المشاهد نت

“المشاهد” ينقل مايجري داخل مستشفي الثورة العام بصنعاء تفاصيل واقع الحال المزري

مستشفي الثورة العام في صنعاء

المشاهد- نهلة القدسي -خاص :

مستشفى الثورة العام بصنعاء  والذي يعد من أكبر المستشفيات الحكومية واكثرهاً تميزاً  أصبح اليوم يشكو من الاهمال والفساد  بعد سيطرة مليشيا الحوثي عليه وتحويله الى مستشفى تابع لمرضاهم وجرحاهم .

وعمل الحوثيون على رفع تسعيرة الخدمات التي يقدمها المستشفى  وبالمقابل نهبوا ايراداته الضخمة لجيوبهم  متناسين انه مستشفى حكومي وجد لخدمة  المواطن البسيط  لاسيما في الظروف التي تمر بها البلاد وازمة  انقطاع الرواتب  .

ومع تلك الاوضاع المزرية كان  لابد من انتفاضة قوية لموظفي المستشفى والبلاغ عددهم قرابة ثلاثة الف موظف يتوزعون بين كادر طبي وتمريضي وفني واداري وكانت انتفاضتهم تمثل تحدي واضح ضد الظلم والنهب الذي تمارسه ادارة المستشفى ممثلة بمديرها المعين من قبل الحوثين .

وكانت الاحتجاجات في هيئة مستشفى الثورة  والتي استمرت على مدى شهرين من الاحتجاجات النادرة ضد الادارة الحوثيين  والتي لم تعتقد  بوجود من يرفض الخضوع لسطوتها فتم استعمال جميع أساليب الترهيب ضد المحتجين .

واستمر المستشفى في الانحدار الى الحضيض في ظل غياب المستلزمات الطبية والادوية وهجرة بعض الكوادر الطبية الى اماكن اخرى بحثاً عن مصدر رزق .

“المشاهد ” زار مستشفى الثورة بصنعاء وخرج بهذا التقرير .

أسعار مضاعفة

” وضع هيئة مستشفى الثورة بصنعاء متدهور جداً ومهدد بالإغلاق ” بهذه العبارة بدأ الطبيب المختص بقسم الكلى ( س . م )  حديثه وتابع للمشاهد ” المشفى  بحكم المغلق رسمياً منذ أكثر من ثمانية  أشهر بسبب انقطاع الموازنة التشغيلية الخاصة به من وزارة المالية وتركه يواجه مصيره دون استشعار تأثيراته الخطيرة على المواطن وخصوصاً المريض الذي هو بحاجه ماسه للخدمة ولا يمكنه تأجيل الحصول عليها في الظروف الراهنة .”

“اضافة الى تسرب الكوادر الطبية المتخصصة والعاملة بالهيئة بسبب انقطاع الرواتب لشهور كثيره والبحث عن عمل بالقطاع الخاص أو الهجرة خارج البلاد .”

” ادارة المشفى ضاعفت تسعيرة المعاينة والخدمات العلاجية  بشكل لا يصدق ومع ذلك يتم اجبار المريض على شراء معظم المستلزمات والادوية على نفقته الخاصة ففي قسم الكلى مثلاً يتحمل المريض تكاليف علاجه كاملاً ما عدى محاليل الغسيل ومستلزماتها  لكنها تتعرض بين فتره وأخرى إلى الانقطاع   فيضطر المريض الى شراءها من خارج المشفى .”

” وبعض الأحيان ينقطع العمل في قسم الكلى  ليوم او يومين بسبب تأخر وصول المحاليل الخاصة بالغسيل ناهيك عن أن وضع الأجهزة متردي وكفاءتها ضعيفة جداً بسبب انتهاء عمرها الافتراضي منذ فتره و انعدام للصيانة الدورية لها .”

وعن الاحداث التي شهدتها هيئة المستشفى مؤخراً  تابع الطبيب (س) بقوله  ” فيما يخص الأحداث التي حدثت في الفترة الماضية  والتي تمثلت في الاضراب والوقفات الاحتجاجية ضد انقطاع  الرواتب فقد تم التعامل مع المطالبين بحقوقهم بطريقه غير لائقة  وبشكل أهان كوادر الهيئة  ما ادى الى تذمر شديد وانزعاج كبير أفقد الموظفين شعورهم بالانتماء للهيئة وأفقد العاملين القدرة على مواصلة العمل بجدية وفاعلية.”

” ومن  ابرز الانتهاكات التي تعرض لها الكادر الوظيفي في المستشفى اثناء الاضراب  الاختطاف القهري والتعذيب الجسدي  والاعتداء على المحتجين والمحتجات من قبل مسلحين و مسلحات بعصي كهربائية  اضافة الى التهديد المباشر عبر الرسائل من  أرقام مجهولة والإقصاء والنقل والفصل من  العمل  وتوجيه التهم الكيدية  ضد بعض الموظفين والرفع بهم لنيابة الاموال العامة وكذلك التوقيف التعسفي من العمل لبعض الزملاء ومنعهم من دخول الهيئة .”

إقرأ أيضاً  القيود الأسرية تمنع الفتيات من تحقيق أحلامهن

ويختم الطبيب حديثه بأسى قائلاً لــ”المشاهد “  كنت ضمن المحتجين على الاوضاع في المستشفى وتم احالتي الى محكمة الاموال العامة بحجة تحريض الموظفين والدعوة الى الاضراب لكن  المدير الجديد وعدني بسحب الشكوى وإغلاق القضية وننتظر ان يفي بوعده .”

انتظار الموت

الطبيب ( ع . ن ) يعمل في قسم عناية القلب بمستشفى الثورة تحدث للمشاهد بقوله ” تدهورت الاوضاع كثيراً في المستشفى ووصل الحال بنا الى ان قسم القلب وبرغم اهميته القصوى أصبح يفتقر الى أبسط المستلزمات الطبية وادوات جراحة القلب مثل الخيوط الجراحية الخاصة بعمليات القلب والتي يضطر المريض الى شرائها من خارج المستشفى وكذلك مذيبات الجلطة التي تستخدم في المراحل الاولى من الإصابة بالجلطة اضافة الى الدعامات القلبية  والبالونات التي تستخدم لتوسيع الشرايين المتضيقة نتيجة الاصابة بجلطات القلب وأصبح  المريض ملزماً بشرائها بمبالغ طائلة حيث تقدر الدعامة الواحدة مع البالون بمبلغ الف وخمسمائة دولار أما المواطن البسيط الذي  لا يملك شيء  فما عليه سوى انتظار الموت .”

وعن ايرادات الهيئة يتساءل الطبيب ( ع ) قائلاً ” لا نعرف اين تذهب الايرادات فلا الموظف  مستفيد منها  باستلامه لمستحقاته ولا المواطن مستفيد منها بتخفيض اسعار الخدمات .”

” هناك ايرادات قدرت بستمائة مليون ريال لم تورد الى البنك المركزي ولم تصرف للموظفين ويقال بان المدير السابق محمد المنصور سلمها شخصياً الى محمد على الحوثي كمجهود حربي.”

ويتابع الطبيب لــ”المشاهد “ قائلاً ”  كنت ضمن من شارك في الدعوة للإضراب والحشد للوقفات الاحتجاجية  بشكل يومي لمدة شهرين تقريبا  وكنا نتعرض للمضايقات  والتهديدات والاعتقال وهناك العديد من الزملاء الذين تم اعتقالهم ومنهم من تم الرفع به للمحاكمة  بدعوى التخريب  ولكن بعد الضغط الكبير من قبل الموظفين تم الافراج عن المعتقلين .”

اعتداء وخطف

ويتحدث لــ”لمشاهد” طبيب أخر تحفظ على اسمه خوفاً من بطش الحوثين قائلاً ” وضع هيئة مستشفى الثورة لا يخفى على احد منذ سيطرة مليشيا الحوثي عليه كسائر مؤسسات الدولة واصبح يفتقر الى ابسط الخدمات التي كانت متوفرة سابقاً حيث لا يتم توفير حتى 3 % من الادوية  للمواطنين ناهيك عن المعدات الطبية والادوات الجراحية التي تكاد تكون معدومة .”

”  اصبح عدد المسلحين الحوثين اكثر من عدد المرضى فيه كما تم تحويله الى مستشفى خاص تابع للمرضى والجرحى الحوثين الذين يتلقون عناية فائقة وادوية مجانية وتغذية خاصة لا يحصل عليها الكادر الطبي .”

ويحكي الطبيب للمشاهد عن مشاركته اثناء الوقفات الاحتجاجية التي كانت تحدث بالمستشفى احتجاجاً على انقطاع الرواتب ويقول ” اثناء مشاركتي بالوقفات الاحتجاجية تم الاعتداء علينا بالأسلحة والعصى الكهربائية كما صدر قرار بالاستغناء عني وفصلي من العمل ولكن بعد وساطات عديدة تم اعادتي بعد ان وقعت على التزام مني وتعهد بعدم تكرار مشاركتي بالدعوى والتحريض الى وقف العمل وكان هذا حالي انا واحدى عشر زميلاً الى جانبي في حين تم الاستغناء عن خمسة زملاء من المتعاقدين  وتم فصلهم من العمل

مقالات مشابهة