المشاهد نت

ازمة الغاز المنزلي معاناة مزدوجة في رمضان

المشاهد – خاص – هشام المحيا:

عندما تغيب الرقابة ويتجردبعض  المسئولين من ضميرهم تحضر الازمات المركبة في حياة البسطاء من الناس فتتحول تلك الحياة الى جحيم يلتهم ماتبقى من أمل في البقاء ويضاعف المعاناة التي لم تفارقهم منذ ان اختطفت المليشيا الانقلابية دولتهم … أزمة الغاز المنزلي إحدى الازمات المركبة التي يعانيها الشعب اليمني والتي تظهر عادة مع قدوم شهر رمضان المبارك من كل عام لكنها في العام الحالي مختلفة جدا عن سابقاتها لأسباب كثيرة .

ويشكو المواطنون اليمنيون في جميع محافظات الجمهورية من ارتفاع اسعار الغاز المنزلي بالتزامن مع قدوم شهر رمضان المبارك ، ورغم ان هذه الازمة ليست وليدة الحظة فهي تأتي في هذا التوقيت سنويا منذ اعوام عديدة الا انها في هذا العام تبدو اكثر شراسة ، نظرا للظروف المعيشية التي يعاني منها الشعب اليمني بفعل الحرب من جهة وتوقف صرف رواتب الموظفين بالدولة من جهة اخرى بالاضافة الى فقدان آلاف اليمنيين أعمالهم سواء كانت وظائف في القطاع الخاص أو أعمال في مهن حرة أو وفاة أرباب الأسر خلال هذه الحرب

الموقف الرسمي

اكثر من مرة وشركة الغاز تحاول كبح جماح الازمة المتكررة واعلنت عبر وسائل الاعلام المختلفة السعر الرسمي لاسطوانة الغاز والمحددة بألف و٢٠٠ ريال بالإضافة الى عمولة الوكلاء ٣٠٠ ريال وبذلك يصبح السعر الذي يفترض ان يشتري به المواطن اسطوانة الغاز الف و٥٠٠ ريال  الا ان الواقع يقول غير ذلك .

شكاوى مريرة

فتحي عبدالوهاب مواطن ورب أسرة تتكون من ستة أفراد ،عامل في ” كفتيريا” بمدينة مأرب ، لا يتجاوز راتبه ال٤٥ ألف ريال ويسكن في غرفة لا تتعدى الخمسة أمتار طولا وأربعة عرضا بإيجار يصل إلى ٢٠ الف ريال ، قبل يومين ذهب عبد الوهاب ليشتري اسطوانة غاز لأسرته لكنه تفاجأ بالسعر وقد تضاعف إذ وصل   سعرها الى ٣ آلاف و٧٠٠ ريال بدلا  من ألف و٨٠٠ ريال قبل أن تبدأالازمة التي بدأت قبل فترة بسيطة  من هذا التوقيت ..يقول عبدالوهاب وحشرجة الحزن تبدو واضحة في نبرات صوته ” لا استطيع أن اشتري بهذا المبلغ لان متطلبات الاسرة كثيرة ولا املك المال الكافي ” …اما في صنعاء وإب فتصل سعر الاسطوانة الى خمسة آلاف ريال .

الاكثر وجعا

في محافظة تعز لا تبدو الأزمة كما هي في مارب او غيرها من المحاف؟ فهنا تبدو اشد واقسى ، حيث يصل سعر الاسطوانة الى ٦آلاف ريال وقد يزيد المبلغ مع زيادة الطلب خلال ايام شهر رمضان .فهمي الحجري صاحب محل لبيع الغاز وسط المدينة يعترف بمضاعفة السعر ويبرر ذلك بالقول ” ليست المشكلة في تجار الغاز فنحن نبيعه بالسعر الذي نشتري به مع اضافة عمولتنا ، وعليه فإننا نحمل شركة الغاز ووكلائها المعتمدين في مختلف المحافظات والمدن المسئولية فهم من يمتلكون قرار رفع أو خفض الاسعار وعلاوة على ذلك يقع على عاتق شركة الغاز مسئولية الرقابة على الاسواق لكنها في. الواقع لا تمارس مهامها ، وبالتالي يضطر المواطن على شراء الاسطوانة بالسعر المعروض في السوق ”

إقرأ أيضاً  اقتصاديون ومواطنون: الوضع المعيشي «لم يعد يطاق»

خداع وابتزاز

وليد سعيد عمل في أكثر من وكالة ومحل لبيع الغاز  ، تحدث عن بعض الحيل التي يمارسها التجار لخلق أزمة الغاز المنزلي فيقول ” من المعلوم انه يزيد الطلب على اسطوانات الغاز المنزلي في شهر رمضان وبالتالي يجد التجار فرصة لزيادة ارباحهم ولو كانت الزيادة غير مشروعة ، فهم يقومون بإخفاء كمياز الغاز التي يحصلون عليها من شركة الغاز كحصص توزع لهم بشكل مستمر وبالتالي تأتي أزمة خانقة يرضخ من خلالها المواطن ويقبل بالامر الواقع وحينها يخرج التجار بصاعتهم شيئا فشيئا  حتى تبقى الازمة مستمرة وتباع البضاعة بأسعار مضاعفة ”

مينر الشرعبي  يملك مخبزا في الشارع العام بمدينة مأرب يؤكد ماقاله سعيد ولكنه يكشف حلقة فساد جديدة وهذه المرة ليست في محلات او وكالات بل في معقل شركة الغاز فيقول ” تحدد شركة الغاز اسطوانتين لكل مخبز تصرف بشكل مستمر سواء في وجود ازمة او عدمها وبسعر الف و٥٠٠ ريال ، ونحن نحتاج قرابة ٨ اسطوانات يوميا ،ولذلك نطلب من الشركة بيع لنا ما تبقى من احتياجنا لكنهم يرفضون ويقولون بأنه غير موجود وعندما نعرض عليهم الشراء بأسعار السوق السوداء يوافقون ويتم البيع والشراء بهذه الطريقة باستمرار ”

ختاما

لا تكاد ازمة الغاز المنزلي تختفي حتى تعود مرة اخرى وهي تحضر باستمرار في شهر رمضان من كل عام وبالتالي يزيد العبئ على المواطن المثقل بالهموم ، بينما موقف الجهات المسئولة لا يتعدى عتبة التصريحات الاعلامية فالرقابة غير متواجدة وان وجدت في بعض المناطق فهي لا تقوم بواجبها ..لذا يتطلب التحرك لوقف هذه المعاناة القاسية

مقالات مشابهة