المشاهد نت

ضابط أمن فى الداخلية بصنعاء يكشف لــ” المشاهد” حقائق صادمة عن الجرائم الجنائية فى المدينة

صورة من الارشيف لمسلح حوثي فى صنعاء

المشاهد  – خاص:

منذ سيطرت الحوثيين على العاصمة صنعاء في كل يوم وفي وضح النهار ترتكب مئات الجرائم  أمام أعين الأجهزة الأمنية  وبعد أن كثـُـرت مطالبات الناس بضرورة اتخاذ إجراءات عقابية رادعة لإولئك الاشخاص ،ركز الحوثيين على استثمار بعض الجرائم  لخداع الرأي العام وايهامم الناس بأنهم يطبقون الحدود والشرع والقانون كما حدث في قضية مغتصب الطفلة رنا المطري وغيرها من تلك القضايا المشابهة  ،وفي الاونة الاخيرة ازدادت قضايا القتل والسرقة بالإكراه، إلى درجة أنها تحولت الى ظاهرة تحدث في كل ساعة وأصبح مالكي الشركات والمؤسسات ،وحتى المحلات التجارية والبقالات  في خوف وقلق دائمين من وقوع سطو مسلح من قبل عصابات القتل والسرقة في أي لحظة ، ذلك الوضع المأساوي احرج عددا من الضباط المنتسبين لوزارة الداخلية غير الموالين للحوثيين عن صمتهم ، أولئك الضباط الذين  وجدوا أنفسهم “متفرجين” على الجرائم التي تحدث وكأن الأمر لا يعنيهم وهم غير متناسين اليمين الذي أقسموه عند تخرجهم من كلية الشرطة بالحفاظ على امن الوطن والمواطن ، أحد أولئك الضباط  كشف لــ”المشاهد” مايحدث وراء الكواليس  في زوايا أقسام الشرطة وأزقة الشوارع ، وكيف ينسق مشرفي الحوثيين في اقسام الشرطة بينهم وبين المجرمين على ارتكاب الجرائم بحق المواطنين خصوصا في قضايا النهب والسرقات .

حاميها حراميها

في منتصف سبتمبر /أيلول الفائت  تلقى الضابط المناوب في قسم شرطة (القلفان) الكائن  في منطقة حزيز جنوبي صنعاء ، بلاغا من احد المواطنين يفيد بوقوع هجوم مسلحين اثنين قاما بسرقة مبالغ مالية من بقالة البركة وتهديد مالكها عبدالله اليريمي  بالقتل في حال مقاومته للهجوم ، بدوره أمر الضابط المناوب  بإرسال طقم عسكري لملاحقة الجناه الذين اقدمو على السرقة لكن ابوطارق  المشرف الحوثي في القسم رفض أن يتجه الطقم لضبط عصابة السرقة الذين قاموا بتكرار عمليات السطو المسلح والسرقة بالاكراه على عدد من المحلات التجارية الواقعة مابين شارع   شميلة وجولة الخفجي ، وبعد أن زادت تلك العمليات ضاق أهالي المنطقة منها وتقدمو بشكوى الى ادارة امن أمانة العاصمة لتغاضي قسم شرطة القلفان  حول تلك الجرائم ، وبعد ملاحقة اولئك الجناة تم القبض علي شخصين  جابر عبدالرب وخالد العوامي  متلبسين وهما يحاولان سرقة احدى محلات الصرافة في نهاية شارع شميله خلال ساعة متأخرة من الليل بينما لاذ بقية افراد العصابة بالفرار .

يقول ضابط في إدارة أمن أمانة العاصمة صنعاء فضل عدم  الكشف عن اسمه في حديثه لــ” المشاهد “ : “عند التحقيقات المكثفة اعترف كلا من جابر عبدالرب وخالد العوامي  بالجرائم التي أقدما عليها  خلال عامين ماضيين حيث تمت سرقة عشرات السيارات ومحلات الصرافة وقطع الغيار وبيع المعدات الثقيلة والاجهزة الالكترونية ،  وكانت الطامة تأكيدهما انهما لم يكونا بمفرديهما حيث ان المشرف الحوثي في  قسم القلفان ابوطارق  كان شريكهما في كل تلك الجرائم وكانوا يتقاسمون المسروقات بالمناصفة ومن ثم يقومو بتوزيع مكافأت  على بقية افراد العصابة المسلحة التي ارتكبت مئات الجرائم بحق تجار تلك المنطقة .”

ويضيف الضابط ” أبلغنا مدير أمن الامانة العميد عبدالحكيم الماوري بضرورة أن يوجه حملة لالقاء القبض على المشرف الحوثي أبو طارق وبقية أفراد العصابة لكنه رفض وقال سيتم حل القضية وديا بالتواصل مع المكتب السياسي لانصار الله وتم التواصل معهم لكنهم اصدرو توجيهات لمدير الامن بعدم ملاحقة أبو طارق وأنهم سيتخدون اجراءاتهم ، مرت الايام وتم نقل أبو طارق الى قسم شرطة أخر في محافظة الحديده وكانت هي تلك الاجراءات التأديبية التي اتخذها الحوثيون ضد مجرم ارتكب جرائم روعت المجتمع، أما بقية أفراد العصابة فقد افرج عنهم بتوجيهات . ”

ويشير الضابط ” أن ذات السيناريو  تكرر مع عصابة اخرى يشرف عليها مشرف حوثي في قسم شعوب  شمال شرق صنعاء، حيث ارتكتب جرائم سرقات للدراجات النارية وجرائم خطف واغتصاب صغار السن من قبل عصابة تضم كلا من المدعو (ح ق) 20عاما ،(ن الزبيري 25عاما ، وبقية لم تمكن الاجهزة الامنية معرفة هويتهم ،  و تم القبض علي أحد افرادها وهو يحاول خطف طفل يبلغ  التاسعة  من العمر جوار جامع المشهد ، يحكي الضابط في ادارة امن الامانة لـ “المشاهد”  تفاصيل الواقعة  متحدثا : ” القي القبض على المتهم  الزبيري عندما تلقينا بلاغا من احد المواطنين أن شخص يستقل سيارة سوزوكي حاول اختطاف طفل بالقوة والطفل كان  ينكر أي صلة قرابة تجمعه به وبعدما خضع  للتحقيقات اعترف  انه عسكري في الامن المركزي وقد ارتكب جرائم سرقة في اكثر من مكان بتنسق مع مشرفين حوثيين وأنه يتلقى الاوامر والتعليمات المباشرة مع المشرف الحوثي أبوصقر وهو نائب مدير قسم شعوب، تواصلت مع أبو صقر مباشرة ولم اخبره بأنه متهم إستدرجته حتى جاء الى مكتب المساعد في ادارة الامن الخضر احمد عبدالله واتفقت انا والمساعد ان تمشي الاجراءت الامنية المتعارف عليها وكنا قبل ذلك اليوم وجهنا  مذكرة  الى المفتش العام طالبناه فيها باستدعاء أبو صقر ،لكننا انصدمنا برفض المقتش العام النظر في المذكرة  واتصل بناء في نفس اليوم الذي استدعينا فيه أبو صقروأخبرنا ان نغض الطرف عن القضية وأن يحبس الزبيري ثلاثة أيام ويتم الافراج عنه بتوجيهات عليا ”

إقرأ أيضاً  من طقوس العيد.. «الحناء الحضرمي» صانع بهجة النساء

ويختتم الضابط حديثه لـ”المشاهد “ بعد تلك الواقعتين  ادركنا جيدا أننا كنا مخطئين عندما استمرينا في اداء عملنا تحت سلطة الحوثيين الذين يحمون المجرمين وأن هؤلاء المجرمي هم جزء أصيل من الحركة الحوثية  ويستخدمون لاقلاق المجتمع وتخويفه وماتم سرقته يتخذ كجباية للحوثيين  ”

سلطة فوق سلطة

ويعاني مدراء ومنتسبي  اقسام الشرطة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين من تدخل مشرفين الحوثي في تلك الاقسام حيث أن  للمشرفين الكلمة الأولى في تسيير عمل اقسام الشرطة  وسجن وإطلاق سراح من يريدون بحسب المبالغ المدفوعة لهم من الأهالي الذين يعانوا من ابتزازهم في ابسط القضايا .

ويدين اغلب مدراء اقسام الشرطة في صنعاء بالولاء للرئيس السابق صالح ومن يبدي منهم اية معارضة لقرارات المشرفين ومنتسبي اللجان الشعبية الامنية التابعين لمليشيا الحوثي  يفصل ويستبدل بدله مدير أخر ، وفضل عدد من الضباط الغير منتمين  الجلوس في منازلهم حتى دحر الانقلاب  وقبل أن يتم استبدالهم بأخرين فيما أقصى الحوثيون ضباطا رافضين لانتهاكات مليشيا الحوثي بحق الاجهزة الامنية ،

ويرى عدد من ضباط وزارة الداخلية بصنعاء أنهم لايزالوا  يمارسون مهامهم تحت سلطة الانقلاب الحوثي  معتقدين أن بقائهم يحد من السيطرة الكاملة للحوثيين على ماتبقى من موسسات الدولة في سلطات الانقلاب .

ارتفاع معدل الجريمة

ويسعى الحوثيون لاخفاء الجرائم التي تحدث في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتهم وبحسب مصادر امنية فإن معدل الجريمة في صنعاء  ارتفع بنحو 60%  منذ انقلاب الحوثيين مقارنه بالفترة التي سبقت الانقلاب  وتنوعت الجرائم مابين القتل العمد والسرقة وقطع الطريق والخطف وتجارة المخدرات، يقول القيادي المؤتمري الدكتور عادل الشجاع  أن  ثمة علاقة بين جماعة الحوثي وعصابات المافيا من حيث السلوك الإجرامي المنظم.

وبين ” أن  جماعة الحوثي تسلك سلوك المافيا و تستخدم التهديد والتخويف والعنف كهدف رئيسي لتحقيق ”

وتابع: تمارس نشاط الحركة الحوثية  لا يقتصر على الخروج عن القانون، بل إنها تلعب دور السلطة البديلة. وقد انجرف معها وزير الداخلية والمدعي العام. ليعطي وزير الداخلية غطاء أمنيا لها. والمدعي العام غطاء قانونيا.” في اشارة له الى وير داخلية حكومة الانقلاب  في صنعاء ”

 

مقالات مشابهة