المشاهد نت

الجوف .. عزوف شبابي عن الزواج من داخل المحافظة

المشاهد – فؤاد العلوي- خاص :

شرعت الوجاهات والشخصيات الاجتماعية بمحافظة الجوف – شمال اليمن – في مناقشة وثيقة من شأنها تقنين مراسم الزواج وتخفيض المهور التي شهدت ارتفاعا حادا خلال السنوات الأخيرة.

الوثيقة التي يجري مناقشتها لقيت ترحيبا واسعا في الأوساط الشعبية بمحافظة الجوف، فيما دعت السلطات المحلية بالمحافظة إلى سرعة إنجازها وإخراجها إلى النور.

ويشكو الشباب في محافظة الجوف من عدم قدرتهم على الزواج من داخل المحافظة بسبب ارتفاع المهور والتكاليف الباهضة التي تصل إلى 3 ملايين ريال، الأمر الذي دفعهم للعزوف عن الزواج من داخل المحافظة.

يقول: فيصل أسود – ناشط وباحث – إن الوثيقة التي يجري مناقشتها والتوقيع عليها جاءت بهدف إيقاف العزوف الحاصل من قبل الشباب عن الزواج من داخل المحافظة، ولجوؤهم للزواج من محافظات أخرى كتعز وإب والمحويت وريمة وغيرها نظرا لانخفاض تكاليف الزواج مقارنة بالمحافظة.

ويضيف: في حديثه مع “المشاهد” “تكاليف الزواج لدينا في المحافظة تكون بين مليون ونصف المليون إلى مليونيين بينما في الغيل تكون المهور مابين 30 إلى 40 ألف ريال سعودي أي بمتوسط ثلاثة مليون ريال”.

وبحسب “أسود” فإن اثنين من أبناء أخته لجئوا للزواج من إب بعد أن وجدوا أنفسهم غير قادرين على دفع تكاليف الزواج التي يطلبها الآباء في الجوف.

تزايد العزوف

وتزايدت حالات عزوف الشباب بمحافظة الجوف عن الزواج من داخل المحافظة خصوصا خلال العامين الأخيرين وفق روايات السكان المحليين في المحافظة.

وتحدث شباب تزوجوا من خارج الجوف عن أسباب دفعتهم للزواج من خارجها، لكنها في المجمل تحدد أن السبب الرئيس لهذه الزيجات جاءت هروبا من التكاليف الباهضة للزواج من المحافظة.

عبدالباري جار الله (23 عاما)، تزوج من خارج محافظة الجوف، وتحديدا من المحويت. يقول: “تعرفت على أسرة زوجتي بعد نزوحهم إلى الجوف خلال العامين الأخيرين، والحمد لله ربنا جمعنا وأصبحا أخوة وأنساب”.

إقرأ أيضاً  استعادة زراعة وتصدير البصل في المخا

ويضيف لـ”المشاهد” “كنا قبل سنتين نتنقل بين السعودية والجوف وكان وضعنا المادي مرتاحين، وكنا نستطيع دفع تكاليف الزواج التي كانت تحددها أسرة البنت، لأن الدخل كان متوفر، لكن الآن ما نقدر ندخل السعودية بسبب الحرب، ودخلنا تراجع، ولم يتم تخفيض المهور، لكن الحمد لله تزوجت من خارج الجوف ووفقني الله بزوجة وأسرة طيبة”.

ويتابع: “بلغت تكلفة زواجي كاملا مع العرس 1 مليون و200 ألف، والبنت اللي تزوجت بها خريجة جامعة، وهنا كنت با أتزوج بثلاثة مليون على الأقل وموش جامعية”.

ويشير إلى أن الزواج من خارج الجوف أصبح منتشرا ليس بسبب التكاليف الغير باهضة للزواج فقط، وإنما أيضا لأن الشباب وجدوا ما يسموه بـ”الدلع”، بعكس نساء الجوف – حسب تأكيده.

ويؤكد أن عمليات النزوح التي شهدتها محافظة الجوف هربا من مناطق الحوثيين دفعت أيضا الشباب للزواج من محافظات أخرى، وهذا لم يكن ليحصل لو لم يحصل هذا النزوح.

دعوة للإسراع

وتبنى ملتقى أبناء الحزم – منظمة تعني بالقضايا الاجتماعية في محافظة الجوف – دعوة للوجاهات والشخصيات الإجتماعية في الجوف بالإسراع في التوقيع على هذه الوثيقة التي ستخفف من تكاليف الزواج على الشباب.

وأكد الملتقى أن تكاليف الزواج أصبحت منفرة للشباب، وأن الوضع حاليا يستدعي من كل وجهاء الجوف الوقوف أمام عزوف الشباب عن الزواج من خارج المحافظة، حتى لاتنتشر العنوسة بين النساء.

وأشاد بفكرة وثيقة تخفيض المهور والتوقيع عليها، وأكد على ضرورة أن تسري هذه الوثيقة بين جميع المناطق في الجوف، مثلها مثل وثيقة إيقاف إطلاق النار في الأعراس التي تم توقيعها العام الماضي.

وتقترح الوثيقة التي يجري مناقشتها بأن يتم تحديد تكاليف المهر إلى 800 ألف كحد أعلى، على أن يكون هذا ساريا بين أبناء محافظة الجوف، وليس مع القادمين من خارج المحافظة.

مقالات مشابهة