المشاهد نت

قسم الفنون بجامعة تعز… القصة الكاملة لفضاعة مايجري

صورة ارشيفيىة لمبني احدي كليات جامعة تعز

المشاهد – هشام المحيا – خاص:

يحاول قسم الفنون الجميلة بجامعة تعز منذ تأسيسه في اواخر العام 2015م  خلق بيئة تعليمية جديدة بتأسيسهم للقسم غير ان جميع تلك المحاولات تتعثر فيذهب المجهود ذاك هباء منثورا في فضاء الاهمال واللامبالاة والتجاهل ، إذ يفتقر القسم لابسط مقومات العمل الاساسية بدءا بعدم امتلاكه لمبنى خاص وقاعات دراسية مرورا بالنفقة التشغيلية ولوازم الدراسة كأدوات الرسم وغيرها إذ يتكفل الطلاب بشراءها رغم ظروفهم الصعبة  وانتهاء بمستحقات الكادر الاداري والاكاديمي ..ورغم ذلك الاصرار على مواصلة التعليم الا ان الجامعة لا تلقي لمطالبهم بالاً او ادنى اهتمام

 

كانت الترتيبات المعدة  لافتتاح حقل تعليمي جديد بجامعة تعز خاص بالفنون الجميلة سيكون على اساس تأسيسه ككلية تندرج تحتها عدة اقسام ابرزها قسم للتصوير واخر للجرافكس وثالث للمسرح وللفنون تشكيلية وللتصميم الصناعي ، الا ان ما وجدوه هو انهم يدرسون في قسم وليس في كلية ويندرك هذا القسم ضمن كلية الاداب ..ورغم ذلك لم ير الطلاب الذين سجلوا فيها لاجل اختيار ميولهم من تلك التخصصات من ذلك شيء فضلا عن عدم تأكدهم من انهم يدرسون في الفنون الجميلة ككلية ام كقسم   فمنذ تأسيسها في شهر سبتمبر من العام 2014م وحتى اللحظة لم يتمكنوا من اختيار تخصصاتهم وبالتالي يبقى الطلاب في حيرة من امرهم ويعيشون مستقبلا مجهولا .

الجدير بالذكر ان 40 % من الطلاب الملتحقين بالفنون الجميلة في الدفعة الاولى تركوا الدراسة فيها واغلبهم تركها لضبابية مستقبل الدراسة فيها

وقد أعرب طلاب الفنون الجميلة عن استيائهم من الوضع الذي تعيش فيه كليتهم أو قسمهم .. وقالت الطالبة ” د ـ ر ” ــ والتي فضلت عدم ذكر اسمها حتى لا توجه مضايقات من قبل إدارة الجامعة على غرار ما تحدث سابقا عندما تحدث أحد زملائهم لتقرير صحفي ــ أن مشاكل القسم  كثيرة  وهي منذ أول أيام تأسيسه وأبرز هذه المشكلات  القاعات المخصصة للدراسة وكذا التخصصات التي قيل أنها  ستكون موجودة ولم تتوفر حتى اللحظة ونحن الآن في المستوى الثالث ، وتتساءل الطالبة  هل سيكون هناك تخصص أم سيكون فقط فنون جميلة ، علما ب أن 80%من الطلاب سجل علي أساس التخصصات الاخري .

الجدير بالذكر أن القسم يعاني من نقص شديد في الكادر المتخصص من دكاترة وأساتذة  في مختلف التخصصات

وضع مأساوي

الدكتور يحي الرادعي أحد أكادميي الفنون الجميلة اعطى صورة مصغرة لمعاناة قسم الفنون الجميلة بجامعة تعز فقال : ” وضع القسم من ناحية البنية التحتية متأزم اذ لا يمتلك القسم  مبنى خاص ومستقل به والاسوأ من ذلك لا يوجد مكتب خاص بالقسم لكي يتم فيه تواجد مسئول القسم وأعضاء هيئة التدريس لمناقشة مستجدات ومتطلبات القسم، كل ما هو متواجد حاليا هي قاعة فقط كانت معدة مسبقا ضمن قاعات العلوم الطبية حيث يتم فيها سير العملية التعليمية بشقيها التطبيقي والنضري وهذا للأسف واقع خاطئ في إزدواجية مهام العملية”  ويضيف الرادعي ” وأما من ناحية النفقة التشغيلية تكاد شبه معدومة أيضا إلا أن جهود وتضحيات الكادر اﻹداري واﻷكاديمي كبيرة جدا للرفع من مستوى هذا الصرح التعليمي ، وإلى جانب ذلك هناك نقص كبير في  الأدوات المتطلبة داخل القاعة ومن ذلك : بورجتر ضوئي ، لوحات تعليمية ، نقص إستاندات الرسم، طاولات طباعة …الخ ”

إقرأ أيضاً  اللحوح... سيدة مائدة الإفطار الرمضانية

صمود رغم الجوع

ويقول الدكتور الرادعي متحدثا عن الوضع المادي للكادر في القسم ” من ناحية مستحقات الكادر ااكاديمي يكاد يكون شبه معدوم ، لأن ما تم استلامه من اجمالي مستحقات الفصلين لهذا العام لا يتجاوز 23%  ، وإلى اﻵن صار لنا ما يقارب ثلاثة أشهر لم نستلم شيء ، لكن وبرغم هذه المعاناة فإن وضع القسم جيد من ناحية تأدية مهامه بشقيه التعليمي والعلمي ، وهذا يعود لعزيمة الطلاب أولا وعطاء الكادر ثانيا ” وأضاف “هذا القسم وجد وتأسس في بيئة خصبة فنيا وهذا أهم ما يميزه  ، لكنه يحتاج إلى تعدد وتنوع في تخصصاته الدقيقة كالديكور وغيره ، وتوفير الكادر اﻷكاديمي الكافي لسد المهام المنوطة به خصوصا ونحن نشهد مضاعفة مستوياته وتزايد اعداد الطلاب المقبلين عليه”

من جانبه يؤكد كمال الصامت – أستاذ الرسم بالقسم – أن قسم الفنون بجامعة تعز يعاني من مشاكل كثيرة ، فالقسم – حسب قوله – لا يمتلك أساسيات الدراسة من مبنى وقاعات دراسية وملحقاتهما ،فضلا عن عدم وجود أدنى مستوى من الدعم لتشغيل القسم ..ويضيف الصامت :” يعمل الكادر التعليمي بالقسم منذ عدة اشهر بلا مستحقات كما أن احتياجات القسم المكتبية كأدوات الرسم وغيرها يقوم الطلاب بشرائها رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها والتي  تعتبر انعكاسا للوضع العام

 

 

 نداء بلا استجابة

 

يؤكد الكادر التعليمي في قسم الفنون أنه بح صوتهم وهو يطالبون الجامعة بتوفير الحد الأدنى من متطلبات تشغيل القسم لكنها ــ على قول المثل الشعبي ــ ” ترد لهم الأذن الصنجاء “، ومثل الكادر التعليمي يؤكد  الطلاب أنهم ــ من ناحيتهم ــ قاموا بمطالبة الإدارة وإدارة الجامعة  مرات عديدة   لحل مشاكلهم إلا أنهم لم يجدوا بالمقابل سوى ” مواعيد عرقوب” وبحسب تعبيرهم فإنها “وعود لم ترتق إلى حجم المسئولية” ، وكما تهربت الجامعة من مطالب الطلاب تهربت أيضا من سماع ذات المشكلة من مراسل ” المشاهد ” لتبقى الأسئلة والمطالب حبيسة الصدور إلى أن يأتي الله برجل يحب القسم ويحبونه فيعتق رقاب مطالبهم من جحيم المعاناة

 

 

 

 

مقالات مشابهة