المشاهد نت

صنعاء على صفيح ساخن والحلفاء في مرحلة اللاعودة

المشاهد – معاذ منصر – خاص :

المشاهد – معاذ منصر – خاص :
اخذت الخلافات السياسية والعسكرية بين حليفي صنعاء، جماعة الحوثي، وجماعة الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، مسارا أكثر جدية هذه المرة، وأكثر من أي وقت مضى.
وفي الوقت الذي كان يتوقع بان تكون المواجهات التي حصلت بين الحليفين، الخميس الماضي في ميدان السبعين وجامع الصالح، وسقط خلالها قتلى وجرحى، بان تكون ضمن دائرة التوترات التي تحصل بينهما ككل مرة وتنتهي بالوساطات، وامتصاص غضب كل طرف نتج عن ذلك.
لكن الاحداث اثبتت عكس ذلك. توتر السبعين وجامع الصالح اخذ في التطور، باتجاه انفجار الوضع عسكريا بعد مرور ساعات فقط من انتهاء جماعة الحوثي من الاحتفال بالمولد النبوي. من ميدان السبعين انطلقت المواجهات قبل الاحتفال بيوم، ومنه تجددت الاشتباكات بين الطرفين مساء الخميس، وامتدت الاشتباكات من ميدان السبعين، باتجاه شارع الجزائر، وحدة، والحي السياسي، وانحصرت الاشتباكات في حي الجزائر، وحيث يسكن نجل شقيق صالح العميد طارق محمد عبدالله صالح، واستمرت المعارك في محيط منزله، بين جماعة الحوثي، وبين جماعة وحراسة طارق صالح، نتج عن تلك المواجهات ثلاثة قتلى وستة جرحى، بحسب بيان حزب المؤتمر الشعبي العام بتلك الاحداث، بينما تقول معلومات بان تسعة اخرين قتلوا في ذات الحادثة من انصار جماعة الحوثي.
تطورات صنعاء وفك الشراكة دون رجعة؟
تطورات دخلت بها العاصمة صنعاء دائرة القلق، ودخل معها التحالف بين الشريكين مرحلة اللاعودة. حجم الخسائر من الطرفين والتحشيد العسكري والقبلي اظهر ذلك بوضوح.
وكالعادة شكلت وساطة قبلية وعسكرية من الطرفين، وكان منتظر منها ان تصل الى اتفاق تهدئة واحتواء الوضع، ولكن اللجنة المشكلة هذه المرة عجزت عن احتواء الوضع والتوصل الى اتفاق بين الطرفين، فبعد اجتماع اللجنة بساعات، تجددت الاشتباكات بين الطرفين بشكل أكثر شراسة وبشكل كان وما زال هو الاعنف بينهما. بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، تبادلا الطرفان المواجهات في حي الجزائر، والحي السياسي، وحي حدة وحيث تقطن جماعات وافراد اسرة الرئيس السابق صالح. وقد عاشت العاصمة صنعاء ليلة دامية وأكثر عنفا بين الطرفين.
وقد تركز القصف بحسب سكان محليون تحدثوا لـ “المشاهد” على الاماكن التي يقطن فيها افراد صالح، خصوصا في المحيط الذي يقطن فيه طارق صالح. وبحسب مصادر مقربة من الطرفين فان الخسائر البشرية الناتجة عن احداث قبل أمس الجمعة وصلت الى 100قتيل، لم يتم فرزهم حتى الان اكانوا من الطرفين ام من الطرفين ومن المدنيين.
كان من المتوقع ايضا بعد احداث ليلة الجمعة ان تشكل لجان وساطة ويتم احتواء الوضع، مع ذلك كل المؤشرات اخذت في التطور باتجاه التصعيد.
التصعيد بالخطابات
لقد ظهر الرئيس السابق على عبد الله صالح في خطاب تصعيدي، أكثر من أي وقت مضى. ففي خطابه هاجم جماعة الحوثي واتهمهم بالفساد والزج بالأطفال الى جبهات الموت. وفي خطابه الذي بثته قناة اليمن اليوم وجه صالح رسائل كثيرة لجماعة الحوثي وللشرعية والتحالف العربي وللشارع اليمني.
فعلى مستوى التحالف دعا صالح التحالف الى التنسيق معه لمواجهة الحوثي، والى الشارع اليمني دعا صالح الى الانتفاضة بوجه الحوثيين من اجل الجمهورية والوحدة والمواطنة.
من جهته ظهر زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي، في خطاب ناري هو الاخر. واتهم من سماهم مليشيات المؤتمر وصالح بزعزعة الامن والاستقرار بأعمالها التي قال انها خارجة عن النظام والقانون.
وفي خطاب ثاني ظهر عبد الملك الحوثي، وفي نفس اليوم، وتعتبر المرة الاولى يظهر، عبد الملك الحوثي في خطابين بيوم واحد؛ وفي هذا الخطاب هاجم الحوثي صالح واعتبر ما تقوم به جماعته خيانة وطعن من الظهر.
الخطابات لزعماء الشراكة، اكدت ان التحالف ماضي نحو الانتهاء دون رجعة ولكن السؤال من سيقضي على الاخر وكيف وما هي اوراق كل طرف الان عسكرية وسياسية؟
صالح يحرك الشارع
أمس السبت شهدت العاصمة صنعاء خروج مظاهرات احتجاجية في منطقة شميلة وبعض مناطق صنعاء، تطالب برحيل الحوثي ومغادرته من العاصمة صنعاء.
المظاهرات الاحتجاجية التي شهدت شوارع صنعاء البعض اعتبرها انتفاضة بوجه الحوثي ومن الممكن ان تكبر، إذا ما استمرت الاشتباكات واستمر التصعيد بين الطرفين، خلال الايام القادمة ان لم يقال خلال الساعات القادمة.
بعض وسائل الاعلام العربية والدولية ذهبت متفاعلة مع تلك التطورات مساندة بعضها جماعة صالح والمؤتمر الشعبي العام في وجه جماعة الحوثيين.
قبائل الطوق ومواقفها
تعتبر قبائل الطوق واحدة من الاوراق التي يسعى الحليفين الى تحشيدها في وجه الاخر، انس الاول كانت قبائل حاشد ظهرت في وقفة احتجاجية بعد صلاة الجمعة، وأطلقت بيان ظهر انه مساند لجماعة صالح والمؤتمر الشعبي العام.
“تدعو قبيلة حاشد الزعيم علي عبد الله صالح والسيد عبد الملك الحوثي إلى احترام الشراكة بين المؤتمر وأنصار الله وتطالبهم بتحكيم العقل وكبح جماح العناصر المتهورة في الطرفين وإسكات الأصوات النشاز التي لا تخدم سوى العدوان”.
وقال البيان “تحذر قبيله حاشد من المحاولات الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار وفي المقدمة صنعاء الحضارة والتاريخ التي كانت وستظل عاصمة لكل اليمنين كما أنها تعلن رفضها المطلق لأي اعتداء على مؤسسات الدولة والمجتمع والممتلكات العامة والخاصة والتعدي على الشخصيات الاعتبارية في منازلها وكذا رفضها لأي توظيف سياسي أو مذهبي للمساجد والمدارس والانحراف بدورها بعيدا عن التعليم وتعزيز قيم الإخاء والمحبة بين إبناء الوطن الواحد”.
واتهم البيان الصادر عن قبيلة حاشد جماعة الحوثي، بفرض سيطرتها بالقوة على السلطة، والزج بالعشرات من ابناء القبائل في السجون، حيث قال البيان: “بما أن أنصار الله فرضت نفسها بالقوة كسلطه أمر واقع واستحوذت على القرار في جغرافيا قبيله حاشد فقد توالت الممارسات التي ارتكبتها عناصر تنتمي لها وأزهقت أرواح عدد من أبناء القبيلة وزُج بالعشرات في السجون التابعة لها ول
ولم يجد مشائخ القبيلة من قيادات أنصار الله إزاء ذلك سوى التسويف والمماطلة ولذا فإن قبيله حاشد تطالب السيد عبدالملك الحوثي بإلزام قيادات الحركة بالبت في هذه القضايا ومعالجة الاحتقان ومشاعر السخط لدى أبناء القبيلة نتيجة هذه المظالم المتراكمة والتراخي في حلها، كما تطالب انصار الله بالتعامل مع القبيلة بما يليق بمكانتها وثقلها على مستوى الوطن وكلها ثقة بأن تجد آذان صاغية لهذه المطالب”.
جماعة الحوثي: البيان لا يمثل حاشد
من جهتها جماعة الحوثي التي هي الاخرى وبحسب مصادر لها تحركاتها وتركيزها الكبير في مناطق قبائل الطوق، وذلك في حشد المساندة والتأييد لها.
في تصريح لـ المشاهد يقول صادق ابو شوارب عضو اللجنة الثورية العليا “إننا نؤكد بخصوص البيان المنسوب لقبيلة حاشد بتاريخ يومنا هذا الموافق 1/ ديسمبر / 2017م بأنه لا يمثل قبيلة حاشد ولا يعبر عن موقفها الوطني في ثورة 21/سبتمبر / 2014م ضد قوى الظلم والفساد ومراكز النفوذ الفاشلة ولا عن موقفها ضد العدوان السعودي الاماراتي على اليمن”.
واضاف “إنه في حقيقة الأمر لا يعبر إلا عن مجموعه من الأشخاص المرتبطة مصالحهم بالإمارات والذين يتسترون بالمؤتمر الشعبي العام تارة وتارة أخرى بقبيلة حاشد كلما حدث حادث عارض هنا أو هناك خدمة لمحمد بن زايد على حساب كرامة الشعب اليمني وحقوقه المشروعة، والمشاورات قائمه بين إبناء قبيلة حاشد للرد على مثل هذه التخرصات”.
المعادلة العسكرية لصالح من؟
ووفقا لمؤشرات وكثير من المعطيات العسكرية على الأرض، يظهر صالح في موقف ضعيف، ولهذا هو يسعى الى إيجاد وتفعيل الوساطة القبلية كلما تحركت المواجهات وعادت الى الواجهة، واشتبكت جماعته مع جماعة الحوثي. وتفيد معلومات بان المعادلة العسكرية تبدو لصالح الحوثيين، حيث وان 80% من السيطرة والقوة باتت بيد الحوثيين، الامر الذي اظهر صالح في موقف ضعيف.
الجديد حتى الان يبدو محل تضارب، فالحوثيون يقولون ان الاحياء التي دارت فيها الاشتباكات ما تزال تحت سيطرتهم، بما في ذلك مؤسسات الدولة. بينما يقول المؤتمر ان جماعته سيطرت على معسكر ضبوة ومعسكر 48، والعديد من المؤسسات الأخرى التي قال المؤتمر انه سيطر عليها ولم يتم التأكد منها حتى اللحظة.
الاشتباكات مستمرة وعلى المدار في بعض احياء صنعاء، بما في ذلك الانفجارات التي تدوي بين ساعة وأخرى، ولم يتم التأكد من مصدرها.
ووفق المحلل السياسي والكاتب الصحفي ماجد المذحجي، وفي حديثه لـ “المشاهد” فانه واضح ان الحوثيين يريدون كسر شوكة صالح عبر كسر افراد اسرته العسكريين. فطارق صالح هو اهم تعبير عن حضور اسرة صالح في الحرس الجمهوري في ظل غياب احمد واستهدافه هو استهداف لهذه الصلة ورمزية القيمة التي يمثلها. المؤتمر وصالح في وضع دفاعي والحوثيين اقوى، لكن المفاجئات ممكنه، وتطورات الامور تقول ان الحوثيين لن يقبلوا التراجع قبل تحقيق الحد الادنى، خصوصا بعد تعرض هيبتهم للمس”.

مقالات مشابهة