المشاهد نت

عدن .. أمام تصعيد جديد والإنتقالي يبتعد عن المفاجئات ويقول هذا برنامجي

عدن .. أمام تصعيد جديد والانتقالي يبتعد عن المفاجئات ويقول هذا برنامجي
المشاهد – خاص – معاذ الحيدري :  
فصلا جديدا دخلت به الأزمة السياسية والعسكرية التي تعيشها العاصمة المؤقتة عدن منذ زمن.
هذه المرة حضر التصعيد بين سلطة الشرعية نفسها، في وقت ما يزال التصعيد مستمرا بين قيادة المجلس الانتقالي، وبين شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
بالأمس فجر محافظ عدن عبد العزيز المفلحي، مفاجأة من العيار الثقيل؛ تمثلت بتقديم استقالته من قيادة المحافظة، موجها اتهامات مباشرة لرئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر، بالفساد وعرقلة المشاريع التنموية في عدن. وبعد ساعات من إعلان الاستقالة جاء رد الرئيس هادي بالرفض لها، واعدا بالبحث في حيثياتها.
وجاءت خطوة المفلحي هذه، بعد خلافات بين الرجلين بدأت تدريجيا بينهما أثناء تواجدهما في عدن قبل فترة قصيرة، وظلت الخلافات تتطور بصمت، إلى أن أكدها رئيس الحكومة بن دغر، باتخاذه قرار بتكليف الوكيل الاول في المحافظة بإدارة شؤون المحافظة.
هذا الإجراء الذي جاء في سياق تصعيد الخلاف، اعتبره المفلحي استهدافا مباشرا له ولمهامه ولسلطته، ما جعله يتخذ خطوة الاستقالة بشكل حمل الكثير من الرسائل والاتهامات بفساد ارتكبه رئيس الحكومة حسب بيان الاستقالة وبالأرقام.
وأثار بيان استقالة المفلحي جدلا سياسيا واسعا، بعدم تطرقه للنفوذ الاماراتي وللمجلس الانتقالي، على العكس من حديث المفلحي السابق الذي خرج فيه عن صمته ووجه اتهامات لدولة الامارات بعرقلة السلطة الشرعية في عدن.
ومن زاوية ثانية شهدت عدن مظاهرات ليلية، عقب اعلان المفلحي استقالته، حيث عبر المتظاهرون عن رفضهم لقرار الاستقالة، موجهين تهم للحكومة بفساد واسع وعرقلة استقرار المحافظة وتعطيلها لكثير من الخدمات.
  استقالة المفلحي تضع عدن امام تداعيات مرتقبة 
يقول سياسيون في حديثهم لـ “المشاهد” بان عدن أمام تصعيد وأمام مشهد كارثي بعد الازمة التي تمثلت باستقالة المفلحي، مؤكدين ان المشهد السياسي في عدن سيعاني مزيد من التراكمات السلبية التي ستنعكس سلبا على حياة الناس في عدن.
وتكشف مصادر ميدانية لـ “المشاهد” بان عدن امنيا ما تزال مهددة بالكثير من الهجمات الإرهابية خصوصا بعد الحضور اللافت لتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى، واستهدافهما لمقرات مباحث عدن والحزام الأمني. إضافة الى ذلك هناك مزاج شعبي يتشكل في الشارع الجنوبي، جزءا منه يعبر عن رفضه لأداء الحكومة وممارستها للفساد المتعدد وفشلها في إيجاد الخدمات حسب تعبير المصادر.
مراقبون يرون ان المفلحي بإعلان استقالته، خدم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أطلق الأسبوع الماضي، برنامج تصعيد ميداني في عدن رافعا شعار المطالبة بإقالة رئيس حكومة بن دغر. ومن هذا المنطلق خرجت مظاهرات ليلية ترفض قرارا استقالة المفلحي، وتطالب برحيل بن دغر.
المجلس السياسي يكشف عن مهمته ويبتعد عن الغموض والمفاجئات
هذه المعطيات السياسية ربما تؤكد بان متغيرات جديدة ستطرأ على المشهد وان واقع سياسي يتشكل ربما، لكن السؤال يظل يطرح نفسه عن مصير وبرنامج المجلس الانتقالي، والذي يواصل تحركاته على نطاق أوسع في مناطق الجنوب.
وكان الأسبوع الماضي قام المجلس الانتقالي بجولة الى محافظتي حضرموت والمهرة، وتعتبر هي الزيارة الأولى له الى المهرة وهي المحافظة التي ظلت منذ بداية الحرب تتمتع بالهدوء وبعيدة كليا عن الصراع.
قبل أمس الخميس، دشنت القيادة المحلية والجمعية الوطنية لـ “المجلس الانتقالي”، حفل اشهار في محافظتي لحج والضالع، وفي الحفل قال رئيس “المجلس الانتقالي”، اللواء عيدروس الزبيدي، إن شعب الجنوب اختار المجلس ليكون ممثلاً سياسياً وحاملاً لقضية الجنوب، ومعبراً عنها في مختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
واضاف الزبيدي، إن “التلاحم ورص الصفوف، خلف المجلس الانتقالي الذي اختاره شعب الجنوب ليكون ممثلاً سياسياً وحاملاً لقضية الجنوب ومعبراً عنها في مختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية، زاد فيهم روح الإصرار والتحدّي”.
وأشار إلى أن “ما تمر به عدن ومحافظات الجنوب اليوم، من حصار سياسي واقتصادي، وأوضاع معيشية واقتصادية وخدماتية متردية، هي سحابة صيف عابرة، وستزول، بتلبيتكم للتصعيد الشعبي من اجل انهاء العبث وإزالة الضبابية التي تلبد المشهد الجنوبي اليوم “.
ولطالما كان المجلس الانتقالي غامضا بعض الشيء عن أهدافه وبرنامجه، وعما يريده من خلال التصعيد، حيث ظلت ورقة الانفصال الورقة الأبرز التي يهدد بها ويقوم بتسويقها في الفعاليات والتظاهرات التي قادها المجلس السياسي خلال الفترة القليلة الماضية، في حين كان مراقبون سياسيون تكهنوا بهدف التمثيل والمكانة التي يريد أن يكون فيها المجلس الانتقالي في التسوية السياسية المرتقبة والتي يجمع كثيرون على أنها هي من ستنتهي إليه الحرب في نهاية المطاف.
المجلس يوسع تحركاته لاستكمال ترتيب أوراقه 
والى جانب حديث رئيس المجلس الانتقالي، قال الناطق الرسمي للمجلس الانتقالي، سالم ثابت في تصريح لـ “المشاهد”: “المجلس الانتقالي الجنوبي وما يقوم به الان من تحركات جاء نتيجة للعديد من الجهود الوطنية التي بذلت في الجنوب منذ انطلاقة الحراك الجنوبي في 2007م وذلك بهدف خلق قيادة سياسية موحدة تعمل على حماية قضية الجنوب ومشروعها السياسي وتحقيق تطلعات شعب الجنوب في السيادة على أرضه بحدودها المعروفة دولياً قبل عام 1990م ولهذا غير صحيح أن ما حدث ويحدث انقلابا على الشرعية وهذه الجهود والدعوات موجود منذ سنوات”.
ويضيف: “ولم يكن المجلس الانتقالي الجنوبي رد فعل على قرارات الرئيس هادي ولكن يمكن القول إن تلك القرارات عجلت بهذه الخطوة ليصبح للقضية الجنوبية حامل سياسي يحافظ على المكتسبات التي تحققت ويحميها ويعززها ويُمثل قضية الجنوب في أي مفاوضات قادمة ووضع حد للمهازل السياسية التي تحدث باسم الجنوب طيلة السنوات الماضية”.
وبهذه التحركات الواسعة النطاق للمجلس يقول سياسيون بان الهدف منها هو ترتيب الأوراق كاملة والتي من خلالها يسعى المجلس الى استكمال ترتيبه التنظيمي والشعبي على كافة أراضي ومناطق الجنوب.
المجلس محل اختبار 
يطرح الشارع الجنوبي بان المجلس الانتقالي مثل من زاوية نقطة إيجابية وهو الان محل اختبار من قبل الشارع الجنوبي، حيث ان الناس في الجنوب وفي مدينة عدن يمرون بظروف سيئة والخدمات حتى الان غائبة وسيئة وهم ينتظرون عما يمكن ان تنعكس تحركات الانتقالي على حياة الناس الان وليس على مستوى المحافل الدولية والتمثيل الذي يتحدث عنه المجلس الانتقالي وقيادته.
يقول الناشط السياسي، عدنان الجعفري في حديثه لـ “المشاهد”: “المجلس الانتقالي هو الامل الجنوبي والحامل السياسي الشرعي الاخير للجنوب فقد تم إعلانه من صلب المعاناة والمسئولية السياسية التي ابداءها رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، فالشعب الجنوبي متحمس ومعلق أملة على المجلس الانتقالي وقد عمل المجلس في البداية خطوات سياسية وقرارات صحيحة وصنع التفاؤل لدى كل جنوبي حر يسعى لاستعادة دولة الجنوب لكن بعد مرور الوقت من تشكيل المجلس الانتقالي أتخذ دعوات نستطيع نسميها (تجريب المجرب) مثل الدعوة لمليونيه جنوبية وهذه الدعوات سئمنا منها والشعب الجنوبي يترقب خطوات سياسية وتحركات دبلوماسية خارجية وطرح قضية الجنوب على كل الاصعدة الخارجية لكي يعرف العالم أجمع مطلب الجنوبيين إضافة الى الاحتياجات الاساسية التي يحتاجها ابناء الجنوب الان”.
ويضيف الجعفري “الشعب الجنوبي مع المجلس ومتحمس ولم يخذله لكن يجيب على المجلس ان لا يرهق هذه الشعب الفقير بالمليونيات فالبعض يرغم نفسه الى بيع أسطوانة الغاز او استلاف بضائع ويذهب بيعها مكان اخر بسعر اقل لكي يحضر المليونية وبالتالي لا يرهق الناس بما لا ينفع والواضح انه هناك تحركات داخلية للمجلس اعتقد الجانب الاعلامي للمجلس يروج أكثر بكثير عما يتم تنفيذه على الواقع”.
الشرعية: تحركات الانتقالي انقلابية 
وعلى الرغم من اتضاح الصورة نوعا ما؛ الا ان الشرعية اليمنية ما تزال تعتبر ما يقوم به المجلس الانتقالي خارج سلطة القانون، ويعتبر انقلابا وتمردا على سلطة الرئيس والحكومة الشرعية، والتي يفترض هي من تكون صاحب القرار في أي منطقة من مناطق الجنوب واليمن بشكل عام، وكان على المجلس يفترض احترام هذا الجانب ومراعاة ظروف البلاد والحرب التي تمر بها؛ حيث وان البلاد لم تعد بحاجة الى مزيد من التصعيد ومزيد من الحرب.
الشرعية وهي تطرح هكذا طرح، ما تزال تعتبر ان ما يجري في جنوب اليمن تقف خلفه ابوظبي والتي هي من تعطل وتعرقل حضور الشرعية وحضور الرئيس هادي، ولهذا المجلس الانتقالي ما هو الا ورقة بيد أبو ظبي.
يقول مستشار وزير الاعلام، مختار الرحبي في حديثه لـ “المشاهد”: “المجلس الانتقالي وكل ما يقوم به أساسا هو ضد الشرعية وضد التحالف وضد الأهداف التي قام من اجلها التحالف وهي إعادة الشرعية والمجلس للأسف يقوم بأعمال ضد الشرعية ووضع العراقيل امامها ويريد اظهارها على انها فاشلة وعاجزة ولا تستطيع التحرك ولا تستطيع تقديم أي شيء للمواطن على الرغم من الحكومة تحاول تقديم كل ما يمكن تقديمه من خدمات للناس وللحياة العامة وبالتالي الشرعية تصطدم بتلك التصرفات والممارسات المشبوهة والتي تقف ورائها اجندات إقليمية تستهدف اليمن وتستهدف استقراراه”.
ويضيف الرحبي: “رئيس الجمهورية والحكومة كانوا قد وجهوا خطابا لقيادات المجلس الانتقالي بان يراجعوا أنفسهم ويكفوا عن التصعيد ولكن كل تلك الدعوات تم تجاهلها فهذا المجلس يحظى بدعم ورعاية كاملة من الامارات والتي يقوم اعلامها بنقل وتغطية كل تلك التحركات التي يقوم بها المجلس في عدن والضالع ولحج، وصولا الى المهرة المحافظة التي ظلت طوال فترة الازمة بعيدة كل البعد حيث ذهب هذا المجلس الى نشر المليشيات المسلحة له في هذه المحافظة وادخالها في توتر وصراع”.
ويشير الرحبي، الى ان المجلس صار له جناحه العسكري، والمدعوم من الامارات، وهذا الجناح يتمثل بالحزام الأمني، والنخبة الحضرمية، والنخبة الشبوانية، وهو جيش مدرب ولديه الإمكانات الهائلة، وهذه الاجنحة العسكرية تقوم بتنفيذ كل أوامر المجلس الانتقالي، على الرغم من انه مجلس غير معترف به على مستوى الداخل والخارج خصوصا وان المعركة لم تنتهي مع الانقلابيين”.
وبحسب حديث الرحبي، المجلس الانتقالي، لا يمكن ان يتم التعامل معه حتى اللحظة، الا حركة انقلابية على الشرعية ولا يختلف عن مجلس الحوثي بصنعاء وهو يستخدم ويرفع الشعارات الرنانة في الجنوب من اجل كسب رضا شعبي والحصول على مكاسب سياسية فيما بعد.
مقالات مشابهة