المشاهد نت

معارك ضارية في خضم مخاوف من الأزمة الإنسانية الأكبر عالميا فى اليمن

© (رويترز/ أرشيف)موقع لتفجير انتحاري بالقرب من مركز للشرطة في عدن في اليمن

المشاهد-متابعات :

التفاؤل الذي ساد لدى المجتمع الدولي، غداة استئناف رحلات الإغاثة الإنسانية، لم يكن ملحوظا بنفس القدر في الشارع اليمني، مع استمرار اغلاق الموانيء، والتصاعد غير المسبوق للعمليات القتالية.

عشرات القتلى والجرحى سقطوا في يوم دام بالمعارك والغارات الجوية في محيط العاصمة صنعاء ومحافظتي مأرب والجوف المجاورتين، والمنطقة الحدودية مع السعودية.

وأخفى التركيز الإعلامي الكبير حول تداعيات الحصار المفروض على المعابر اليمنية، انتهاكات صارخة للقانون الإنساني من قبل المتحاربين المحليين والإقليميين، دون اكتراث لتحذيرات انزلاق البلاد الى شفا مجاعة وشيكة من خضم أزمة إنسانية هي الأكبر في العالم حسب الأمم المتحدة.

ودارت اعنف المعارك خلال الساعات الماضية في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب، عندما شن المقاتلون الحوثيون هجوما مباغتا على مواقع القوات الحكومية في منطقة المخدرة ومحيط مركز المديرية الصحراوية المترامية الاطراف.

وقالت القوات الحكومية، انها أفشلت محاولة تقدم للحوثيين في مديرية صرواح الواقعة بالقرب من خطوط امداد قوات التحالف نحو مديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة اليمنية صنعاء.

وقالت مصادر إعلامية متطابقة، ان الحوثيين وحلفاءهم شنوا هجوما واسعا على مواقع القوات الحكومية في محافظة مارب، حيث يقع ايضا مقر رئيس لقوات التحالف بقيادة السعودية، غير ان حلفاء الحكومة تحدثوا عن صد الهجوم المباغت.

وصعدت جماعة الحوثيين وحلفاؤها العسكريون، من عملياتهم الحربية نحو مقرات الحكومة في مارب شرقي صنعاء والمحافظات الجنوبية، في محاولة لتخفيف الضغوط العسكرية الكبيرة التي ضاعفتها قوات التحالف نحو العاصمة اليمنية، في اعقاب هجوم صاروخي تبناه الحوثيون باتجاه العاصمة السعودية الرياض مطلع الشهر الجاري.

وأمس السبت، دعا زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، الى مواصلة التعبئة القتالية “والاستعداد لمواجهة التصعيد السعودي المقبل” حد تعبيره.

وكان اعلام الحوثيين والرئيس السابق تحدث السبت عن تأمين أربعة مواقع عسكرية جنوبي غرب مديرية صرواح، مكنتهم من استهداف ضواحي مدينة مأرب بأكثر من 13 صاروخا.

تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك الضارية بين الطرفين في محيط مركز مديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، حيث تقود القوات الحكومية للأسبوع الرابع على التوالي حملة عسكرية ضخمة، انطلاقا من محافظتي مأرب والجوف شمالي شرق البلاد.

وتكافح القوات الحكومية التي تتمركز منذ عامين ونصف على بعد 45كم عن العاصمة اليمينة، من أجل تحقيق اختراق حاسم باتجاه منطقة “نقيل بن غيلان” التي تبعد حوالى 20 كم من مطار صنعاء الدولي.

الى ذلك تبنى الحوثيون سلسلة هجمات برية وقصف مدفعي وصاروخي على مواقع حدودية سعودية في نجران وجازان وعسير، فيما ردت القوات البرية السعودية بقصف مناطق متفرقة في مديرية شدا غربي محافظة صعدة المعقل الرئيس للجماعة شمالي اليمن.

إقرأ أيضاً  رمضان... موسم المديح والإنشاد الديني

وأعلن الحوثيون مقتل وإصابة 22 عنصرا من القوات الحكومية بعمليات قنص في جبهات مأرب وتعز وصنعاء خلال 48 ساعة.

و خلال الساعات الماضية، عاد التوتر العسكري مجددا الى جبهات القتال عند الساحل الغربي على البحر الأحمر، بعد هدوء نسبي تخللته معارك كر وفر بين الجانبين طيلة الأسابيع الماضية.

وقالت مصادر إعلامية متطابقة من طرفي الاحتراب، ان معارك ضارية دارت بين الطرفين شرقي وشمالي مدينة المخا، ومينائها الاستراتيجي على طريق الملاحة الدولية بين مضيق باب المندب، وقناة السويس.

وتركزت أعنف المعارك، حسب تلك المصادر في منطقة يختل شمالي مديرية المخا على الطريق الممتد الى مدينة الحديدة التي تضم ثاني اكبر الموانئ الاقتصادية في البلاد، ومنطقة الهاملي شرقي المديرية على الطريق الى مدينة تعز ثالث اكبر المدن اليمنية جنوبي غرب اليمن.

مصادر محلية لمونت كارلو الدولية، وفرانس 24، ان مروحيات اباتشي تابعة لقوات التحالف تواصل منذ ثلاثة ايام عمليات تمشيط واسعة على طول الشريط الساحلي الغربي التي يقول حلفاء الحكومة، ان الحوثيين يستخدمونه منفذ تهريب للسلاح من حلفائهم الاقليميين في ايران وحزب الله في لبنان.

وكانت قوات التحالف تمكنت مطلع العام الجاري، استعادة مدينة المخا ومينائها الاستراتيجي، ضمن عملية عسكرية واسعة اطلقتها قوات التحالف بقيادة اماراتية، انطلاقا من مدينة عدن جنوبي غرب البلاد.

الى ذلك أعلن حلفاء الحكومة، مقتل واصابة خمسة مسلحين حوثيين بمعارك بين الطرفين في منطقة الضباب عند المداخل الجنوبية الغربية لمدينة تعز.

في سياق آخر، قالت مصادر محلية في محافظة شبوة شرقي اليمن، ان قتلى وجرحى سقطوا بينهم قيادي محلي في تنظيم القاعدة، عندما ضربت طائرة أمريكية دون طيار مساء السبت، قافلة مسلحة لعناصر التنظيم الجهادي في مديرية مرخة العليا جنوبي المحافظة الساحلية على البحر العربي.

وافادت المصادر ذاتها بمقتل خمسة مسلحين مفترضين من التنظيمات الجهادية بالهجوم الأمريكي الجديد، ضمن سلسلة ضربات متصاعدة منذ وصول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض مطلع العام الجاري.

وفي ذات السياق، أعلن تنظيم “الدولة الاسلامية” فرع اليمن، مسؤوليته عن اغتيال الضابط الرفيع في جهاز البحث الجنائي العقيد حمود محمد عبده ، في مدينة عدن صباح أمس السبت بمسدس كاتم للصوت.

المصدر “مونت كارلو الدولية ”

عدنان الصنوي
مقالات مشابهة