المشاهد نت

موظفوا تعز المدنيون يلغون فرحة العيد

صورة ارشيفية

المشاهد – هشام المحيا – خاص:

لم يحدث يوما طيلة ايام عمره التي تصل الى اكثر من 17 الف يوم بما يعادل 48  عاما ان استسلم لنوائب الدهر وقساوة الحياة إذ كان يواجهها وهو في قمة الجلد والتصبر ولم تجبره تلك الخطوب التي كانت تعترض مسار حياته اليومية على السماح لدموع عينيه بالسفوح على خديه لكنه  اخيرا استسلم لضعفه وانهارت قواه فتساقطت دموعه بغزارة ولم يستطع ايقافها بعد رأى طفلته ريهام التي لم تتجاوز السابعة من العمر محشورة في زاوية الغرفة تبكي بشدة لعدم حصولها على ملابس العيد بعد ان عجز الاب محمد الفقيه الذي يعمل معلما في تعز عن توفيرها بسبب رفض الحكومة الشرعية صرف رواتب الموظفين المدنيين بالمحافظة منذ عشرة اشهر مما سبب بحدوث ازمة لدى عشرات آلاف الاسر والتي ازدات وطأتها مع قدوم عيد الفطر المبارك.

ليست الطفلة وحدها من اجبرت والدها محمد على البكاء فقبل ذلك كانت الاسرة – البالغ عددهم ستة افراد – قد بكت كثيرا قبل بكاء صغيرتهم ليس على الملابس فهي لم تعد في حسبانهم بل لانهم باتوا لا يجدون سوى فتات الطعام وتقلص عدد الوجبات من ثلاث الى وجبتين في اليوم والليلة .

وكما هو حال المعلم محمد الفقيه واسرته يعاني كافة موظفي القطاع المدني بمحافظة تعز والبالغ عددهم قرابة 67 الف موظف من فقدان مصدر دخلهم الوحيد ومما زاد معاناتهم قدوم عيد الفطر المبارك وهم  لا يملكون ما يشبع حاجة اطفالهم من الفرحة التي اعتادوا عليها في اعيادهم السابقة ..يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه الحكومة الشرعية قبل العيد بيومين على لسان سكرتير رئيس الوزراء الاعلامي انها حولت بمرتبات موظفي تعز المدنيين الى مصرف الكريمي ليتضح لاحقا انها لم تحول سوى  المرحلة الثانية من مرتبات المعلمين لشهر 12 وقد صرفت المرحلة الاولى منها قبل ثلاثة اشهر ليتبق مرتبات المرحلة الثالثة في علم الغيب

فقدان الحلول

اسراء عبدالقدوس – موظفه – وام لخمسة ايتام توفي والدهم بحادث مروري قبل عامين اذ كان يعمل في توصيل المسافرين من داخل المدينة الى التربية والعكس  وبذلك لم يعد هؤلاء الايتام يملكون مصدر دخل سوى راتب  ام اليتامىوالذي فقد هو الاخر  او انقطع بشكل مؤقت وذلك منذ عشرة اشهر .. تقول عبدالقدوس ” خلال العشرة الاشهر الماضية صرفت كل ما كنت املكه من مدخرات ووصل الحال بنا الى بيع الكثير من اثاث المنزل ومع ذلك يبقى حزن الاطفال في العيد هو الاشد ألما حيث لم اجد بابا لادخال الفرحة الى قلوبهم ”

إقرأ أيضاً   الحلويات الصنعانية... عادة رمضانية

المدير التنفيذي لائتلاف الاغاثة الانسانية بتعز امين الحيدري قال بأن جميع موظفي تعز بحال سيئة جدا وقدوم العيد وهم بلا مرتبات عمق مأساتهم واضاف ” منذ عشرة أشهر وموظفوا تعز يعانون الأمرين بسبب توقف صرف رواتبهم الشهرية ..كنا كمنظمات ومكونات إغاثية  في تعز نعتبر الموظفين ليسوا من الفئات الأشد احتياجا لكن ومنذ توقف رواتبهم أصبحت جميع الفئات متساوية بالاحتياج حتى عضو هيئة التدريس بالجامعه مسه الضر وهو كمثله من الشرائح يحتاج الى الجانب الاغاثي ومما فاقم الوضع مأساوية هو ان الاغاثة شبه متوقفة منذو أكثر من عشرة أشهر ومايوزع هنا وهناك لايرتقي أن يسمى اغاثة ولايتناسب مع الاحتياجات المعلنة .وعليه فإننا نناشد المنظمات الدولية والإنسانية أن تتحمل مسؤولياتها في تعز وتعمل على تقديم المساعدات الإنسانية لإنقاذ النازحين والمتضررين في مدينة تعز.” ..واكد الحيدري ان الائتلاف يدرس امكانية الترتيب لاغاثة موظفي تعز اذا ما استمر انقطاع الرواتب وهذا الامر معلق بمدى الاغاثة التي تمنحها المنظمات والمؤسسات الاغاثية الدولية لتعز وبالتحديد لائتلاف الاغاثة الانسانية بتعز

ختاما

كان اليمنيون جميعا وتعز على وجه الخصوص يؤملون خيرا بقرار نقل البنك المركزي الى عدن فهم على الاقل سيضمنون رواتبهم دونما خوف من اتقطاعه لكن ما حدث هو العكس تماما حيث لم يجد ابناء تعز من الحكومة الشرعية سوى الوعود الكاذبة طيلة عشرة اشهر ووصل بهم الحال الى ان يلغوا فرحة السنة الوحيدة لاطفالهم واقربائهم وعليه يتوجب على الحكومة صرف المرتبات بلا كذب لو مماطلة

مقالات مشابهة