الشبواني إلى منظمات الأمم المتحدة ومركز الملك سلمان والهلال الأحمر الإماراتي قال فيها إن هنآك من يشكك في عمل المنظمات المحلية والجمعيات لكن نحن كجهة حكومية مسؤولة أن مصير المعونات تصل إلى ذويها ومحتاجيها دون أي مراوغة أو محاباة وان المنظمات العاملة في مأرب صريحة ولها القدرة دون ضبابية على توزيع ما يصلها من المعونات واحتياجات النازحين وتوزيعها إلى مستحقيها .

مقالات مشابهة