المشاهد نت

قصة شاب يمنى كفيف يعمل بمهارة عالية في صيانة السيارات “صور “

يوسف الاسلمى الشاب الكفيف الذي يعمل في محل بنشر "صورة خاصة للمشاهد "
المشاهد -خاص :
لم تمنع الإعاقة البصرية الأربعيني “يوسف علي إبراهيم الأسلمي” الشهير بـ”البصير” من العمل بنشرياً في مدينة عبس, بمحافظة حجة كي يعيل أسرته بعيداً عن حاجة الناس وطلب المساعدة منهم.

قصة شاب يمنى كفيف يعمل بمهارة عالية في صيانة السيارات "صور "
يوسف الاسلمى اثناء العمل “صورة خاصة للمشاهد “
يوسف نموذج مشرّف للمواطن المكافح، زادت عليه الحياة قسوة، فازداد صبراً، لم يستسلم للإعاقة وخاض معارك الحياة وتمسك بالأمل رغم الظروف الصعبة ولم يسمح للظلام أن يقف حاجزاً أمام طموحاته.
فقد يوسف بصره منذ نعومة أظفاره ولكنه لم يفقد بصيرته واستطاع بعزيمته الصلبة وقوة إرادته إكتساب مهنة شاقة تحتاج الى البصر والقوة والجهد ونجح فيها أسوة بالمبصرين بل تفوق عليهم وأكمل مشوار حياته وبدد الظلام بالنور.
لم يقف يوماً عند كونه كفيفاً, ولم يعرف المستحيل مكاناً في حياته بل كافح لأجل البقاء، ولم يرد أن يمد يده لأحد، ومضى بخطوة الواثق نحو النجاح فكان أن أثبت بشهادة جميع أبناء المنطقة أنه صاحب الإرادة التي لاتقهر.
تحدث بلهجة عامرة بالرضا  لـ”المشاهد” :”فقدت نعمة البصر في طفولتي لكني لم أفقد طموحي وحبي للحياة وبدأت هذه المهنة منذ أكثر من 10 أعوام مساعداً لصاحب بنشر في مدينة عبس واحترفت من خلاله المهنة، ثم أسست بعدها محلاً خاصاً بي.
ويضيف: “في بداية الأمر واجهت بعض الصعوبات لكنها زادتني إصراراً على إكمال مشوار حياتي والحمدلله أثبتت للآخرين بأن أعمى البصر ليس بأعمى البصيرة بل الذي يبصر ولا يعرف كيف يبني مستقبله بجهد ومثابرة.
ويستطرد مبتسماً: فقداني البصر منذ طفولتي علمني الكفاح, دخلت في تحد مع نفسي وقررت أن أنجح، ورسمت هدفاً محدداً أمامي وسعيت لتحقيقه وبحمدالله وتوفيقه تمكنت من تحقيقه.قصة شاب يمنى كفيف يعمل بمهارة عالية في صيانة السيارات "صور "
ويضيف: يجب على المعاق ألا يستسلم بل عليه أن يعمل ويتحدى الظروف ليعيش حياة طبيعية مؤكداً أن الإعاقة لا تقف حائل بين الإنسان وبين الكفاح والنجاح.
ويؤكد أنه يفتح محله من بعد صلاة الفجر ويعمل فيه طوال النهار ويحصل على مردود جيد من عمله الذي يحبه ويستمتع به.
 يتعامل يوسف بمهارة، مع إطارات السيارات التي تحتاج إلى إصلاح أو تغيير ويقوم بعمله بدقة، معتمداً على حاسة اللمس ويسير وفق خريطة رسمها في مخيلته.
تصاحبك الدهشة عندما تراه يعمل بحرفية شديدة, يرتق إطاراً ويقوم بتبديل آخر, ويقوم بتغيير زيوت جميع أنواع السيارات والمدهش أكثر قدرته على التعرف على العملات النقدية.
  وبالرغم من وجود عاملين آخرين لديه في البنشر إلا أنه لا يطلب مساعدتهما حتى لو كان ذلك لإرشاده لمكان إحدى الأدوات والتي يهتدي إليها بنور قلبه.
 ويتمتع يوسف رغم إعاقته البصرية بالكفاءة التي تجعل الزبائن يضعون ثقتهم المطلقة بعمله فذاع صيته في المنطقة والمناطق المجاورة وأصبح الناس يقصدونه لخبرته وأمانته وسمعته الطيبة.
 لم ينجح يوسف على المستوى العملي فقط، بل نجح على المستوى الأسري والمجتمعي أيضاً، فهو متزوج ولديه خمسة أبناء، ويسعى من خلال عمله أن يوفر لهم جميع متطلباتهم ويعلمهم أفضل تعليم.
يوسف أو كما يلقبه أبناء المنطقة بالبصير هزم قيود اليأس وتغلب على العتمة والظلام معتمداً على نور قلبه ورضاء الله عليه فاستطاع بقوة ايمانه وعزيمته أن يوفر لنفسه ولأسرته حياة كريمة.
مقالات مشابهة