المشاهد نت

لماذا يرفض المتشددون في اليمن تحديد سن للزواج؟

يمنيات يتظاهرن ضد الزواج المبكر

المشاهد- صنعاء- غمدان الدقيمي:
مع كل مرة تدق فيه التقارير المحلية والدولية ناقوس الخطر من تفاقم ظاهرة الزواج المبكر في اليمن، تتعالى أصوات الناشطين والحقوقيين اليمنيين الداعية إلى تحديد سن قانوني للزواج.
لكن هذه الأصوات دائما ما تصطدم بمعارضة شديدة من قبل بعض رجال الدين والجماعات الإسلامية المتطرفة، تصل في أحيان كثيرة، حد “التكفير”، واتهام أولئك الناشطين بمحاربة الدين والسعي لنشر “الرذيلة” في المجتمع.
“للأسف نحن في اليمن أمام واقع يتمثل بوجود محددات اجتماعية وسياسية بغلاف ديني، يعتبرون ذلك من الثوابت”، تقول نبيلة الزبير، وهي كاتبة وناشطة حقوقية يمنية، في رد على سؤال لمراسل (إرفع صوتك) حول أسباب رفض المتشددين الإسلاميين في اليمن تحديد سن الزواج.
وترى نبيلة الزبير أن القضية مرتبطة أيضا بتكريس سلطة الذكور في المجتمع اليمني، حيث “يتم استلاب القرار داخل الأسرة والمجتمع وحكره على الذكور”.
الموروث الديني
وحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن، فإن معدل تزويج القاصرات ارتفع بشكل كبير خلال العامين الماضيين بسبب الحرب المستمرة منذ نهاية آذار/مارس 2015 وتداعياتها الإنسانية المروعة.
وكشفت دراسة أجرتها منظمة الطفولة (يونيسف)، في أيلول/سبتمبر 2016، وشملت ست محافظات يمنية، أن معدلات الزواج المبكر “وصلت إلى مستويات تنذر بالخطر”.
وخلصت يونيسف إلى أن 66 في المئة من الفتيات تزوجن قبل بلوغهن سن 18 عاما، مقارنة بـ50 في المئة قبل تفاقم الصراع.
وحسب المنظمة الدولية، فإن 44.5 في المئة من تلك الفتيات القاصرات تم تزويجهن في سن 15 سنة، أو ربما أقل.
وتنتشر ظاهرة الزواج المبكر في اليمن بشكل أكبر في الأرياف حيث يقطن نحو 70 في المئة من إجمالي عدد السكان البالغ 27 مليون شخص.
ويعزو خبراء محليون أسبابها إلى الجهل والأمية واتساع دائرة الفقر وغياب أنشطة المنظمات المدنية والحقوقية، والعادات والتقاليد الاجتماعية، فضلا عن الموروث الديني والاجتماعي الذي يدعم انتشار هذه الظاهرة.
وقبل بضع سنوات حاول البرلمان اليمني تحديد سن الزواج بـ17 عاما كحد أدنى في قانون الأحوال الشخصية، لكن شخصيات دينية وقبلية نافذة مارست ضغوطا قوية لمنع تمرير هذا المشروع تحت ذريعة أن في ذلك “تحريما لما أحل الله”، على حد قولهم.
معيب
وحاول موقع (إرفع صوتك) أن يسأل رجال دين يمنيين عن آرائهم في تحديد سن الزواج، لكن الآراء كانت بمعظمها متناقضة مع مطالب النشطاء بتحديد سن الزواج. وقال أحمد سعيد، وهو رجل دين يمني، إن الأفضل في شرع الإسلام عدم تحديد سن معين للزواج. وأشار إلى أن “النبي (ص) تزوج أم المؤمنين عائشة وهي في سن السادسة، وبنى بها (دخل بها) وعمرها تسع سنوات”.
أضاف سعيد لموقع (إرفع صوتك) “يفترض على كل فرد مسلم أن يأخذ بسنة النبي كلها، بما في ذلك هذه المسألة”.
لكن الشيخ محمد العبادي، وهو رجل دين وخطيب جامع في العاصمة صنعاء، قال إنه “ضد تزويج الفتيات تحت سن 15 سنة. أرى أن هذا السن أو 16 سنة هو الأنسب“.
وأشار إلى أن تزويج الفتات تحت سن 15 “معيب ومرفوض، خاصة وأنه ثبت طبيا ضرره”.
وردا على الشيخ أحمد سعيد، قال الشيخ العبادي “النبي له خصوصياته ولا ينبغي أن نقارن أنفسنا به”.
قرار سياسي
وتضمنت وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي رعته الأمم المتحدة بين مختلف القوى الوطنية في اليمن بين عامي 2013 و2014 بعد الإطاحة بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، نصاً بـ “تحديد سن أدنى لزواج الفتيات (18 عاما)”، غير أن الحرب الدائرة في اليمن منذ نهاية آذار 2015، حالت دون تنفيذ تلك المخرجات.
وفوق ذلك ترى نبيلة الزبير، ضرورة “الاشتغال على جانب الحقوق والحريات ورفع معدل الوعي والثقة عند الجنسين وبشكل أكبر لدى الفتيات، بدءا من المناهج الدراسية والندوات الثقافية والإعلام”.
تابعت “مطلوب قرار سياسي قوي وجريء يعطي الناس حقها، لأن الحقوق تنتزع وبالتالي فإنّ إعطاءها في بلدنا يجب أن يكون بقرار سياسي من أجل سوية المجتمع اليمني”.
المصدر:ارفع صوتك

مقالات مشابهة