المشاهد نت

26سبتمبر بعيون نخبة من المثقفين والاعلاميين “استطلاع “

المشاهد-خاص :
يحتفل شعبنا اليمني بمرور الذكرى الخامسة والخمسين لقيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م المجيدة التي دكت معاقل الإمامة وفتحت أبواب جهنم علي مشروع الكهنوت الإمامي الذي عاث في اليمن فسـاداً، وجثم علي نفوس اليمنيين ردحاً من الزمن عانوا فيه ويلات الفقر والجهل والمرض بعد أن فرضت أسرة حميد الدين طوقاً من العزلة المطلقة على اليمن.
و أخرجت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المباركة التي قادها رجال عظماء مؤمنين بالحرية ومتشبعين بالروح الوطنية, المواطن اليمني من القمقم الذي ظل محبوساً داخله لعهود طويلة، وأعادت لليمن مكانته التاريخية والحضارية وأرست قواعد بناء الدولة الحديثة وأذابت الفوارق الإجتماعية بين مكونات المجتمع اليمني.
وبالتزامن مع إحتفالات شعبنا اليمني بذكرى ثورة سبتمبر الخالدة, تعود الكثير من الأشجان والذكريات التي تعبر بصدق عن عظمة هذه الثورة، التي كانت بحق تاريخاً جديداً من تواريخ مقاومة الشعوب ضد جلاديها، تحدث عدد من المسؤولين والقادة العسكريين والصحفيين لـ”المشاهد” عن ثورة سبتمبر المجيدة وعبروا عن انطباعاتهم ومشاعرهم الفياضة بالإبتهاج بهذه المناسبة.
أعظم الثورات
مفضل إسماعيل غالب, عضو مجلس النواب, قال لـ”المشاهد”: أعظم ثورات الدنيا هي ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ليس لأنها أعتقت الشعب اليمني من حكم كهنوتي جائر استمر الف عام  فحسب بل نظرا لمحدودية الامكانات التي تحرك بها ابطال الثورة مقارنة بالترسانة الامامية الكبيرة فالثوار تحركوا بدبابات ومدفعية لايتجاوز عددها أصابع اليدين.
 وأضاف غالب: الأهم من ذلك أن ثوار سبتمبر تحركوا في بيئة من الجهل والتخلف ظل يكرسها الطغاة طوال فترة حكمهم وهنا تكمن عظمة الثورة وقوة إرادة الاحرار الذين حملوا رأوسهم على أكفهم وصنعوا الانتصار السبتمبري العظيم واستبسلوا في حمايته والذود عنه.
وتابع: الجيل الجديد ربما تكون قد خفتت جذوة الثورة في وجدانه حتى رأينا نسخة جديدة من الحكم الامامي الكهنوتي ممثلا في الانقلابيين وذاق الكل ويلاته فاشتعلت جذوة الثورة في ضمير ووجدان كل مواطن يمني في كل المحافظات بلا استثناء وعرف الكل عظمة سبتمبر وسمو أهدافها وبطولات مناضليها واليوم كل جبل في اليمن أوقدت به شعلة الثورة حتى في المناطق التي يحكمها الانقلابيون وهي رسالة واضحة أن ثورة سبتمبر وجدت لتبقى وأن الشعب اليمني لن يقبل بأي حال من الأحوال أن يعود الى عهود الجهل والتخلف والظلم والكهنوت.
ملحمة وطنية
وكيل وزارة حقوق الإنسان, ماجد فضائل تحدث عن هذه المناسبة لـ”المشاهد” قائلاً: تأتي ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر, الملحمة الوطنية الخالدة, هذا العام بعد أن أدرك اليمنيون عظمتها وعظمة ابطالها ورموزها علي عبدالمغني والسلال وجزيلان وعبدالغني مطهر والاهنومي ومحمد مطهر والثلايا ومحمد العلفي وعبد الله اللقية وحسن العمري وغيرهم الكثير، في ظل انقلاب إمامي كهنوتي وسلالي متخلف جديد يبرز عبر مليشيات الحوثي الانقلابية.
وأضاف: هذه الميليشيا التي تدعي الحق الإلهي في الحكم، وتنادي اليوم بـ”الولاية”بدعم خميني صفوي ايراني، والتي احتفلت قبل أيام بالذكرى الثالثة لإنقلابها وهو ويوم النكبة والانقلاب على الشرعية والجمهورية وأدخلت بسببه البلاد في حرب مدمرة لا تزال قائمة حتى الان، ورغم ذلك احتفل أبناء شعبنا اليمني بهذه الذكرى العظيمة في كل جزء  من أرض الوطن تعبيرا ورفضاً للإماميين الجدد.
فجر مشرق
العميد هيكل حنتف, قائد اللواء الأول حرس حدود تحدث لـ”المشاهد” قائلاً:  ثورة 26 سبتمبر أعتقت الشعب اليمني من الحكم الكهنوتي المتخلف وطوت صفحة الحكم الإمامي الرجعي للأبد وأنهت عهوداً طويلة من الظلام والتخلف والانعزال والتسلط والاستعباد ويمثل الاحتفاء بذكراها تعبيراً صادقاً وابتهاجاً حقيقياً بمكاسبها العظيمة.
وأضاف العميد حنتف: يحق لنا اليوم بعد مرور 55عاماً من قيام الثورة السبتمبرية المجيدة الإحتفاء بها والترحم على أرواح شهدائنا الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن وكتبوا بدمائهم الزكية عناوين فجر مشرق، واستطاعوا تغيير مجرى التاريخ في اليمن، واجتثوا أحد أعتى الأنظمة الاستبدادية في العالم.
وتابع: تزامنت احتفالات شعبنا بذكرى ثورة 26 سبتمبر مع احتفالات أشقائنا في المملكة العربية السعودية الشقيقة باليوم الوطني ( 23 سبتمبر) ليتعانق البلدان في ذكرى العيدين. وفي هذه الأيام  يسجل فيها أبناء جيشنا بدعم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية أروع البطولات، ضد مليشيا الانقلاب التي تسعى لإستعادة الحكم الإمامي البائد لكننا نثق بأن شعبنا اليمني سيحبط أية مؤامرات ولن يقبل بالعودة إلى الماضي, وإننا بهذه المناسبة لنجدد العهد للقيادة السياسية ولشعبنا اليمني بأننا سنكون عند مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا في الدفاع عن الوطن، وتطهيره من دنس المتمردين.
بشائر النصر
من جانبه قال العميد محمد الخولاني رئيس شعبة التوجيه المعنوي بالمنطقة العسكرية الخامسة لـ”المشاهد”: مرت 55 عاماً على الثورة السبتمبرية التي ولدت قوية وعاشت قوية ثابتة على مبادئها وأهدافها الستة ولم يستطع الإماميون إضعافها أو خلخلة أهدافها فاضطروا الى العمل في الظلام والتستر بأنهم من حماتها بينما هم ينخرون جسدها من الداخل حتى ظنوا أنهم نجحوا فأظهروا أنيابهم فجأة وأرادوا إعادة عهد أجدادهم من كهف سحيق بأقصى البلاد معتمدين على خفافيش ظلام ظنت يوما أنها ذكية ولكنها اليوم أدركت أن الثورة التي أشعلها الزبيري والنعمان لاتزال فتية قوية  فنزلت من جديد لتعلب لعبة الخفاش في ميدان التحرير في صنعاء وتحتفل بالثورة التي إنقلبت عليها!.
وأضاف: 55 عاماً وهم يتآمرون على الوطن ويحلمون بالعودة الى عهدهم وهاهي أحلامهم صارت أضغاثاً وآمالهم أصبحت سراباً وهاهم أحفاد الزبيري والموشكي والنعمان وعلي عبدالمغني وغيرهم يسطرون أروع الملاحم في جبهات العزة والكرامة والإباء وآخرون بجوارهم ومن حولهم ينتظرون فقط الاشارة من إخوانهم على مشارف العاصمة المختطفة فما أشبه الليلة بالبارحة وكأني أرى بشائر النصر السبتمبري تلوح في الأفق.
ظروف مشابهة
من جانبه تحدث الصحفي عامر الدميني رئيس تحرير الموقع بوست لـ”المشاهد” قائلاً: تعد ثورة الـ26 من سبتمبر 1962من أعظم الثورات في المنطقة، إذ أنها لم تنهي حكم عائلة او فرد فحسب، بل أنهت قرون من الحكم الظلامي والكهنوتي والسلالي البغيض الذي ظل جاثماً على صدور اليمنيين، وفصل حاضرهم عن ماضيهم، ووضع العوائق الكبيرة امام مستقبلهم وبالتالي أخذ هذا اليوم عظمته من عظمة الانجاز الذي حققه والتحولات التي صنعها، والنقلة الكبيرة التي أحدثها، والتي نقلت اليمن من عصر العبودية والاستبداد والطغيان والانغلاق الى عصر الانفتاح على العالم والمحيط والنهضة والمساواة.
وأضاف: من المؤسف أن تحل الذكرى الـ55 للثورة السبتمبرية العظيمة في ظل ظروف واجواء مشابهة لتلك اللحظات التي انطلقت فيها الثورة في مثل هذا اليوم من العام 1962م، حيث عادت السلالية والطائفية بشكلها البغيض، وأطلت على اليمنيين مجددا عهد السيد والعبيد، والاسفل والاعلى، والفيد والنهب، والتزييف والتضليل، والسجون والقمع، والفرد والسلالة.
واستطرد: هذه العودة التي لا يكفي الوقت لاستعراض اسبابها أعادت تجييش اليمنيين مجددا حول سبتمبر والالتفاف عليه، والانتصار لقيمته الوطنية، ولذلك شهدنا التفافا شعبيا غير مسبوق حول سبتمبر ورجاله، واجماع وطني أكثر من أي وقت مضى على عظمة هذه الثورة. هذا الامر الذي يزداد عاما بعد عام سيشكل بحد ذاته نواة جديدة لثورة واسعة ضد الاماميين الجدد تستلهم حماسها وقوتها من الثورة السبتمبرية الأم.
الثورة الأم
الكاتب الصحفي توفيق الشنواح, نجل الثائر السبتمبري والأديب الراحل علي مهدي الشنواح قال لـ”المشاهد”: سبتمبر هي الثورة التي اتتزعت اليمن من براثن الظلالة الى نور الله الرحب، قادها خيرة من انجبتهم اليمن حينها، واتشرف، اكثر من اي وقت مضى أن والدي رحمه الله، أحد هؤلاء الثوار، الذين كانت لهم بصمة فارقة في إرساء دعائم النظام الجمهوري غير عن هذه الثورة قد قضي على مضامينها عندما تولت القوى الرجعية المتخلفة مقاليد الحكم بمنطق الثورة ولكن بمضمون ملكي رجعي عنصري متخلف لكن شعبنا سيواصل نضاله لاستعادة كافة مضامين واهداف الثورة الأم واعادة الألق لها من جديد.
وأضاف: لقد وحدت ذكرى ثورة سبتمبر المجيدة هذا العام اليمنيين بكافة أطيافهم وتوجهاتهم السياسية والذين احتفلوا في جميع المحافظات بزخم وتفاعل واحتفاء غير مسبوق لم يقتصر على الأرض بل عم مواقع التواصل الإجتماعي منذ مطلع  أيلول/ سبتمبر وأكثر المتفائلين لم يكن يتوقع خروج تلك الحشود الكبيرة في الساحات والشوارع في عدد من المدن اليمنية إحتفالا بالذكرى الخامسة والخمسين لثورة سبتمبر، في مشاهد افتقدها الشارع اليمني منذ بداية الحرب.
عيد مختلف
من جانبه تحدث الصحفي صفوان الحاشدي لـ”المشاهد” قائلاً: يأتي العيد 55 لثورة 26 سبتمبر المجيدة مختلفاً عن كل ذكريات الثورة السابقة في جيلنا الحاضر بسبب الوعي الذي وصل إليه هذا الجيل من معرفة معاني ثورة سبتمبر والأسباب التي أدت إلى قيامها إضافة إلى تحرر عقل المواطن اليمني من فكرة تقديس الأشخاص والولاءات لطائفة معينة على حساب حرية الفرد وكرامته التي وضعها الله لكل فرد دون تمايز.
وأضاف الحاشدي: ظهور بعض أساليب الكهنوت والإمامة في وقتنا الحاضر جعلنا ندرك قيمة ثورة سبتمبر الخالدة والتي ضحى من أجلها الأبطال وبذلوا الأرواح رخيصة مقابل ألا يعلوا مواطن على آخر أو فئة على حساب بقية الشعب.
يوم خالد
الصحفي إسماعيل عبدالرزاق قال لـ”المشاهد“: كمية الظلم الذي تعرض لها الشعب اليمني إبان حكم الإمامة وقبل اندلاع ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد في 62 عرف الشعب بعضه منذ الانقلاب المشؤوم على الجمهورية في الواحد والعشرين من سبتمبر في العام 2014, الأمر الذي زاد من ايمان المواطن اليمني بأن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر قامت ضد حكم كهنوتي سلالي ظالم وأسست لجمهورية يمنية خالصة خالية من العبودية والاستبداد.
وأضاف عبدالرزاق: 26 سبتمبر  1962م, هذا اليوم الذي اختط اليمنيون بدماءهم معالم الجمهورية ورسموا اهدافاً لبناء يمن جمهوري سيظل خالدا في قلب وذاكرة كل يمني وبالأمس احتفلنا جميعاً في ماليزيا, طلاب وجالية وعمال ودبلوماسيين وسياسيين من مختلف التوجهات ورفعنا العلم الجمهوري واوقدنا شعلة الثورة وكانت أرواح علي عبدالمغني والزبيري واللقية والقردعي وكل شهداء الثورة الأبطال بيننا ورددنا بصوت واحد تحيا الجمهورية اليمنية.
مقالات مشابهة