المشاهد نت

أزمة الغاز المنزلى ومتاجرة جماعة الحوثي فى السوق السوداء

صورة ارشيفية

المشاهد -خاص :

بين ليلة وضحاها , تحولت أسطوانات غاز الطهو المنزلي الى واحدة من أمنيات الأسر اليمنية بعد إختفائها بشكل مفاجئ من المحطات ووكالات البيع في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وتشهد العاصمة صنعاء وبقية المحافظات, منذ أيام, أزمة خانقة في غاز الطهو الذي إنعدم من المحطات ومراكز التزويع المعتمدة ليصل سعر الاسطوانة الواحدة الى 5500 ريال اي مايعادل (14.8 دولار).
أزمة الغاز دفعت المواطنين إلى التسابق على توفير اسطوانة غاز بأي شكل كان ليجولوا كافة المحطات ومراكز توزيع الغاز في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد جراء الحرب وانقطاع المرتبات منذ قرابة العام.

سوق سوداء

الغريب في الأمر ما رافق هذه الأزمة من إنتشار ظاهرة بيع إسطوانات الغاز في السوق السوداء في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين بسعر 5500 ريال للإسطوانة سعة 20 لتر التي كانت تباع بـ 3500 ريال.
وقال بسام حسن, أحد سكان العاصمة صنعاء لـ “المشاهد”: “اشتريت أسطوانة غاز قبل يومين بمبلغ وقدره 5500 ريال، ونظرا لأن محلات البيع الرسمية مغلقة فقد اشتريتها من أحد الباعة في السوق السوداء”.
وأكد بأن سعر اسطوانة الغاز ارتفع في العاصمة صنعاء بنسبة بنسبة 40%، في غضون أسابيع حيث اشترى الاسطوانة السابقة قبل شهر بمبلغ 3500 ريال.
واتهم بسام جماعة الحوثي برفع أسعار الغاز المنزلي، والمتاجرة بمعاناة الشعب حيث وأن السعر الرسمي لأسطوانة الغاز من محافظة مارب لا يتجاوز (1500) ريال.

الحطب الحل البديل

باتت أزمة الغاز تشكل مشكلة حقيقية هذه الأيام فى العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، مما اضطر المواطن إلى اللجوء للحطب والفحم لطهي الطعام نتيجة استمرار أزمة الغاز المنزلي وارتفاع أسعاره بشكل خيالي.
يقول الشاب عبده صغير الذي يقطن في مدينة الحديدة مع أسرته المكونة من ستة أفراد لـ”المشاهد” إنه يعجز عن شراء أسطوانة الغاز بسبب ارتفاع سعره في السوق السوداء، مما أجبره على شراء الحطب والفحم ، مضيفا أن معاناته تضاعفت بعد انقطاع المرتبات.
ويضيف بأن الحطب لم يسلم أيضاً من ارتفاع الأسعار في ظل أزمة الغاز وارتفاع الأسعار حيث وصل سعر الحزمة الواحدة الى 200 ريال، أي ضعف السعر الطبيعي.
وارتفعت خلال الأيام الماضية نسبة استخدام سكان العاصمة صنعاء ومدن أخرى للحطب في إعداد الطعام بسبب أزمة الغاز والظروف الاقتصادية الصعبة، التي لا تمكنهم من شرائه من السوق السوداء.

إستياء شعبي

عبر مواطنون وناشطون يمنيون عن سخطهم واستيائهم الشديد من الارتفاع المفاجئ لسعر اسطوانات الغاز المنزلي، في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد جراء انقطاع المرتبات والمستحقات المالية لما يقارب العام.
واتهم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي جماعة الحوثي باستغلال معاناة المواطن المغلوب على أمره والتلاعب باسعار الغاز لصالح ماتسميه المجهود الحربي.
وأكدوا بأن الأزمات المفتعلة في الغاز والمشتقات النفطية حولت معظم قيادات الحوثيين إلى تجار في السوق السوداء، حيث يستغلون مناصبهم وسلطتهم في المتاجرة بالمشتقات النفطية وأسطوانات الغاز.

إقرأ أيضاً  تعز: ملابسات وفاة مصاب مجهول بمستشفى الثورة

إتهامات متبادلة

قالت شركة الغاز اليمنية بمحافظة مأرب أنها ترسل عشرات الآلاف من اسطوانات الغاز المنزلي إلى المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين بشكل يومي.
وأضافت في بيان رسمي, الأحد, إن أكثر من 150ألف اسطوانة تصدرها يومياً للمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين بسعر 890 ريال للاسطوانة الواحدة واتهمتهم بالتلاعب بأسعارها.
في المقابل إتهمت الشركة اليمنية للغاز التي تخضع لسيطرة الحوثيين, الحكومة الشرعية, بخفض انتاج مادة الغاز المنزلي من منشأة صافر 50% عن الوضع الطبيعي، بالإضافة إلى منع تحميل كميات الغاز المخصصة للمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وأضافت في بيان الأحد, أنها سعت إلى حل الأزمة وقامت باستيراد كميات كبيرة من الخارج ويتم إفراغ حمولة سفينة (kah yasi) والتي تحمل 4620 طن متري في ميناء الحديدة، مشيرة أن المقطورات بدأت في التدفق إلى الأسواق المحلية.

إعتراف حوثي

اتهم رئيس ما تسمى باللجنة الرقابية التابعة للحوثيين في صنعاء وعضو المجلس المحمد العماد جماعته بممارسة الفساد وأنها وراء ارتفاع سعر الغاز المنزلي.
وأرجأ العماد ارتفاع سعر الغاز إلى 5500 ريال لتغطية هروب مدير شركة الغاز، العميد علي شقراء إلى مصر بعد طلبه للنيابة، في إشارة إلى أن جماعته ضالعة بالفساد.
وحمل العماد مجلس جماعته السياسي والأجهزة الأمنية مسؤولية هروب شقرا بعد موافقة النيابة على طلبه بتأجيل ملف القضية لمدة شهر.

أزمة مفتعلة

كشف الصحفي بسيم الجناني أن الغاز الذي يتم بيعه في السوق السوداء استورده الحوثيون منذ مدة, مؤكداً وبالوثاق وصول ناقلة غاز قبل نحو شهر ونصف إلى ميناء الحديدة تحمل (3600 طن ) من الغاز بعد شهور طويلة من توقف استيراده.
وأضاف الجناني في منشور له على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك” أنه تم حينها ضخ الغاز إلى السوق وارتفع سعره إلى 4800 ريال للاسطوانة في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
وأكد بأن ناقلة أخرى وصلت قبل يومين تحمل (4600 طن) من الغاز ودخلت رصيف التفريغ وبمجرد دخولها ارتفع سعرها في السوق السوداء قبل ضخ كميات الغاز الى الأسواق بغرض بيعها بالسعر الحالي الذي وصل الى 5500 ريال للاسطوانة الواحدة.
وأشار الى أن الناقلتين وصلتا الى ميناء الحديدة بسعر السوق العالمي والذي بموجبه قررت شركة الغاز اليمنية اعتماد السعر الرسمي 1200 ريال للاسطوانة متهماً الحوثيين ولصوص السوق السوداء باتباع سياسة ملعونة لاستنزاف المواطن.

مقالات مشابهة