المشاهد نت

تعرف على المحطات التاريخية فى سيرة الرئيس الراقص على رؤوس الثعابين

الرئيس السابق بعد ان لقي مصرعه على يد جماعة الحوثي قبل ايام

المشاهد -مفيد الحميري -خاص :

على مدى أربعة عقود ظل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الرجل الأول في اليمن، مارس خلالها، اللعب مع الثعابين، وبمهارة فائقة، في التلاعب بالأحداث وخلط الأوراق، بل والتلاعب بالقلوب والمشاعر والعواطف، حتى أخر طلقة غيبت حياته، صباح الإثنين الرابع من ديسمبر(2017م)، وطوت صفحته وإلى الأبد.

وخلال هذه الفترة الزمنية مر الرجل الذي يجيد فن خلط الأوراق واستثمارها بمحطات عادة ما كانت تثير جدلا واسعا، فمنذ وصوله الى السلطة، أدخل اليمن في دوامة من الصراع والمنعطفات المرعبة، وعلى مدى فترة حكمه كانت مهمة إشعال الحروب هي هوايته المفضلة، التي ظمنت له ورقة البقاء طوال هذه الفترة. كما أنه مر خلالها بالعديد من التحالفات، والانقلابات، بدء من تحالفه مع الحزب الاشتراكي، والانقلاب عليه، إلى التحالفات مع القبائل، وبروز الحراك الجنوبي، والحوثيين، ثم ورقة القاعدة، وصولاً إلى السعودية التي تحالف معها و حاربها.

ولد علي عبدالله صالح في العام 1942، في قرية بيت الأحمر مديرية سنحان جنوب صنعاء، رحل عنه والده مبكرا وهو في عمر السابعة، وبدأ مراحل طفولته في نفس المنطقة، وبها تعلم القراءة والكتابة، وعندما عجز عن مواصلة التعليم إلتحق بالجيش، اي في عمر ال16 عام، ومنها بدأت مسيرته السياسية، حيث التحق بنادي ضباط القوات المسلحة عام 1960، تزوج عام 1964م، والتحق بمدرسة المدرعات في نفس العام، فشارك في حرب الدفاع عن العاصمة صنعاء، وهي ما سميت بحصار ال70 يوما خلال الفترة من ديسمبر 1967م إلى فبراير 1968م، ليتولي بعدها قائدا لكتيبة المدرعات في باب المندب – غرب تعز – عام 1972م، ثم قائدا للواء تعز، ومعسكر خالد ابن الوليد في الساحل الغربي عام 1975م.

ونظرا للأحداث التي شهدتها اليمن في فترة السبعينات، وبروز الأنشطة المسلحة، والانقلابات، والاغتيالات، التي طالت خلال أقل من عام ثلاثة رؤوساء للبلد شمالا وجنوبا، قادت تلك التطورات المتسارعة اي عام 1978م، الى اعلان رئيس مجلس الشعب التأسيسي عبد الكريم العرشي، تعيين علي عبدالله صالح رئيسا لهيئة الأركان، ونائبا للقائد العام للقوات المسلحة، وفي يوليو من نفس العام أنتخب صالح بالإجماع وتولى كرسي الرئاسة. وكما تذهب الأقوال فإن صالح قبل توليه السلطة، غادر من مطار تعز بطائرة خاصة إلى مدينة الرياض في السعودية.

لا تزال أصابع الإتهام تشار اليه بمقتل  الرئيس إبراهيم الحمدي، وبدعم من النظام السعودي.

فبعد أشهر قليلة من توليه الحكم، بدأ الناصريون، يخططون ، عملية انقلاب  عسكري على صالح، و نجح في إخماد تلك العملية، و أعدم تلك القيادات و اخفى أخرين.

في عام 1979م توفيت زوجته، اثر حادث سير،  متهم هو من دبر لها العملية لاسباب مازالت مجهولة   وتركت له خمس بنات واثنين من الأولاد، وتزوج بعدها مرتين.

وفي عام 1982م، أسس صالح “حزب المؤتمر الشعبي العام” في الشطر الشمالي لليمن. وظل الحزب يحكم البلاد لمدى 33 عاما.

في العام 1990 م، وقع اتفاق الوحدة اليمنية، والتي من خلالها تمكن من بسط سيطرته على شطري اليمن شمالا وجنوبا، الأمر الذي قاد إلى اندلاع حرب صيف 94م، وحسمت لصالحه وانفرد بالحكم.

إقرأ أيضاً  عمالة الأطفال في رمضان

في العام 1990، ايضا أيد اجتياح صدام حسين عسكريا لدولة الكويت، وأدى ذلك إلى غضب خليجي، تأثر بموجبه اليمنيين في دول الخليج.

وفي العام 1999م أصبح علي عبد الله صالح أول رئيس يمني ينتخبه الشعب مباشرة، وذلك بعد انتخابات دخلها ضد مرشح وحيد -بعد أن رفض البرلمان كل المرشحين الآخرين- هو نجيب قحطان الشعبي نجل الرئيس الجنوبي الأول قحطان الشعبي، الذي انشق عن حزب صالح -المؤتمر الشعبي العام- ليترشح ضده.

في العام 2000م وقع اتفاقية ” جدة” ترسيم الحدود اليمنية مع المملكة العربية السعودية، وهي المعاهدة التي تضمنت التزام الطرفان بمعاهدة الطائف لتحديد خطوط الحدود الفاصلة بين السعودية وأجزاء اليمن الشمالي سابقا.

وفي العام 2003م تمَّ تعديل الدستور ليتمكن صالح من الترشح لولاية ثانية مدتها سبع سنوات، وفاز بفترة رئاسية جديدة رغم إعلانه في البداية عدم عزمه الترشح لهذه الانتخابات.

في العام 2004 أعلن حرباً ضد جماعة  مايسمى بــ” أنصار الله ” الحوثيين في محافظة صعدة، واستمرت بشكل متقطع حتى العام 2010م. وقتل فيها حسين بدر الدين الحوثي.

في العام 2006م، ترشح للإنتخابات الرئاسية، وفاز بها.

في العام 2011م، خرجت ضده ثورة شعبية، ضمن ما سمي “الربيع العربي”، بعد 33 عاما من حكمه لليمن، منها 21 عاماً في اليمن الموحد، وفي يونيو من نفس العام2011م، أصيب صالح بجروح بالغة جراء تفجير استهدفه مع بعض من معاونيه في مسجد دار الرئاسة بالنهدين، وعلى إثره نُقل إلى السعودية  للعلاج، وعاد في 23سبتمبر، الى اليمن  بشكل مفاجئ بعد رحلة علاجية استمرت 4 أشهر.

23نوفمبر 2011 م وقع صالح المبادرة الخليجية لنقل السلطة الى نائبه عبدربه منصور هادي. ومنحه حصانة هو و من خدموا معه من الملاحقة القضائية، فسلم صالح السلطة لكنه بقي فاعلاً من خلال استمراره برئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان حاكماً، رغم ان اللائحة الداخلية للحزب تقتضي أن من يرأس البلاد يكون رئيسا للحزب، إلا ان صالح ظل رئيسا لحزب المؤتمر.

في العام 2014، برز تحالف خفي بينه وبين حركة الحوثيين، وأعلن في 10 مايو 2015م، بعد استهداف منزله من قبل التحالف وسط العاصمة صنعاء، عبر قناته اليمن اليوم أنه متحالف مع أنصار الله.

في العام 2015 م صدرت بحقه، قرارات أممية، من مجلس الأمن الدولي، مع نجله أحمد الذي يقبع تحت الإقامة الجبرية في دولة الإمارات.

بعد ثلاث سنوات من الشراكة والتحالف بيه وبين جماعة الحوثيين، بدأت ملامح الصراع تبرز قبل اعلانه الاحتفال بذكرى تأسيس حزب المؤتمر الذي يترأسه، والخلاف على السلطة والايرادات، والتي ادت إلى  اندلاع معارك عنيفة بين أنصاره وقوات الحوثيين.

في الثاني من ديسمبر 2017 م، انقلب علي عبدالله صالح على الشراكة مع حلفاءه الحوثيين، ودعا الى فتح صفحة جديدة مع التحالف العربي، ووجه قواته لمحاربة الحوثيين، الذين دارت مواجهات عسكرية معه خلال الأيام الماضية، في اجزاء واسعة من احياء العاصمة صنعاء.

في صباح الاثنين 4 ديسمبر 2017م، قضى نحبه بنيران جماعة الحوثي، مع بعض قياداته ومرافقيه في منزله وسط العاصمة اليمنية.[ads1]

مقالات مشابهة