المشاهد نت

هكذا تمكن العشرات من المناهضين لجماعة الحوثي بصنعاء من النجاة بأرواحهم

المشاهد-خاص:

نزل خبر مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح على الشاب “بسام” كالصاعقة بعد أن كان يعول عليه لقيادة انتفاضة واسعة لطرد جماعة الحوثي من العاصمة صنعاء، فسارع الى الفرار من العاصمة الى احدى القرى النائية، بعد أن شارك على نطاق واسع في مواقع التواصل في الدعوة لثورة حقيقية ضد الحوثيين.

لم يهجر بسام منزله ومدينته فقط بل قرر استخدام أسماء مستعارة في مواقع التواصل الاجتماعي لأسباب أمنية بعد أن نجحت جماعة الحوثي في قمع الانتفاضة الوليدة خلال أيام قليلة.

ودفعت الأحداث التي شهدتها العاصمة صنعاء مؤخراً وانتهت بمقتل صالح على يد مسلحي جماعة الحوثي بعد يومين من إعلانه فض الشراكة معهم ودعوته الشعب للانتفاض عليهم, المئات من ناشطي مواقع التواصل في اليمن على تعطيل حساباتهم وتغيير أسمائهم في مواقع التواصل خوفاً من بطش الحوثيين.

يقول بسام لـ”المشاهد”: تملكني الحماس عندما دعا الرئيس السابق علي عبد الله صالح، السبت الماضي، اليمنيين إلى الانتفاض على الحوثيين، ورغم أنني لم أكن من مؤيديه الا أنني نشرت عشرات المنشورات المؤيدة للانتفاضة والداعية لحمل السلاح في وجه الحوثيين في كل شارع وحي من أحياء بالعاصمة صنعاء.

ويضيف: أشعلت قروبات الفيسبوك بالمنشورات الثورية المؤيدة للانتفاضة الشعبية وملئت الصفحات بصور صالح الذي اعتبرته حينها القائد الذي سيخلصنا من المتمردين الحوثيين وخضت معارك حامية مع ناشطين موالين لجماعة الحوثي وصلت حد الملاسنات وتبادل التهديدات.

ويتابع بأسى: انصدمت بخبر مقتل صالح وقمع الانتفاضة بشعبية بهذه السرعة فكانت أول خطوه اتخذتها تعطيل حساباتي في فيسبوك وتويتر ومسح كل مايتعلق بالانتفاضة الشعبية من صور وفيديوهات من جهازي ولملمت أغراضي وغادرت صنعاء في نفس اليوم وفرائصي ترتعد من الخوف والفزع.

ويؤكد في حديثه لـ”المشاهد” أنه قام بتغيير حساباته باسم مستعار وصور وهمية عندما وصل القرية وتوقف عن نشر المنشورات السياسية مؤقتاً مشيرا أنه سيظل في بيت جدة في القرية حتى تهدأ الأوضاع ويعود الى صنعاء أو يتجه لإحدى المحافظات المحررة.. بحسب قوله.

من جهته يقول أحمد اليمني (ناشط حقوقي) لـ”المشاهد”، إن الدافع الانتقامي لدى جماعة الحوثي المدعومه من إيران، وحملة الاعتقالات والاعدامات التي نفذوها بحق قيادات حزب المؤتمر الموالية لصالح جعل الكثير من الناشطين والمثقفين يشعرون بالخوف بشكل متزايد، ولا سيما مع انتشار مسلحي الجماعة المكثف في أغلب الأحياء السكنية.

إقرأ أيضاً  36 حالة إصابة بالكوليرا في تعز

ويضيف اليمني: أصبح الوضع مقلق جداً وغير آمن الآن بالنسبة لنا ويجب على الجميع أخذ الحيطة والحذر وتغيير أسمائهم الحقيقية بأسماء مستعارة وحذف كل مايثير الشكوك من أجهزتهم المحمولة.

ولوحظ اختفاء غالبية نشطاء حزب المؤتمر الشعبي العام وآخرون ممن شاركوا بفاعلية في دعم انتفاضة صنعاء من مواقع التواصل الاجتماعي فيما عمد كثيرون منهم الى مسح منشوراتهم السابقة وتغيير اسمائهم وبروفايلاتهم بل وحذف البعض منهم لحساباتهم بشكل نهائي بعد الاعلان عن مقتل صالح وقمع الانتفاضة الشعبية.

وهيمنت حالة من الخوف على الناشطين خشية انتقام الحوثيين، وباتوا يخشون من الاختطاف والملاحقات من قبل مليشيا الحوثي الذين يستقوون بانفرادهم بالهيمنة على صنعاء بقوة السلاح، بعد التخلص من صالح و يترقبون بتوجس وخوف ما الذي سيحدث خلال الأيام المقبلة.

وأكدت مصادر متطابقة بأن الحوثيون نفذوا إعدامات ميدانية لكل من قاتل إلى جانب الرئيس السابق صالح، وساند الانتفاضة الشعبية في العاصمة ووفق المصادر ذاتها، أعدم مسلحو الجماعة نحو 200 أسير من قوات حزب المؤتمر الشعبي العام، في مواقع عدة من صنعاء واعتقلت الآلاف.

ونشر الحوثيون مسلحيهم وقوات أمنية موالية لهم، في العديد من الأحياء في العاصمة صنعاء ونصبت عشرات الحواجز ونقاط التفتيش في الشوارع العامة، وبحسب السكان فإن الحوثيين يخضعون السيارات والسائقين لعملية تفتيش دقيقة.

وقال وزير حقوق الإنسان محمد عسكر، إن حصيلة عدد الذين قتلتهم جماعة الحوثي أو قامت بإعدامهم من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام والقيادات العسكرية الموالية لصالح خلال الأيام القليلة الماضية بصنعاء بلغت ألف قتيل ومئات المصابين.

وأكد أن جماعة الحوثي تواصل إجرامها المستمر في توحش منقطع النظير تجاه المواطنين في اليمن عامة وفي صنعاء خاصة، عن طريق القتل والتصفية والإعدامات خارج نطاق القانون والاختطافات والاعتقالات ومحاصرة وتفجير وهدم البيوت في انتهاك واضح وصريح للقانون الدولي الإنساني حتى باتت صنعاء اليوم مدينة للخوف والرعب.

وحمل الرئيس عبدربه منصور هادي الأربعاء الماضي، جماعة الحوثي مسؤولية حياة وسلامة قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام وكوادره الذين تم اعتقالهم واختطافهم والذين تم وضعهم تحت الإقامة الجبرية في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

[ads1]

مقالات مشابهة