المشاهد نت

أم المعاقين قصة إنسانية تلخص وجع فتيات يصارعن البلاء

ام المعاقين مع بناتها المعاقات

المشاهد- جهاد أحمد -خاص :

قالت لها مستغربة لمَ كل هذا العناء ” تكابدين الحياة وحدك ، وترعين ثمانية أبناء وبنات نصفهم معاقون حتى لقبوك بأم المعاقين  وأنت لا تملكين أي مصدر دخل لغذائهم أو علاجهم ” .. أين هو زوجك .. ؟ .. التفتت والحزن يكسو ملامحها  مسترسلة النظر إليها وكأنها تعد إجابة مختصرة وشافية لسؤالها فقالت بصوت متقطع متهدج ” ليته مات قبل أن يتركنا ويهرب ” .. قاطعتها ابنتها قائلة “”أماه لاتقوليش إن أبونا عائش إحنا مامعانش أب ” وتقاطرت دموعها لتسقي محاجر أحزانها اللامتناهية قبل ان تهرب بعيدا تداري ضعفها

قبل أن تغرق السيدة الريفية وردة ” أم المعاقين ” في بحور الوجع والقسوة كانت تحلم – كغيرها من الشابات بفارس احلام تتكئ عليه في حياتها ، فرمى لها القدر بفارس لكنه لم يكن فارس لتحقيق احلامها بل لقتلها ، إذ تزوجت بابن عمها ويدعى عبدالعزيز ولم تكن حينها تعرف عن ما يسمى بالامراض الوراثية التي تنتج غالبا من زواج الاقارب ، فأنجبت له ٨ اطفال ، نصفهم معاقون وهم “ريم،  ومنال، و وجدي، وريحانة” وكان بالامكان علاجهم لو ان والدهم تحمل مسئولية علاجهم منذ البداية غير انه تركهم متنكرا قائلا ” ليسوا اولادي ..ماليش دخل ” واقفل مبتعدا عنهم حيث يسكن هو في صنعاء فيما يقاسون مرارة العيش مع امهم في تعز

تقول السيدة وردة مختزلة صورة حياتها الزوجية من جهة وحياتها الاسرية مع زوجها واطفالها ” منذ أن عرفته لم  يكن ّ زوجاً ولا أبا ًمثاليا ً لأطفالي، التي تبكي الطيور لبكائهم وحالهم.. كم كان يشبعُني ضرباً ومعاملته قاسية، فلايسمعُني إلا الكلام البذي وأنا صابره من أجل أطفالي”

لم يكن للسيدة ام المعاقين من كافل لقوت اطفالها الثمانية وعلاج المعاقين الاربعة منهم سوى امها ، فهي لا تملك الا شقيقا واحدا ولم يكن يختلف عن زوجها في القساوة والظلم ..

كانت تتكئ على امها لجلب قوت الاطفال ورغم ذلك لم تسلم من زوجها الذي كان يترقب ما ستجود به ام زوجته لاطفالها واطفاله فيأخذه غصبا بل ويقوم بضربها ان رفضت اعطائه ذلك ، وتذكر وردة موقفا لذلك فتقول ” أمي هي من كانت تصرف علي وعلى أولادي، كم كان يشتد علي الألم والمرض والمعاناة عندما أرى أطفالي يتألمون ولا أستطيع معالجتهم. وفي ذات يوم إشتد الألم عند ابنتي ريم فأخذت من أمي مالا لمعالجتها واخبرته بذلك فغضب مني وطلب  الفلوس التي سأعلجها بها  وعندما رفضت ضربني وأخذ منها “3000 “الف وخرج”  وتضيف ” كان ذلك قبل ان يكسر رقبتي ويفر من البيت ليتركني وحيدة ابحث عن لقمة عيش لاطفالي جميعا وللمعاقين عن علاج ”

إقرأ أيضاً  مطابخ خيرية تخفف معاناة الأسر الفقيرة في رمضان

تكالب المصائب

أم المعاقين قصة إنسانية تلخص وجع فتيات يصارعن البلاء
المنزل من الداخل

كانت ام وردة من تعول المعاقين وامهم لكنها رحلت بعيدا عنهم ..ليس الى صنعاء كما فعل والدهم بل الى السماء ، وحينها تقطع بالمعاقين وبأمهم السبل وتقول وردة واصفة ذلك ” بعد أن ماتت أمي تبهذلنا بالمصاريف ماألاقيش لأطفالي حق اللقمه”

امام علاج المعاقين فكانت الخالة مريم اختها تذهب الى مركز الخير للاعاقة الحركية مشيا على الاقدام يوميا حتى تورمت قدماها لتعمل عنذهم في التنظيف مقابل علاج معاقي اختها

ورغم قساوة الرجل بتنكره لاطفاله الا انه لم يتركهم وحسب ، إذ تحول من اب الى وحش كاسر يلتهم فتات ما يملكون ، ومن مواقف القساوة تلك ما ترويه السيده وردة بالقول “عندما مرضت ابنتي  ياسمين بغشوة كانت في قلبها قمنا بإسعافها الى صنعاء وقرروا لها عملية إتصلوا به أن بنته تحتاج إلى عمليه فلم يسمع كلامهم وقال إنه يقضي شهر العسل وعندما سمع أن أهل الخير قاموا بمساعدتهم جاء للمستشفى ليأخذ من إبنته ماتبقى لهم من المال وذهب ”

بلا نهاية

لم تنته قصة ام المعاقين بعد ،  ففي هذه الايام بدأت فصلا جديدا لايختلف عن سابقيه ، اذ هربت مع اطفالها من حجيم الحرب مكان سكنها السابق بالقرب من اللواء ٣٥ مدرع الى  منطقة الخط الدائري الدائري وهناك سكنت في منزل مواطن ذهب الى صنعاء للعلاج وفور عودته سيخرجهم منها حسب اتفاقها مع ابن مالك المنزل وحينها  ستكون الحياة اكثر ايلاما وقساوة اسرة قذفت بها الاعاقة الى رصيف الوجع تنكر لها الجميع وتعيش وضع انسانى صعب فى منزل شعبي متهالك

 

 

مقالات مشابهة