المشاهد نت

الموظفون في تعز عيد بلا اضاحي

من وقفة احتجاجية للموظفين للمطالبة برواتبهم
المشاهد-مفيد الغيلانى -خاص :
مر عيد الأضحى المبارك، على أهالي مدينة تعز، خلال عامين من الحرب، وهم مثقلين بالهموم والأحزان والآهات، بسبب الحرب، التي وزعت أوجاعهم، بين فقير، ونازح، ومكلوم، مرّ تاركاً خلفه آهات ثكلى، وجرح مشرّد، ودمعة طفل. وهاهو اليوم ياتي مجددا في نسخته الثالثة، حاملا معه هموما جديدة، ربما أبرزها هم أضحية العيد والتي تشكل حرب من نوع أخر، للمواطن محدود الدخل، إضافة الى الموظفين المتوقفة رواتبهم منذ عشرة أشهر.
وعلى الرغم من الحالة المعيشية الصعبة التي فرضتها الحرب، وفي مقدمتها أزمة توقف رواتب الموظفين، منذ قرابة عشرة أشهر، إلا أن أسعار الأضاحي، هذا العام، مرتفعة بشكل كبير جدا، مقارنة مع الأعوام السابقة، ولم يشفع الوضع المآساوي هذا في تحفيز الأهالي للشراء.
تاجر المواشي، عبد الكريم علي عبده، فسر  لـ “المشاهد” إن “حجم الإقبال على شراء الأضاحي، لهذا العام لا يتجاوز 30% من واقع شراء أهالي تعز للأضاحي مقارنة بالأعوام السابقة في ظل تفاقم أزمة الرواتب وإنعدام اعمال الاشغال اليدوية التي تعد المصدر الوحيد لدخل المواطن التعزي”.
ويضيف، أن “استمرار الواقع على ما هو عليه حتى حلول عيد الأضحى المبارك سيلحق بنا خسارة، خصوصا أن هذه الفترة تعتبر الموسم السنوي الخاص الذي يصعب علينا تعويضه في أي وقت خلال العام كله”.
ويشير، إلى أن “الإجراءات التعسفية الأخيرة التي اتخذتها السلطة الشرعية بحق آلاف الموظفين التابعين لها في المناطق المحررة، وتعز على وجه الخصوص، من توقيف للرواتب طوال عام كامل أسهم في انعكاس سلبي على الواقع الاقتصادي بما في ذلك القدرة الشرائية الخاصة بموسم الأضاحي”
من جهته أوضح التربوي علي سعيد عبد الجليل، مدير مجمع عمر المختار الثانوي، لـ “المشاهد” ان “حكومة الشرعية تنتهج سلوك تعسفي فج تجاه موظفي مدينة تعز، حيث تتعمد إيقاف صرف رواتب الموظفين منذ قرابة عام كامل، الأمر الذي فاقم الوضع المعيشي إضافة الى الحرب والحصار الذي يتجرع مرارته ابناء الحالمة”.
واضاف انه “منذ بداية شهر شوال، وانا افكر في كيفية الحصول على أضحية العيد لأسرتي إلا أني لم اتوصل حتى الآن إلى حل لهذه المشكلة”.
وتابع، أنه “وبعد تفكير مرهق حاولت ان ابحث عن عمل ولو بالأجر اليومي، على الرغم من التوجه للعمل بالاجر اليومي دخله محدود ولا يفي بالمتطلبات الأساسية، إلا أني لم أحصل على أي فرصة عمل”.
وتتفق آراء الكثير من تجار الأضاحي ومرتاديها، هنا في عدد من أسواق المواشي بتعز، على ارتفاع أسعار الماشية وقلة الإقبال على شرائها بالمقارنة مع العام الماضي.
محمد قاسم أبو صالح، جزار ودلال في سوق المرباع، بشارع التحرير الأسفل، اكد في تصريح، لـ “المشاهد” أن “الإقبال على الشراء قليل نتيجة ارتفاع الأسعار، وعدم استيراد الأغنام الصومالية التي كانت تباع بسعر أرخص، من المواشي البلدي”.
ويشير، إلى أن “مرتبات الموظفين كانت محدودة ولا تكاد تفي بالاحتياجات الأساسية في الأعوام السابقة، لكن اليوم اصبح الوضع المعيشي سيئ للغاية مع استمرار توقف المرتبات”.
ويوضح، ان “اسعار الاضاحي تختلف من سوق لأخر ولكن يظل اختلاف نسبي، متوسط سعر ذكر الماعز ذي العام الواحد يتراوح بين 40 الى 60 ألف ريال، أما متوسط سعر ذكر البقر ذي العامين فيتراوح بين 300 الى 400 ألف ريال”.
وعلى الرغم من ان عدد من المنظمات والجمعيات الخيرية، تبذل جهدا كبيرا لمساعدة الاهالي من ابناء المدينة خاصة المواطنين ذوي الدخل المحدود للتخفيف عنهم بمشاريع توزيع لحوم الأضاحي خلال أيام العيد، إلا أن ذلك لا يغطي سوى جزء محدود منهم، في ظل غياب الدور الرسمي.
عمر الجلال، المسؤل الإعلامي لمؤسسة دروب النور الخيرية للتنمية، اوضح في تصريح لـ “المشاهد” أن “اضحية العيد تشكل هم كبير لدى شريحة واسعة من السكان في مدينة تعز، بسبب الحرب التي خلفت وضع معيشي وإنساني وامني متردي ابرز نتائجه توقف رواتب الموظفين وغلاء الأسعار وتراكم مناسبات أثقلت كاهلهم”.
واضاف، ان “مؤسسة دروب النور مع عدد من شركاء العمل الخيري من منظمات وجمعيات تعمل على الحد من معاناة الفقراء والمساكين، في المدينة، بتوزيع لحوم الاضاحي، لتزيح عن كاهلهم هم من هموم ظروفهم المعيشية الصعبة، إلا ان ذلك لا يفيء بالغرض، في ظل غياب دور حكومة الشرعية، والذي يكاد يكون منعدم تماما في مدينة تعز”.
اذا لقد غيبت الحرب الكثير من طقوس العيد التي كان الجميع يحرص عليها في مثل هذا الوقت من كل عام، تماما كما غيبت حكومة الشرعية رواتب الموظفين، ليبتلع أهالي المدينة اليوم  غصة في حلوقهم، تطرح سؤال عريض مفاده الى متى؟
مقالات مشابهة