المشاهد نت

تكتل القوى السياسية لإسناد الشرعية في تعز خطوة لابد منها

من فعالية التوقيع بحضور ممثلي الاحزاب في تعز

المشاهد – خاص:

توصلت قيادة الأحزاب السياسية في تعز، لاتفاق نهائي بشأن مشروع رؤية البرنامج السياسي لتحالف القوى السياسية لإسناد الشرعية في المحافظة، بعد أن ظلت طوال أكثر من عامين بعيدة عن العمل السياسي الموحد.

ويضم ذلك التحالف مختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية في تعز، التي ستعمل على توجيه الجهود لاستكمال عملية تحرير المحافظة، وتقديم رؤية واحدة لتوحيد صفوف الأطياف المختلفة للقوى السياسية والاجتماعية، لدعم جهود السلطة المحلية بالمحافظة، وبناء مؤسسات الدولة.

ووضعت الرؤية التي قدمها التكتل  وتم إشهارها يوم أمس الاثنين، معالجات في الجانب العسكري والأمني والإداري والمالي في المحافظة، بالإضافة إلى تصحيح الاختلالات التي حدثت أثناء عملية دمج المقاومة الشعبية بالجيش الوطني، فضلا عن مراجعة القرارات غير القانونية في مناصب المكاتب التنفيذية والمواقع القيادية العسكرية.

ويقول محللون إن هذا التكتل  جاء متأخرا، لكنه يعد ضرورة مُلحة لانتشال تعز من الفوضى التي تعيشها، وسيكون قادرا على الإسهام في دعم الاستقرار في المحافظة واستكمال تحريرها، إذا ما تم تفعيله على أرض الواقع والعمل بالرؤية التي خرج بها.

وكان من المتوقع أن يتم إشهار الرؤية التي خرج بها التحالف قبل نحو شهر، إلا أن حزبي الرشاد السلفي والتجمع اليمني للإصلاح كان لديهما ملاحظات على الآليات الخاصة بالجانب العسكري، إلى أن أعلنا موافقتهما عليها مؤخرا.

وشهدت تعز طوال قرابة عامين فوضى أمنية وصراع بين بعض القوى السياسية في المحافظة، يقول مراقبون إنها أسهمت في تعقيد المشهد فيها، وتأخير تحريرها بسبب غياب الرؤية الجامعة للقوى السياسية.

خطوة مهمة

ويُشكل التحالف المعلن في تعز بالنسبة لعضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني أسعد عمر، خطوة مهمة  جاءت في أكثر وقت تحتاج فيه المحافظة إلى تكاتف جهود الجميع.

وفي تصريحه لـ”المشاهد” أكد أن تعز بحاجة لذلك التحالف للتنسيق والمساعدة في إدارة المحافظة، وتلبية المقومات الضرورية لأبنائها، وكذلك إنجاز مهمة استكمال  تحريرها، وصولا لمرحلة إعادة البناء والإعمار.

ويشدد على ضرورة عودة محافظ تعز علي المعمري لإدارة المحافظة من داخلها، مُعللا ذلك بالقول إنه لا يمكن لأجهزة السلطة المحلية ولا التحالف إنجاز المهام على أكمل وجه في ظل غيابه.

وعودة محافظ تعز من شأنها أن تفعل الحضور السياسي والقيادي لأعلى منصب فيها، وستخفف من الاختلالات الحاصلة بسبب غياب المؤسسات وانعدام الامكانات، يضيف عمر.

وعن أهمية مثل هذه التحالفات، يقول عمر إن المرحلة الحالية تتطلب إطارا وطنيا جامعا أوسع من تكتل أحزاب اللقاء المشترك، ليس على مستوى تعز، بل على مستوى الجمهورية.

التوجه نحو التكتلات

وكشف عن وجود جهود كبيرة تبذل في هذا الإطار، وقاربت الأحزاب والمكونات السياسية من إعلان تحالفها الوطني الجديد، الذي وصلت أعمال الإعداد له إلى مراحلها الأخيرة، بعد أن تم إنجاز البرنامج التنفيذي للتحالف، وهو الوثيقة الثالثة بعد الوثيقة السياسية واللائحة التنفيذية، حسب تأكيده.

إقرأ أيضاً  ضحايا الابتزاز الإلكتروني من الفتيات

وفقا للقيادي في الحزب الاشتراكي فلم يتبقَ سوى الوقوف الأخير عليها من قِبل الأحزاب والمكونات السياسية لإقرارها، والتوقيع عليها من قِبل أمناء الأحزاب وإشهار التحالف الذي سيضم الحزب الاشتراكي اليمني، والمؤتمر الشعبي العام، والتجمع اليمني للإصلاح، والحراك المشارك، والتنظيم الوحدوي الناصري، واتحاد الرشاد، وحركة النهضة والعدالة والبناء، مشيرا إلى وجود قوى سياسية أخرى من المتوقع أن تنضم لهم.

خطوة طال انتظارها

ويمثل البرنامج السياسي المرحلي لتكتل  القوى السياسية لإسناد الشرعية في تعز، بالنسبة لعضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري فخر العزب، خطوة مهمة في سبيل تفعيل العمل السياسي والمدني، وكذا الأحزاب السياسية لاستعادة دورها في المحافظة.

ويؤكد العزب لـ”المشاهد” أن الأزمة في تعز لن يكون حلها عسكريا فقط، بل لابد من دور سياسي موازي للعمل العسكري، كون هزيمة الانقلابيين عسكريا لن تكون لها جدوى إذا لم يستند ذلك على عمل سياسي يسعى لاستعادة مؤسسات الدولة، ويعمل على تفعيلها وتثبيت الأمن والاستقرار في المناطق المحررة.

ويرى أن الجمود السياسي الذي كان طاغيا على المشهد في تعز، أدى إلى عدم استقرار المناطق المحررة، وهو ما جعل المحافظة بحاجة لوجود برنامج مرحلي سيساعد كثيرا على التفاف القوى المؤيدة للشرعية حول رؤية واحدة، ستضع الكثير من الحلول للأزمة في تعز، في حال ما تم ترجمتها على أرض الواقع.

وينوِّه عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، إلى أن هذه الخطوة لا تعفي محافظ تعز علي المعمري من العودة أو إقالته، لأنه يمكن إدارة المحافظة من خارجها، على حد تعبيره.

مصير اللقاء المشترك

وبزرت عديد من التساؤلات حول مصير تكتل أحزاب اللقاء المشترك الذي تم إعلانه عام 2003، وحول ذلك ذكر العزب أنه لم يعد هناك لقاء مشترك وفقا للوائحه، بعد أن أصبحت وحداته وهيئاته من المجلس الأعلى للمحافظات للمديريات معطلة بالكامل ولا تعقد اجتماعاتها الدورية، بالإضافة إلى الانقسام الحاصل في المواقف منذ انقلاب سبتمبر/أيلول 2014.

وسيُنهي البرنامج المرحلي للقوى السياسية، الذي تشارك فيه قوى سياسية جديدة في إطاره، ما تبقى من هامش تحالف اللقاء المشترك، يضيف العزب.

ويضم تحالف القوى السياسية لإسناد الشرعية في محافظة تعز، التنظيم الناصري، والحزب الاشتراكي اليمني، والتجمع اليمني للإصلاح، والمؤتمر الشعبي العام، واتحاد القوى الشعبية، واتحاد الرشاد، وحزب البعث العربي الاشتراكي، وحزب البعث العربي الاشتراكي القومي.

مقالات مشابهة