المشاهد نت

صنعاء: مدنيون عالقون في مناطق الاشتباكات بدون غذاء ومياة ومناشدات لإنقاذهم

المشاهد-معاذ الحيدري-خاص؛

يواجه سكان كل من الحي السياسي والجزائر وحده، ازمة إنسانية بالغة، بعد مرور خمسة أيام من الحصار والحظر، الناتجين عن الاشتباكات العنيفة بين جماعة الحوثي وجماعة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والتي بلغت ذروتها ليلة أمس، حيث اتسعت رقعة المعارك، وتطورت المواجهات بالسلاح الخفيف الى السلاح الثقيل والدبابات.

وأطلق سكان هذه الاحياء مناشدات عاجلة، بعد تطور المعارك بين الأطراف المتحاربة بشكل أكثر حدة وأكثر عنفا.

واكد سكان محليون، لـ “المشاهد” في هذه الاحياء، بان المئات من الاسر استنفذت كل ما لديها من مواد غذائية ومن مياه، بل ان المئات من الاسر تعرضت خزانات المياه التابعة لها للضرب والاستهداف بالرصاص جراء المواجهات وصارت بدون مياه منذ ما يقارب الثلاثة الأيام.

وتفاقمت هذه الازمة بعد اشتداد المعارك التي يقولون انها لم تكن في حسبانها وان لا ترتيب مسبق لها، ناهيك عن ذلك، تعرض الكثير من المدنيين لخطر الموت بالرصاص، والجميع يعيش خوف وقلق بالغين.

يحكي نجيب الكمالي قصة أحد اقربائه المحاصرين، ويقول لـ “المشاهد”: “صهيري وأولاده محاصرون في شقتهم وسط الحي السياسي الذي يشهد معارك طاحنة منذ يومين. حاول الخروج نهار أمس هو وأولاده لكنهم منعوه من العبور في تقاطع الستين -الحي السياسي، ولم يستطع الخروج فكل المنافذ مغلقة حولهم”.

ونقل الكمالي عن صهيره “معارك طاحنة تدور الليلة بجوارنا، وبقالة وحيدة بجوارنا تفتح قبل الظهر لدقائق ثم تغلق ومنها يأخذون حاجتهم الضرورية من المواد المعلبة”.

يشرح الرجل، ويقول “وضع صعب وخطير جداً يعيشه سكان الحي السياسي هذه الليلة وسط معركة مجنونة قادتها بلا أخلاق لا يسمحون حتى للناس المحاصرين بالخروج من منازلهم وإنما يتخذونهم دروعا بشرية لا يكترثون بسلامتها من خطر الموت المحدق بهم”.

ويشير الكمالي الى ان “كل قوانين الحروب هناك أعراف مسلم بها تكفل للمدنيين فتح ممرات عبور آمنه حفاظاً على حياة الناس المدنيين، لكن حربا بلا أخلاق ولا انسانية تدور رحاها في قلب العاصمة صنعاء ولا تكترث بأي أعراف أو قوانين إنسانية”.

وعن بعض ما يجري في هذه الاحياء، ينقل الصحفي جمال حسن واحدة من القصص التي اطلع عليها، ويقول: “اصيب حارس منزل أحد رجال الاعمال في شارع الجزائر نتيجة الاشتباكات بين مقاتلي الحوثي وصالح، ومات”.

إقرأ أيضاً  في يوم المسرح العالمي .. المسرح اليمني محاولات للنهوض

وزاد حسن “اضافة لرعب الساكنين داخل المنزل تحت وقع الموت والقتال العنيف، لم يستطيعوا اخراج الجثة. هناك تتمركز في شارع الجزائر دبابات للحوثيين، ويحاول مقاتليه التمركز في سقوف البنايات.

انها مجرد قصة في مأساة تعيشها احياء وبشر شاء سوء الحظ ان يجعلهم قربان الموت الطائش بين المتحاربين”.

ويؤكد الرجل انه منذ أربع ليالي والمواطنين العالقين في مناطق الاشتباكات، بلا ماء او قوت، عالقون في منازلهم، يعيشون وضع مأساوي. على أطراف النزاع ايقاف القتال من اجل تمكينهم من الخروج”.

وفي هذا السياق اطلق احد السكان في مناطق الاشتباك، مناشدة عاجلة لإنقاذهم وانقاذ المئات الاخرين من خطر الموت، حيث قال: “تعرّض منزلنا لعدّة طلقات ناريّة أصابت جميع غُرف الطابق العلوي التي باتجاه اللجنة الدائمة وبحمد الله لم نُصب بأذى لأننا احتطنا وانتقلنا إلى الطابق السُفليّ، وقد حدث مثل ذلك لبعض جيراننا، لكن المؤسف هو حال من هم أقربُ منّا إلى أماكن الاشتباكات سواءً في حدّة أو في الحي السياسي وغيرهما فمنهم من يسكنون شققاً مُرتفعة ويتعرضون لنيران الأسلحة الخفيفة والثقيلة، ولم يتمكّنوا مِن الخروج لينجوا بأنفسهم فذلك غير آمن”.

واضاف عادل: “ولأنّ المُواجهات حدثت بصورةٍ مُفاجئةٍ فالجميع لم يحتط بمواد غذائيّة كافية؛ لذلك نفد ما كان في البيوت من المواد الغذائيّة، بل إن بعضهم نفد عليهم ماء الشرب أيضاً لأنّ الخزانات أُصيبت بطلقات ناريّة، ولذلك نُناشد طرفي الصراع بمُراعاة المواطنين الذين يدّعون أنّهم يُقاتلون مِن أجلهم، بتحديد ساعاتٍ يتمّ فيها الإيقاف الكامل للنيران؛ كي يتمكّن مُتطوعونا وأقارب الأسر وكل مُبادر بالعون بأن يصلوا إلى تلك الأسر لتمويلهم بالمواد الغذائيّة ولنقل من يسكنون منهم في مواجهة خط النيران إلى أماكن أكثر أمناً”.
واطلق ناشطون يمنيون وحقوقيون، دعوات الى كل من الصليب الأحمر ومنظمة اليونيسف وبقية المنظمات العالمية، بسرعة التدخل في انقاذ المدنيين من الموت بالرصاص والموت جوعا.

مقالات مشابهة