المشاهد نت

أسباب تألق أغنية “الآنسي” العيدية منذ 30 عام

الفنان علي بن علي الآنسي

المشاهد – خاص – فؤاد محمد :
لأكثر من 30 عام ماتزال أغنية “إضحك على الأيام” للفنان الراحل علي بن علي الآنسي تتصدر ذائقة المواطن اليمني خلال عيدي الفطر والأضحى، محافظة على تألقها طوال هذه العقود من الزمن.
هذه الأغنية وصفها الكاتب محمد جميح على صفحته في الفيسبوك بأنها معجزة الطرب اليمني، في حين أكد كثيرون أنها هي العيد في اليمن، ولها مذاقها الخاص الذي ارتبطت بأيام العيد وأفراحه.
يقول الأديب والشاعر عبدالحكيم الشريحي لـ”المشاهد” إن تصدر أغنية “أنستنا ياعيد” لهذه الفترة يعود لعدة أسباب من أبرزها منها شعبية الفنان علي بن علي الآنسي التي تنامت جراء إبداعه في أغان أخرى منها على سبيل المثال (خطر غصن القنا) و(وامغرد بوادي الدور) و(الحب والبن) و (لا تعذبني بأشواقي إليك) و ( يوم الوداع) وغيرها من الأغاني التي لاقت صدى واسعا وتأثيرا كبيرا على الوجدان الشعبي عبر تسلسل زمني منذ الستينات وحتى بداية الثمانينات قبيل وفاته.
وتحدث عن سبب آخر لتصدر أغنية “إضحك على الأيام” ويتمثل في عدم وجود الفنان المنافس في أداء الأغنيات الفرائحية بالإضافة إلى عدم التفات الشعراء والكتاب في هذا المجال، وإن وجدت محاولات قليلة إلا أنها لم ترق إلى مستوى نصف أغنية “أنستنا ياعيدط للشاعر الكبير عباس المطاع.
وأضاف: “أستطيع الجزم بأن هذه الأغنية أصبحت ثابتا فرائحيا في الوجدان الشعبي الذي لايمكن أن يستسيغ غيرها مهما كانت مستوى جودة الكلمات وإبداع اللحن والأداء متلازمين إلى ما شاء الله على ما أعتقد”.
أكثر شعبية
ومع انتشار القنوات الفضائية والإذاعات المحلية تحولت أغنية “إضحك على الأيام” إلى فواصل عيدية على مدى خمسة أيام هي أيام الاحتفاء بعيدي الفطر والأضحى من كل عام، مما زاد من شعبية هذه الأغنية.
يؤكد الشاعر إبراهيم أبو طالب – أحد الحاضرين أثناء إعداد الأغنية – في تصريح سابق له نشرته صحيفة الثورة في 2013 أن هذه الأغنية كانت وليدة اللحظة، وقيلت في ليلة عيدية كان يجتمع فيها كل من الفنان علي بن علي الآنسي، والشاعر عباس المطاع، وأحد المسئولين في إذاعة صنعاء، وحينها كان النقاش يدور حول أغنية عيدية لجمهور اليمنيين كما هو حاصل في معظم الأقطار العربية، وفي تلك الليلة توفرت كل العناصر لعمل أغنية عيدية، فالشاعر عباس المطاع موجود، والفنان علي بن علي الآنسي، وكذا أحد مسئولي إذاعة صنعاء الذي أبدى استعداده لتسجيل الأغنية وبثها خلال العيد”.
وأضاف “الشاعر المطاع كان يقول الكلمات مقطعا ويقدمها مباشرة للفنان علي بن علي الآنسي ليقوم بتلحينها وإرسالها إلى إذاعة صنعاء، حيث قامت الإذاعة ببثها فور وصولها في صباح العيد”.
وأشار إلى أنه لم يكن الكورال – الفرقة المرددة المصاحبة للفنان – موجودة أثناء تسجيل الأغنية، وأن الكورال المردد تمثل في الشاعر عباس المطاع والمسئول الإذاعي وبعض من حضر جلسة تلك الليلة، وبالتالي يظهر فيها عدم انسجام أصوات المرددين – بتأكيده.
يقول أبو طالب: ” هذه الأغنية جمعت بين صدق المعنى، وجمال الكلمات واللحن، وتوفر فيها ثلاثة عناصر، الشاعر المتمكن المتمثل في عباس المطاع، إضافة إلى الملحن علي بن علي الآنسي، وكذا الصوت العذب الذي كان يمتلكه ذلك الفنان”.
ويضيف أبو طالب “عشت مع هذه الأغنية منذ طفولتي، وعندما أسمعها في كل عيد أدرك جمال المعنى، وعذوبة اللحن، فالكلمات فيها بساطة الإعجاز، وفيها الجمال اللغوي، ولايخفى على الجميع من هو الشاعر والأديب عباس المطاع”.
وتدعو كلمات أغنية “أنستنا ياعيد” للإستمتاع بالعيد، والإبتعاد عن الأوهام، ونشر السلام ليس بين الأحباب والأصحاب فقط، وإنما ايضا بين من عاداك أو قال فيك عيبا.
وتركز الأغنية في كلماتها على العمل على إنهاء كل ما من شأنه تعكير أجواء العيد، من خلال الإستمتاع بالأنغام، وصلة الأحباب والأرحام، والإبتسام في وجه من اختلفت معهم، والإبتعاد عن التجريح، وملاطفة الإخوان، والعطف على الفقراء، كما تؤكد على جانب إنساني مهم، لايمكن أن تكتمل فرحة العيد إلا بتحققه، وهو جانب التكافل والعطف على المحتاجين، حيث يدعو الشاعر المطاع إلى العطف على ذي الحاجة والسؤال .. مؤكدا أن دمعة السائل أو المحتاج تذهب عنك فرحة العيد.

مقالات مشابهة