المشاهد – هشام المحيا – خاص:
يدشن مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2017-2016م ابتداء من الاحد الموافق 9 يوليو وحتى 26 من ذات الشهر وذلك بعد استكمال كافة الترتيبات اللازمة لذلك .. وتأتي امتحانات الثانوية هذه في ضل أزمة خانقة يعيشها موظفوا مكتب التربية بالمحافظة معلمين وإداريين بسبب الحصار المفروض على محافظتهم من حكومتي الانقلاب والشرعية في آن واحد ، حيث تحاصرهم قوى الانقلاب عسكريا بحربها على المحافظة منذ اكثر من عامين ، بينما تخنقهم الشرعية ماليا بعد أن أحجمت عن صرف مرتبات المكاتب التنفيذية والتي منها مكتب التربية والتعليم منذ عشرة اشهر .
ويأتي موعد امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2016 ـ2017 م في ضل أزمات متداخلة تعيشها محافظة تعز بمختلف مجالات حياتها وقطاعاتها الأمنية والاقتصادية والتعليمية … ، غير أن كل ذلك لم يمنع القيادة التربوية في المحافظة من استكمال استحقاق العام الدراسي لطلابها المتقدمين لامتحان الشهادة الثانوية العامة والبالغ عددهم ــ بحسب إفادة مكتب التربية والتعليم بالمحافظة ــ 20 ألف و73 طالبا وطالبة ، منهم 9 آلاف و172 إناث ، ويتوزع الممتحنون على 114 مركزا امتحانيا في 11 مديرية وهي المديريات التي تسيطر عليها قوات الشرعية بالمحافظة
قلق أمني
مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة عبدالواسع شداد قال في تصريح اص لـــ” المشاهد “ أن هناك تنسيق وترتيب كامل بين مكتب التربية والجهات الأمنية لتأمين المراكز الإمتحانية كاملة وأكد شداد أن اجتماعا موسعا عقد السبت ــ ضم وكلاء المحافظة ومدراء عموم المديريات ورؤساء المراكز الامتحانية وكذا نائب مدير شرطة تعز وعددا من القيادات التربوية والأمنية بالمحافظة وفريق الإشراف المركزي للوزارة ــ كرس لمناقشة خطة سير ونجاح الامتحانات بمختلف جوانبها الأمنية والفنية …
من جانبهم أبدى عدد من أولياء أمور الطلبة المتقدمين للامتحان قلقهم من حالة الأمن المضطربة في المحافظة ومراكز الامتحانات فيها خصوصا المراكز الواقع بالقرب من جبهات القتال .
نبيل الخامري والد احد الطالب المتقدمين للامتحانات قال لــ”المشاهد” أن الحالة الأمنية تجعلنا في دوامة قلق مستمر في الوقت الذي نجد أنفسنا مجبرين على تقبل الوضع كما هو لأننا لا نريد أن نفوت الفرصة على أبنائنا بحرمانهم من الإمتحان بداعي الخوف من غياب الأمن .. ويشاطر الخامري الرأي محفوظ السالمي ويضيف ” نتمنى على قيادة المحافظة والجيش الوطني والمقاومة الشعبية تحمل مسئولية حماية المراكز الإمتحانية حتى يتمكن أبنائنا من أداء امتحانهم بكل سهولة ويسر
قلق من نوع أخر
وإذا كان أولياء أمور الطلبة يخافون على أبنائهم من هاجس الأمن غير المستقر فإن الطلاب ـ أبنائهم ـ قلقون أيضا ولكن ليس من اضطراب الأمن خارج أسوار المراكز الإمتحانية بل من اضطرابه داخل قاعات الإمتحان وبالتحديد في ورقة الأسئلة حيث عبر عدد من الطلاب عن تخوفهم من نوع الأسئلة وطريقتها.
وعبر الطالب معتز الحاج لــ” المشاهد” أن العام الدراسي لم يكن مثاليا فالمنهج لم يستكمل دراسته في الكثير من المدارس وبالتالي يخاف الطلاب من مجيء أسئلة من خارج ما لم نصل إليه في المنهج .. من جانبه تقوم الطالبة أفنان بكيل أنها لم تتمكن من الحضور إلى المدرسة أيام دراسية كثيرة وذلك بسبب المواجهات بين الجيش الوطني والمليشيا الحوثية والتي كانت قريبة من مدرستها ومنطقة سكنها في المدينة لذلك هي خائفة من الامتحان لكنها ـ كما تقول ـ ستتوكل على الله وعلى ما في جعبتها من معلومات خزنتها في ذاكرتها طيلة الاسابيع والأشهر الماضية .
إصرار رغم الحصار
رغم الحصار المزدوج لمعلمي تعز من قبل المليشيا الحوثية التي تحاصر وتقتل أبناء تعز ليلا ونهارا منذ أكثر من عامين وكذا حصار الشرعية التي منعت حكومتها رواتب المكاتب التنفيذية فيها وفي مقدمتها مكتب التربية والتعليم منذ حوالي عشرة أشهر إلا أن معلمي تعز أصروا على مواصلة تعليم أبنائهم الطلاب بما في ذلك امتحانات الشهادتين الثانوية والأساسية
من جانبه أشاد مدير عام التربية عبد الواسع شداد المحافظة بالتربويين وبجهودهم في إنجاح المسيرة التعليمية لطلاب تعز رغم ما يعانون من صعوبات جمة وقال ” إن الأخوة التربويين يعملون على إنجاح الإختبارات رغم ما يعانون من ألم ومرارة حرمانهم من مرتباتهم لأكثر من تسعة أشهر ماضية ” وأكد شداد أنه سيتحرك فور الانتهاء من الاختبارات الثانوية ليتابع قضية مرتبات التربويين عند الجهات المعنية
ختاما
في أجواء ملبدة بالمشاكل والمصاعب يدخل طلاب تعز امتحان الثانوية العامة لنسجوا خيوط الأمل من جديد لاسيما وأن هذا العام سيكون الامتحان فيه تحت إشراف الحكومة الشرعية بعيدا عن تدخلات جماعة الحوثي وبالتالي يجب على الحكومة الشرعية النظر إلى تعز وموظفيها وطلابها لتلبية احتياجاتهم أسوة ببقية المحافظات
