المشاهد نت

يمني تضرّر من الإرهاب: سأقاضي الحكومة

صورة ارشيفية لهجوم ارهابي

صنعاء- بقلم غمدان الدقيمي:

يشعر محمد حسين (35 عاما)، وهو ضابط في القوات كالجوية اليمنية ، بغصة شديدة في صدره تكاد تخنق أنفاسه “كمدا” كما يقول، بسبب ما لحق به من إهمال حكومي، في أعقاب تعرضه لهجوم إرهابي أقعده عن الحركة منذ قرابة أربع سنوات.

يؤكد محمد حسين أنه باستثناء تسفيره إلى الأردن للعلاج من قبل وزارة الدفاع اليمنية، ومنحه مبلغ 300 ألف ريال (نحو 834 دولار أمريكي)، لم تقدم له الدولة أي شيء يعينه على تجاوز محنته.

وكان حسين الذي يعمل مهندساً في القوات الجوية اليمنية، برتبه ملازم أول، فقد ساقيه بانفجار عبوة ناسفة زرعها عناصر من تنظيم القاعدة في حافلة عسكرية تقل قرابة 30 ضابطاً وجندياً، شمالي العاصمة اليمنية صنعاء في 24 آب/أغسطس 2013.

محبط جداً

ولم يخف الأب لطفلين، رغبته في مقاضاة حكومته للمطالبة بالتعويض عن اصابته في الهجوم الإرهابي، عقب “استقرار الأوضاع في البلد”، على حد تعبيره.

وأضاف حسين لموقع (إرفع صوتك) “مثل غيري من ضحايا الهجوم تبرع لي زملائي في القوات الجوية بقسط يوم من رواتبهم، تم خصمها مركزياً. قيل لي إن المبلغ وصل نحو 27 مليون ريال (75 ألف دولار)، لكنني لم أستلم سوى مليون و600 ألف ريال (4444 ألف دولار)”.

“لا أدري أين ذهب بقية المبلغ، هذا شيء محبط جداً!”، تابع حسين، الذي استطاع تجاوز إعاقته باستخدام رجلين صناعيتين.

إقرأ أيضاً  مطابخ خيرية تخفف معاناة الأسر الفقيرة في رمضان

أريد حقي

في السياق يشكو سفيان عبدالرحمن عبدالجليل، الذي قتل والديه هجوم ارهابي  لتنظيم القاعدة على مشفى حكومي بالعاصمة صنعاء أواخر عام 2013، خلف أكثر من 200 قتيل وجريح، من عدم إعارة الدولة أي اهتمام بأسر الضحايا.

يقول سفيان (43 عاما)، وهو أب لثلاثة أطفال، يقطن في العاصمة صنعاء لموقع (إرفع صوتك) “لم نكن ننتظر أي تعويض مادي. لكن على الأقل كان يفترض أن ينظروا إلينا بعين الاعتبار”.

وأضاف سفيان، الذي ينحدر من أسرة يمنية عريقة تصدرت مسار الحركة الوطنية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، “عانينا الأمرين بفقدان أعز الناس لدينا، الآن أريد حقي كابن شهيد فقط. أنا من دون وظيفة حكومية، فيما الوظائف توزع لكل من هب ودب”.

ابتزاز سياسي

ويذكر سفيان أن بعض الضباط والممرضين الذين قضوا في الهجوم الإرهابي، تم قطع رواتبهم الحكومية حتى الآن.

واتهم أطراف سياسية ونافذين في السلطة وخارجها باستخدام ملف الإرهاب كورقة للابتزاز السياسي.

تعويض الضحايا أقل واجب

ويرى عبدالقوي حسان، وهو باحث يمني متخصص في شؤون الحركات الإسلامية، أن تعويض الضحايا هو أقل واجب يمكن أن تقوم به الدولة، طالما عجزت عن أداء أهم واجباتها المتمثلة بتوفير الأمن، وحماية مواطنيها من الإرهاب.

وتساءل حسان في حديثه لموقع (إرفع صوتك) “ما الفرق إذن بين تنظيم إرهابي ينفذ عملياته الإجرامية وبين دولة لا تحد من الإرهاب ولا تعوض ضحاياه..”.

*المصدر “ارفع صوتك

مقالات مشابهة