المشاهد نت

غوص “دينا” في الرمال يقود لكشف أكبر خلية تابعة لتنظيم الدولة بمأرب

صورة ارشيفية

المشاهد – خاص:

قاد غوص شاحنة نوع “دينا” في الرمال بإحدى صحاري محافظة مأرب رجال الأمن إلى اكتشاف أكبر خلية تابعة لما يعرف بـ”تنظيم الدولة الإسلامية”، التنظيم الإرهابي المعروف الذي ظهر في سوريا إبان العام 2013 وسيطر على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، ولايزال يحكم سيطرته على كثير منها.

تبدأ أحداث قصة اكتشاف هذه الخلية الخاضعة حاليا للتحقيقات القضائية عندما قررت الخلية بدء أعمال تقطع على خط العبر الدولي بين اليمن والسعودية والذي يمر عبر مأرب وحضرموت إلى منفذ الوديعة، تحت مبرر البحث عن عناصر حوثية تمر من صنعاء عبر هذا الخط الدولي.

الخلية التي تم اكتشافها يبلغ أعداد أعضائها عشرة، وجميعهم ينتمون إلى مناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي وحليفها علي عبدالله صالح باستثناء عنصرين ينتمون إلى مديرية الجدعان بمأرب.

ويتوزع عناصر الخلية الإرهابية جغرافيا على كل من مديرية الحيمة بمحافظة صنعاء وعددهم أربعة، فيما يتوزع البقية على كل من خولان وحراز والعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي وصالح ومأرب.

الخلية وزعيمها

وبحسب محاضر جمع الإستدلالات استند إليها لـــ”المشاهد” فإن زعيم الخلية ينتمي إلى مديرية خولان بمحافظة صنعاء، ويدعى فتحي محمد القيري كان يتولى إدارة سجن القاعدة في المكلا خلال العام 2015، ومايزال في التنظيم حتى الآن.

أما أعضاء الخلية الإرهابية التي يجري التحقق في معرفة سوابقها الإجرامية فنكتفي هنا بالإشارة إلى أسماءهم رمزاً مع ذكر الألقاب، كون القضية مازالت قيد التحقيق، وهم: ف م القيري (زعيم الخلية مديرية خولان) و (هـ ع الزوار – أ ح المساح – ر ح الخيشني – ج م الحيمي، وجميع هؤلاء ينتمون لمديرية الحيمة الخارجية) و(أ م هجوان – و أ حالة، وينتميان لأمانة العاصمة) و ( ع ن الضمان – ن أ الضمان، وينتميان إلى مديرية الجدعان بمحافظة مأرب) و (ع ح الرداعي، ينتمي إلى مديرية حراز بمحافظة صنعاء).

وتؤكد مصادر خاصة لـ”المشاهد” أن أجهزة الأمن تمكنت من ضبط 8 من عناصر الخلية التابعة لتنظيم الدولة، فيما يجري البحث عن اثنين آخرين لازالا فارين.

إكتشاف الخلية

كان غوص سيارة نوع “دينا” قام أعضاء الخلية بنهبها وقتل سائقها المنتمي إلى مديرية الحيمة سبباً في كشف خلية تنظيم الدولة.

ووفق محاضر جمع الاستدلالات فإن أفراد الخلية قتلوا غدرا سائق شاحنة “دينا” ويدعى (علي صالح الزوار) وينتمي إلى مديرية الحيمة الخارجية بمحافظة صنعاء بتاريخ 3 يونيو 2017 قبل محطة بن معيلي بمحافظة مارب.

ويشير المحضر إلى أن أجهزة الأمن تلقت بلاغاً بوجود دينة “مغرزة” في الرمال بالقرب من محطة بن معيلي، وعليها آثار الدماء، وكذا العثور على جثة مرمية على بعد اثنين كيلو متر من الخط العام، وبعد التقصي والتحري تم القبض على المتهمين بموجب الأدلة الكافية لتورطهم في الجريمة.

إقرأ أيضاً  فتيات في العمل برواتب ضئيلة وساعات طويلة

وبحسب المحضر فقد “تلخص التحقيق إلى أن المجرمين من أبناء الحيمة قاموا بالتخطيط لإلقاء القبض على الحوثة حد قولهم، وقد قاموا بالتواصل مع أشخاص مشتبه بهم يعملون مع تنظيم الدولة، وقاموا بالتخطيط على أن يتم القبض على شخص يدعى حاشد، وبعدما تم رصد تحركاته إلى حين وصوله بتاريخ 2/6 ذهبوا لكنهم لم يجدوا أحد”.

وأضاف المحضر: “بعد أن علموا أن الشخص المطلوب لم يغادر اضطروا إلى البقاء في العبر لليوم الثاني للترصد والمتابعة، وأثناء مرور المواطن/ علي صالح الزوار بسيارة (دينة) تحمل بطاريات وإطارات سيارات، وقد رصد تحركه المدعو هايل الزوار أحد أبناء قريته، فذهب وأخبر المتواجدين من المتهمين بالجريمة بان هذا الشخص قيادي حوثي ومهم وأكبر من الشخص الذي يترصدوا له واتفقوا على أن يتم اللحاق به”.

وأكدت المحاضر أن شخص من قرية المجني عليه يدعى “هايل الزوار وزعيم الخلية فتحي القيري، و … الحنيشي و …حاله اتفقوا على اللحاق به، وكان البقية على تواصل معهم ومتابعتهم، وخططوا على أن يسبقوه ويوقفوه في نقطة صافر ويصعد برفقته هايل كونه من قريته ليطمئن، وبالفعل ركبوا معه وقبل أن يصلوا إلى محطة بن معيلي تم الطلب من المغدور بتسليم نفسه والدينة”.

وبحسب المحضر فقد سألهم سائق الدينة عن الأمر، إلا أنهم قاموا بقتله بدم بارد وأخذوا الدينة ووضعوا الجثة بمكان آخر وحاولوا إخفاء جثته، ولم يتم اكتشافها إلا بعد 22 ساعة.

وأضاف المحضر: “حاولوا نهب السيارة بعد إخفاء الجثة إلا أنهم عبروا طريق رملية وغرزت الدينة، وتم الاستعانة بونش وشيول لانتشالها دون جدوى حتى تجمع المواطنين لمساعدتهم من أبناء المنطقة، وحين شاهدوا وجود المواطنين لاذوا بالفرار من المكان وتركوا الدينة، إلا أن المواطنين لاحظوا آثار الدماء على الدينة فقاموا بإبلاغ الأمن”.

وأكد محضر جمع الاستدلالات أنه من خلال التحقيقات أفاد الذين تم ضبطهم بأنهم ينتمون إلى ما يسمى تنظيم الدولة، بل إن القاتل المباشر أوضح في أقواله بأنه كان مسؤول السجن الخاص للقاعدة في المكلا قبل تحريرها.

يذكر وبحسب مصادر خاصة لـ”المشاهد” أن القضية أن كلا من جميل الحيمي ورضوان الخيشني لازالوا خارج العدالة ومطلوب القبض عليهم وأن هناك معلومات تفيد بتواجدهم بسيئون، فيما … هجوان في قبضة السلطات السعودية والتي ألقت القبض عليه بتهمة تهريب سلاح.

مقالات مشابهة