المشاهد نت

جبهة الشقب منذ عامين.. معارك مستعرة بلا فواصل وضحايا بلا توقف

صورة ارشيفية

المشاهد -هشام المحيا -خاص :

 

تجددت المواجهات المسلحة منذ يومين بين مسلحي الحوثي وقوات الجيش الوطني في منطقة الشقب شرق مديرية صبر الموادم  جنوب مدينة تعز وسقط خلالها في صفوف الجانبين عدد من القتلى والجرحى ليصل بذلك أعداد الضحايا من المدنيين والعسكريين منذ بدء المواجهات فيها قبل حوالي عامين الى اكثر من 200 بين قتيل وجريح بالإضافة الى تدمير عدد من المنازل ونزوح مئات الاسر وقد وجهت عدد من القيادات الميدانية وافراد في الجيش الوطني بصبر الموادم محافظة تعز اتهامات مباشرة للاحزاب السياسية بالمحافظة بعكس صراعهم السياسي على جبهة الشقب حيث أهملتها والتقاعس في تحريرها

وتعاني جبهة الشقب- آخر مواقع وخطوط المواجهات المباشرة بين الجيش الوطني وجماعة انصار الله ” الحوثيين ” الانقلابية في شرق مديرية صبر الموادم – من إهمال كبير من قبل قيادة الحيش الوطني بمحور تعز وذلك منذ بدء المواجهات فيها منتصف اغسطس من العام 2015م وحتى اللحظة  حيث تشكو الجبهة والسكان القريبين من مناطق الاشتباك من اهمال الجيش للجبهة رغم اهميتها كونها تشرف على مديرية الدمنة احد اكبر معاقل الانقلابيين  في محافظة تعز .

 بداية الرحلة

 

في اغسطس من  العام 2015م  قام الجيش الوطني – المقاومة الشعبية سابقا – بتحرير مديريتي صبر الموادم وصبر مشرعة وحدنان وأجزاء كبيرة من المدينة  في عملية عسكرية خاطفة الا ان تلك العملية لم تصل الى أقصى شرق مديرية صبر الموادم حيث تقع منطقة الشقب المطلة على مديرية دمنة خدير وعلى مواقع الحوثيين في اطراف مديرية المسراخ ، ومن حينها والحوثيين يعدون عدتهم لاستعادة مديريات صبر والمدينة وذلك عن طريق بوابة الشقب وشنوا هجماتهم بشكل متواصل عليها لكنهم لم ينجحوا في تجاوز المنطقة ، ورغم اهمية الجبهة والمعارك التي لا تتوقف فيها الا انها – بحسب تأكيد بعض القيادات فيها – لم تتلق من قيادة المحور أدنى اهتمام مقارنة ببقية جبهات تعز ، وقالت مصادر  ميدانية – للمشاهد – في جبهة صبر الموادم أن جبهة الشقب لم تجد التعاون المطلوب من قبل قيادة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالمحافظة والمديرية مؤكدة في الوقت ذاته أن متطلبات الجبهة لا يتم تلبيتها إلا بنسب بسيطة ، رغم المعارك المستعرة بشكل شبه مستمر ضد الحوثيين الذين يحاولون الوصول الى موقع العروس الاستراتيجي بقمة جبل صبر والذي سيمكنهم من استعادة مديرتي صبر الموادم ومشرعة وحدنان وكذا المدينة التي استعادتها الشرعية منهم قبل ذلك ، وقد اتهمت بعض تلك القيادات ــ التي فضلت عدم الكشف عن هوياتها ــ الاحزاب السياسية بإهمال جبهة الشقب كنوع من أنواع الكيد السياسي بين تلك الأحزاب حيث يرفضون تحريرها لأن النصر فيها سيكون محسوبا لحزب معين يسيطر عليها ويقود معاركها منذ البداية

وبحسب روايات بعض الجنود الذين شاركوا في معارك “الشقب ” في بدايتها ” للمشاهد” فإن المقاومة الشعبية لم تكن تمتلك شيئا لمواجهة الحوثيين باستثناء السلاح الخفيف وحتى هذا السلاح ليس ملكا للمقاومة بل ملكا شخصيا للمقاومين ورغم ذلك كانوا يعانون من شح كبير في الذخيرة ، إلى درجة أنهم فقدوا عدد من المقاتلين قتلوا بعد أن نفذت عليهم الذخيرة .

شهادات

ويقول بسام ناجي أحد مناضلي التحرير في معركة تعز وجبهة الشقب على وجه التحديد رغم أنه ليس من الجيش وأحد من شاركوا في معارك الشقب منذ بدايتها قبل أن ينتقل مؤخرا  إلى جبهة أخرى  : ” لم يكن لتمتلك الجبهة وسيلة تنقل أو إمداد وما زالت كذلك لا تمتلك طقما عسكريا واحدا ، ومما عايشناه هناك أنه كان القائد الشهيد عبدالعزيز محمد عبده قائد جبهة الشقب حينها ورئيس لجنة التسليح في مجلس مقاومة صبر يقطع طريق صبر الموادم فالعروس فطريق النجادة الشقب ــ وهي طريق وعرة وطويلة  ــ متنقلا فوق الدراجات النارية أو بعض سيارات المنطقة موزعا وقته بين قيادة المعارك والمتابعة لجمع الذخائر من أماكن وجبهات مختلفة وكذا لتوفير المؤن الغذائية التي كانت لا تكفي إلا لسد الرمق  وضل كذلك دون أن تلتف إليه قيادة المقاومة حتى استشهد في مقدمة الجبهة في 31 ديسمبر 2015 وكان سبب استشهاده عدم وجود الدعم الكافي من السلاح والذخائر ، فاضطر لمواجهة الحوثيين هو وعدد قليل من الشباب حتى استشهد ”

إقرأ أيضاً  حماية الشباب من التطرف في المهرة

من جانبه يقول شهاب عبدالحكيم – قائد مجاميع واحد الافراد الذين انظموا لجبهة الشقب منذ بدايات المواجهة فيها وحتى الوقت الحالي – أن الافراد في الجبهة يفتقرون لأبسط الامور ومن ذلك عدم وحود مؤنة غذائية كافية فغالبية الايام في الجبهة يشعر المقاومون بالجوع بالاضافة الى عدم وحود اسلحة متنوعة كافية وكذا الذخيرة ففي احيان كثيرة تنفد علينا الذخيرة وتسقط بعض المواقع بيد الحوثيين ونضطر لاحقا لاستعادتها ولكن بضحايا اخرين ..ويتهم عبدالحكيم بعض قيادات المقاومة والحيش في جبهة صبر وتعز بشكل عام بنهب اعتماد جبهة الشقب ويطالب بفتح تحقيق واسع لكشف المتورطين في ذلك

الجدير بالذكر أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية شنت خلال العامين الماضيين هجوما متكررا على معاقل الحوثيين وحققوا خلاله تقدمات كبيرة وصلت في أحيان كثيرة إلى  تحرير الشقب بشكل كامل غير أن غياب الدعم والاسناد من المحور والمقاومة الشعبية سابقا أحبط تلك النجاحات الأمر الذي أدى إلى انسحاب القوات لتعود قوات الحوثي إلى المنطقة مجددا لتتقاسم الجبهة مع قوات الجيش الوطني ورغم ذلك تضل قوات الأخير هي المتحكمة بسير المعركة ومسيطرة على أهم المواقع فيها .

 آثار ونتائج

ونظرا لعدم وجود العزم من قبل قيادة الجيش والمقاومة على تحرير الجبهة فقد تلقت منطقة الشقب من جهة وقوات الجيش الوطني من جهة أخرى لخسائر كبيرة لكنها ــ مقارنة بخسائر الحوثيين ــ قليلة جدا ، فحسب أحدث احصائية ذكرها ” فريق رصد ” لانتهاكات حقوق الانسان فإن إطالة عمر المعارك في المنطقة سبب كارثة إنسانية حيث وصل عدد الضحايا المدنيين إلى 89 ضحية بين قتيل وجريح منهم أربع حالات قتل  لنساء وثلاث لأطفال من أصل 18 حالة قتل لمدنيين فيما بلغ عدد الجرحى 69 حالة منهم 43 نساء وأطفال ، كما تسببت الحرب هناك بتدمير 66 منزلا منهم 54 دمروا بشكل كلي بالإضافة إلى أضرار أخرى أصابت بعض دور العبادة والمزارع وخزانات المياه وملحقات أخرى ، فيما يصل عدد الأسر النازحة إلى 326 أسرة  .

وتشير الأرقام الطبية في محافظة تعز إلى أن أعداد قتلى وجرحى الجيش الوطني تتجاوز المائة قتيل وجريح وهو رقم كبير بالنسبة لبقية الجبهات ، ومن جهة أخرى تذكر بعض التقديرات وقوع ما يزيد عن ثمانمائة وخمسين قتيلا وجريحا في صفوف الحوثيين .

مناشدات

يناشد سكان منطقة الشقب وقبلهم مقاتلي الجبهة قيادة المحور بالاهتمام بالجبهة لتحريرها بأسرع وقت ممكن وذلك لوقف معاناة السكان من جهة وتخفيف الضغط على الجيش الوطني من جهة أخرى

 

 

مقالات مشابهة