المشاهد نت

قصة مواطن يمنى يتخذ من شجرة “الأراك ” مسكناً له واسرته

المواطن احمد عوض يتخذ من شجرة الاراك مسكنا له واسرته شرق مدينة حرض بمحافظة حجة "صورة بعدسة لــ" المشاهد"

المشاهد -خاص :

قبل عامين, غادر الحاج أحمد عوض، منزله في قرية المزرق الحدودية, شرقي مديرية حرض, وترك أبناؤه وبناته مدارسهم، ونزحوا جميعاً إلى مديرية أسلم بمحافظة حجة, ضمن آلاف الأسر التي تركت قراها الواقعة على الشريط الحدودي بسبب اندلاع المعارك وتشتت في مناطق مختلفة من البلاد.

واتخذ الحاج أحمد شجرة الأراك أو كما تسمى باللهجة التهامية “الرديف” مسكناً له ولأسرته المكونة من خمسة أفراد وأمهم منذ وصوله الى مديرية أسلم التي تحوي مخيماً للاجئين يسكن الحاج أحمد وأطفاله في شجرة على مشارفه لعدم حصولهم على خيمة تأويهم في المخيم الذس يفتقر لأدنى مقومات الحياة.

وشجرة الآراك، التي يستخرج منها جذورها السواك, أشجار دائمة الخضرة وكثيفة الأوراق والأغصان، وتنتشر بشكل كبير في السهول والوديان بمحافظة حجة وتعيش في المناطق ذات الحرارة المرتفعة كالسهل التهامي.

الحاج أحمد, الذي شارف على الستين, يحكي قصتة معاناته لـ”المشاهد”: الأوضاع بائسة هنا خصوصاً مع موسم الأمطار وحتى النازحين الذين حصلوا على خيام يعانون مثلنا فهي لاتقي من حر الصيف ولا برد الشتاء، أما المساعدات فلا يصلنا منها إلا الفتات.

ويضيف: ” كنا في نعيم حتى اندلعت الحرب وأرعبتنا أصوات الطائرات وبعد أن قصف الطيران مخيم نازحي صعدة المجاور لقريتنا تركنا منازلنا بما فيها واستقر بنا الحال في مخيم المنجورة بمديرية عبس ثم انتقلنا الى هنا بسبب ازدحام ذلك المخيم.

ويتابع بأسى”نعيش في ظروف سيئة وصعبة، ونفتقر لأدنى الاحتياجات الأساسية من مياه الشرب والأكل، بينما ننام أنا وزوجتي وأطفالي وبناتي الصغار تحت هذه الشجرة، التي تقينا الريح وحرارة الشمس”.

خديجة علي سالم “زوجة الحاج أحمد” تقول: “الحياة هنا لا تطاق ولا نكاد نلمس شيئاً من الراحة ولا نستطيع النوم بهدوء، أنواع مختلفة من الحشرات تهاجمنا ليلاً إضافة الى انتشار الأفاعي والعقارب سامة التي قتلنا منها الكثير”.

إقرأ أيضاً  في يوم المسرح العالمي .. المسرح اليمني محاولات للنهوض

وتروي لـ”المشاهد” قصة المعاناة اليومية قائلة: “نذهب صباح كل يوم في رحلة شاقة للبحث عن الحطب الذي نستخدمه في طهي الطعام والبعض يمنعنا من تقطيع الأشجار، ونحن لا نملك نقوداً نشتري بها مايكفينا من الحطب فالحزمة الواحدة تبلغ قيمتها نحو 200 ريال”.

وتضيف: “رغم معاناتنا إلا أنني أحمد الله على نجاتنا من موت مؤكد، بعد اشتداد القصف على منطقتنا القريبة من الشريط الحدودي ولم نكن نعلم ما تخفيه لنا قادم الأيام، لذا قررنا الرحيل مبكراً وترك منزلنا وإنقاذ أرواحنا”.

وينتج هذه البؤس الذي يعيشه الحاج أحمد وأسرته عن قلة الدعم وضعف نشاط منظمات الإغاثة, بحسب الناشط محمد الطيب الذي قال في حديثه لـ “المشاهد” “هذا العام كان الأسوأ على نازحي المناطق الحدودية من جهة الدعم الإغاثي والإنساني من قبل الهيئات الدولية وعلى رأسها منظمة الغذاء العالمي، التي قلصت حصص النازحين من المساعدات الى النصف”.

ويؤكد بأن النازحين يعيشون أوضاعاً كارثية، فهناك أسر تعيش في العراء وتحت الأشجار أو في خيم مهترئه، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ظل ظروف إنسانية صعبة وانعدام الغذاء والدواء وانتشار الأمراض والأوبئة كالكوليرا وسوء التغذية.

وتسببت المعارك على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية, في تشريد آلاف الأسر التي لجأت إلى مخيمات للنازحين في مديريتي عبس وأسلم بمحافظة حجة, والزهرة بالحديدة بينما مئات الأسر الأخرى في عداد المشردين بلا مأوى.

وبلغ عدد النازحين في حجة وحدها بسبب الحرب 485388 نسمة (ما يقرب من ربع سكان المحافظة) منهم 134000 نسمة نزحوا إلى خارج المحافظة بحسب تقرير رسمي للمفوضية السامية للاجئين ومنظمة الهجرة.

مقالات مشابهة