المشاهد نت

طابور الجوعي مشهد مؤذي بصنعاء

تزاحم الموظفين لاستلام نصف الراتب عبر القسائم الشرائية من احد المتاجر في صنعاء

المشاهد -خاص :

يسرد نشوان الشميري مشهد من مشاهد الوضع الانساني الموجع في صنعاء وكيف وصل الناس في ظل الحرب ووصول الناس في ظل توقف مرتباتهم الي وضع مؤسف .

يتحدث نشوان من واقع مايحدث وهو يوصف حال الموظفين   “أحمد” واحد من مئات المتسوقين رجالا ونساء تزاحموا أمام الشارقة مول في شارع تعز بصنعاء تحت قيظ الشمس ومعاناة الصيام، يحملون قسائم مرتباتهم التي سيتسوقون بها من المول، أغلبهم من منتسبي التعليم والإعلام .

هم ليسوا متسوقين عاديين، فهم ينتمون إلى شرائح مختلفة من الموظفين الحكوميين، وجاؤوا لاستلام  نصف الراتب المسلم لهم على شكل قسائم تسوّق، وقبل أن ينتصف النهار بدأ طابورهم في التشكل أمام المول، النساء في جهة والرجال في الجهة المقابلة، وفيما هرع البعض إلى بعض الكراتين الفارغة للوقاية بها من حرّ الشمس تحمّل الآخرون الحرّ خشية أن يفقدوا موقعهم في الطابور.”

ويتابع نشوان  الساعة الواحدة ظهرا موعد فتح المول، مشهد مؤذي للشعور الانسانى حين كان الحراس يتنمّرون على المتسوقين وكأنهم أمام جمعية خيرية توزع صدقات وليس مستحق  مالي “راتب ”

ويقول نشوان بدا الناس متضايقين مما يحدث، أحدهم صاح بتبرم قائلا: “لماذا يجبرونني على أن أشتري من هذا المكان وبكل المبلغ القليل أصلا؟ لديّ دواء أريد شراءه وفواتير”، وصاح آخر:” وعليّ ديون أيضا”، وقال ثالث: “نظام القسائم نظام غبي ويُصادر حقي في الاختيار”، فيما علّق رابع: “ونظام فاسد” أيضا.

وتتابع نشوان وصف ما حدث “كانت أجساد حاملي القسائم تتلاطم داخل المول، وأخذت الرفوف تفرغ شيئا فشيئا، فلم يكن تسوقا عاديا إذ كان أشبه بشيء مثل السطو أو النهب وليس بالشراء، فالجميع يريد أن يغادر قبل ان يغلق المول بعد ثلاث ساعات فقط، وهي الفترة المخصصة لأصحاب القسائم، وإلا فعليهم العودة مجددا في اليوم التالي وتجربة حظهم من جديد، فلا يُسمح لحاملي القسائم بالعودة في الفترة الليلية لأنها مخصصة للمتسوق القادر على الدفع نقدا وحسب.

إقرأ أيضاً  نساء يكسرنّ احتكار الرجال ويمارسنّ «حياكة المعاوز»

بعض المتسوقين الذين لم يجدوا عربات تسوق كانوا عمليين أكثر؛ فافترشوا الأرض مع بضاعتهم في طابور أرضي طويل محاذّ لطابور العربات، “وللضرورة احكام”، وكان البعض متبصرا في اختيار ما يحتاج ومتأنٍّ، فيما كان البعض الآخر متعجلا وحريصا فقط على ملء العربة بما يعادل قيمة القسائم، وهمّه فقط ألا يضطر إلى البقاء أو العودة مجدد إلى المول قط.

وحول طابوري العربات الطويلين تلاحظ وجود ثلاثة أنواع من المتسوقين، فالنوع الأول هم أصحاب عربات التسوق أنفسهم، والنوع الثاني أحد أفراد عائلة المتسوق ومهمته حجز مكانٍ في الطابور ولو لم يكن معه عربة تسوق، والنوع الثالث كان فريدا وجديدا، فهم متسوقون يعقدون الاتفاقات مع أصحاب العربات لحجزها لهم بعد دفع مالك العربة الأول القسائم والخروج من المول، وبعض هؤلاء يعود للمرة الثانية بعد أن ترك كل ما جمعه في اليوم السابق لأن دوره في الدفع حان مع موعد إغلاق المول في الرابعة عصرا، ولا تفاوض أبدا في هذه الحالة.

يصل المتسوّق إلى المحاسب ويبدأ في تنفس الصعداء، وتبدأ هناك عملية جديدة في تسجيل أسماء من نسي تسجيل اسمه خلف كل قسيمة ورقم بطاقته وتوقيعه، وإضافة رقم قسيمة الشراء إلى قسائم البطاقات، ثم يُودّع الزبون المغادر عند الباب -تماما كما دخل- بحارس سليط اللسان ومتبرّم من زبائن القسائم، وقد يُسْمعك -وهو يختم فاتورتك ويفحص ما اشتريته- كلمةً جارحةً أو تعليقا سخيفا، ولكنك تختار أن تمضي قدما ولا تلفت معاناة ووجع انسانى في مايحدث يطرق السؤال المر اذهان الكثير الي متى تظل هذة الجماعة تعبث بالوطن وتقود المنكسرين الي جحيم الجوع والفاقة .

 

 

مقالات مشابهة