المشاهد نت

امتحان البدل.. إبتكار جديد في علم الغش الحديث

صورة ارشيفية

المشاهد – هشام المحيا – خاص:

تبرز مشكلة  الغش المدرسي ــ التي تحولت من مشكلة بسيطة إلى  ظاهرة مستفحلة ــ  مع  كل عملية امتحان دراسي سنوي في مختلف الصفوف والمراحل الدراسية وتكون أكثر حضورا في امتحانات الشهادتين العامتين الاساسية والثانوية … وكغيرها من الظواهر اكتسبت ظاهرة الغش خبرة ومهارة فائقة حيث استطاعت ــ قبل الحرب ــ أن تستفيد من التكنلوجيا وذلك باستغلال الطابعات الالكترونية لإيصال الغش لطلابها ، ومع عدم صعوبة استخدام هذه التقنية نظرا لانعدام الكهرباء اخترعت الظاهرة طرق جديدة للغش المدرسي أثبتت نجاحها مع امتحانات الثانوية العامة لهذا العام أبرزها امتحان البدل .

    مدير عام التربية والتعليم بمحافظة تعز عبدالواسع شداد أكد في تصريح خاص لــ”المشاهد” أن تدابير وإجراءات عديدة سيقوم بها مكتب التربية والتعليم بالتعاون مع السلطة المحلية والجهات الأمنية بالمحافظة خلال أيام الاختبارات وذلك بهدف محاصرة ظاهرة الغش وقال ” اتخذ المكتب عددا من الإجراءات لمنع الغش أثناء امتحانات الثانوية وكانت أولى التدابير أو الإجراءات ما خرج به الاجتماع الموسع الذي عقد يوم السبت الماضي ــ قبل الامتحان بيوم واحد ـ وضم كلا من وكلاء المحافظة ومدراء عموم المديريات والأمن وعدد من الشخصيات الأمنية والتربوية .. وقد أقر الاجتماع وضع وتنفيذ خطة أمنية لمنع التجمهر أمام المراكز الامتحانية وهذا الإجراء من شأنه أن يخفف من عملية الغش إلى حدّ كبير .. بالإضافة إلى ذلك هناك إجراءات أخرى ستقوم بتنفيذ بقية خطة مكافحة الغش المدرسي ”

 مقاومة شرسة

لم تأبه ظاهرة الغش بالتدابير التي اتخذها مكتب التربية والتعليم إذ واصلت تقديم خدماتها للطلاب وبوسائل مبتكرة وحديثة  ، فحسب  المصادر المؤكدة القادمة من داخل قاعات الاختبارات  في عدد من المراكز الامتحانية لوحظ انتشار أسلوب غش جديد بشكل واسع والمتمثل بـ ” امتحان البدل ” والذي يعني امتحان طالب جامعي بدلا من الطالب الممتحن الرسمي .. الشاب شكري العامري ــ طالب جامعي مستوى ثالث هندسة مدنية ــ يعترف صراحة بأنه يمتحن بدلا من زميله الذي ليس قادرا على الحصول على معدل مرتفع ــ حد تعبيره ــ ويؤكد العامري أنه ليس الوحيد الذي يختبر بدلا من طالب أخر ـ فكما يقول ــ هناك الكثير من هذه الحالات ليس في مركز واحد بل في أكثر من مكان .

علي الوجيه ــ مشرف في أحد المراكز الامتحانية يؤكد ما العامري ويقول ” نعم .. هناك عدد ليس بالقليل يقومون بالامتحان بدلا  عن طلاب أقارب لهم وأغلب هذه الحالات نجدها عند الطالبات ” ويضيف الوجيه ” كانت حالات امتحان البدل في السابق ــ قبل الحرب ــ تكاد تكون محدودة جدا ومع ذلك يتم اتخاذ عقوبات صارمة ضد المتورطين بذلك .. أما الآن فالأمر أصبح مشاعا وحالاته غير محصورة بل وغير معاقب مرتكبها ”

إقرأ أيضاً  شراء الملابس المستعملة للاحتفال بالعيد

 

تاريخ الغش والأجيال المخدوعة

محمد الصبري ــ معلم وأخصائي اجتماعي ــ يعمل في مجال التعليم المدرسي منذ اكثر من 22 عاما يتحدث عن ظاهرة الغش وتطورها منذ بدايات عمله كمعلم في اكثر من مدرسة ومديرية تنقل خلال سنوات عمله بينهن ..يقول الصبري : ” عندما بدأت العمل كمعلم في الصفوف الاساسية في التربة عام 1996م لم يكن الغش قد وصل الى مرحلة يمكن وصفه بالظاهرة، حيث كان الطلاب ينظرون إليها كجريمة ومن يمارس الغش يشعر بأنه قد قام بعمل مشين يعرضه للانتقاد ويصبح عرضة للسخرية عند اعلان النتائج ، لكن مع مرور السنين أصبح الغش ظاهرة لا يمكن انكارها أو حتى التقليل من حجمها إذ لم تعد محصورة على طلاب محددين أو مدرسة بعينها أو حتى مستوى معين لقد  عمت جميع المستويات التعليمية والصفوف الدراسية وتزداد حدتها في امتحانات الشهادتين العامتين الأساسية والثانوية وأصبح وضع الغش  عكس ما كان عليه في السابق في تسعينيات أو ثمانينيات القرن الماضي فهو  لم يعد عيبا بل عادة ولا محصورا بل عاما ولا منبوذ من يمارسه بل محمودا بدعوى أن الطالب الغشاش أصبح في نظر الناس “شاطر” والذي لا يغش مسكين ”

طرق جديدة

ويتابع الصبري حديثه ليصل إلى آخر ما توصلت إليه ” علم الغش الحديث ” فيقول :” ولم يقتصر الأمر على ممارسة الغش بطرقه التقليدية بل تطور إلى مستويات متقدمة ففي السنوات الأخيرة نجد الغش يتم عبر آلات طباعية وكاميرات تصوير ورغم ذلك يجد بعض الطلاب صعوبة حتى في كتابة الغش الذي يأتي إليه من خارج قاعة الامتحان وبالتالي قام هؤلاء باستدعاء طلاب جامعيين أو متفوقين للامتحان بدلا منهم وقد انتشر امتحان البدل هذا ليشمل عددا كبيرا من المقاعد الامتحانية في مراكز كثيرة ”

  نتائج الكارثة

يحذر باحثوا التنمية البشرية وكذا الباحثون التربويون من خطورة تفشي ظاهرة الغش باعتبارها السلاح المدمر لمستقبل الأجيال والأوطان .. حيث ستنعكس خطورتها على مظاهر البطالة والجهل والفقر والجريمة والتي ستتصاعد معدلاتها بسرعة كبيرة وخلال سنوات قليلة ما يعني وقوع المجتمع اليمني في مستنقع المشاكل وبالتالي يتوجب على الجهات المعنية أولا والمجتمع المتمثل بأولياء الأمور والأسر ثانيا القيام بدورهم لمكافحة الظاهرة والقضاء عليها

 

 

 

مقالات مشابهة