المشاهد نت

الهاكر الذى اطاح بالرئيس السابق صالح

المشاهد-على سالم المعبقي-متابعات:

بعد ٩ أشهر من حثّه أنصاره قائلا، ” دقوهم دقوهم ،بكل أنواع الاسلحة إحرقوهم”، ظهر الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، جثة هامدة مضرجة بالدماء لكنها ضمت أسرارا كثيرة لم يبح بها الديكتاتور، الذي حكم اليمن ٣٣ عاماً، اعتماداً على عصبيات وتحالفات بفقدانها فقد حياته.

نهاية صالح على يد آخر حلفاءه لم تكن مفاجئة. فقبل إجهاز الحوثيين عليه، قُتل  صالح مرتين، الأولى، عندما فكّ ارتباطه بزعامة قبيلة حاشد، وجماعة الإخوان المسلمين .والثانية، عندما أُوعز له، أن عودة العسكر لحكم مصر، ستتكرر في اليمن، وستعيده الى السلطة، عبر ترشيح نجله أحمد.

كان يمكن للدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، الضغط على صالح لمغادرة البلاد، كما ضغطت عليه ليتنازل عن سلطاته لنائبه، بيد أن ذلك لم يكن ليحقق سيناريو إعادة هيكلة اليمن، بمايتوائم مع التوجه العالمي لمكافحة الإرهاب.

ماذا حدث؟

على غرار ترك الآباء صغارهم يلهون في الحديقة لبعض الوقت، بدا مؤتمر الحوار الوطني الشامل

(٢٠١٣-٢٠١٤) ،أشبه بحديقة استحدثها الكبار، لامتصاص غضب شباب ثورة ٢٠١١. فما أن انتهت أعمال المؤتمر بصياغة الدستور الجديد، حتى عاد الكبار إلى لعبتهم الأثيرة :الحرب.

يُعدّ الحوثيون القوة الأبرز في تجسيد ثقافة العنف وتمجيده، لكنهم مجرد قناع من أقنعةٍ عديدة استخدمتها الأحزاب اليمنية، في مزاوجتها بين السياسة والعنف. وحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي عرف بحزب الرئيس صالح، كان  مجرد جبهة وساحة استقطاب وصراع، ضمت مختلف الاطياف..

يحظر قانون الاحزاب اليمني إقامة تشكيلات عسكرية، والتحريض على العنف، وتبني خطابات طائفية أو مناطقية، غير أن قيادات في جماعات مسلحة، طائفية ومناطقية مثل الحوثيين(حركة أنصارالله)، وتنظيم القاعدة، والحراك الجنوبي، تنتمي إلى أحزاب مسجلة على ما رصد “درج”.

عندما أنقسم الجيش اليمني في ٢٠١١مابين مؤيد لثورة الشباب، وموال للنظام، ظن صالح حينها أنه مازال يمتلك القوة . بيد أن “تيس الضباط”، النعت الذي يقال أن الرئيس الراحل ابراهيم الحمدي نعت به صالح كناية عن شجاعته ،لم يكن ليخمن أن القوة التي والته، فعلت ذلك ليس طاعة له، بل لأن قوة علي محسن وعائلة الشيخ الأحمر المحسوبين على الاخوان المسلمين، مازالا موجودين في الساحة.

إقرأ أيضاً  نساء يكسرنّ احتكار الرجال ويمارسنّ «حياكة المعاوز»

أسطورة الحوثيين

الحرس الجمهوري الذي أطلق عليه شباب الثورة وصف “الحرس العائلي”، لم يكن عائلياً كما أشيع، فعناصره ينتمون إلى قوى سياسية، يجمعها العداء لما يسمى القوى التقليدية، ويقصد بها الاخوان المسلمين، وعائلة الاحمر، حسب ما قالت لـ”درج” مصادر عسكرية مطلعة.

الغارات الجوية التي شنها التحالف العربي منذ ربيع ٢٠١٥ بقيادة السعودية، تركزت على ضرب السلاح الثقيل الذي ظل يؤرق السعودية منذ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الجنوبية، التي مثلت خلال الحرب الباردة القاعدة العسكرية الأكبر في المنطقة.

الضربات الجوية هيأت للحرس الجمهوري التواري عن الانظار، أو استبدال الميري بالثوب والجنبية، حسب تعبير البعض، الذي يشكك بفرضية تشتيت الضربات للحرس، لأن الفرضية  تنطبق أيضاً على الحوثيين، الذين هم دخلاء على صنعاء، بيئة الحرس الأصلية وثكنته الأم .

بحسب المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، فإن قوة الحوثيين لاتكمن في حركة أنصارالله، الذراع العسكرية للهاشمية السياسية وأحزابها، بل في تحالفها مع أحزاب  قومية ويسارية، خرجت من عباءة حركة القوميين العرب، وتكتسب حضوراً داخل المؤسسة العسكرية، منذ  منتصف القرن العشرين، عندما استقطبت ضباطاً مثل عبدالله السلال، قائد الجيش الملكي، وأول رئيس للجمهورية العربية اليمنية الشمالية.

تتطابق روايات مصادرنا مع سلوك احزاب المعارضة منذ حرب صيف١٩٩٤. فبدلا من أن تتمسك هذه الاحزاب بالديمقراطية، اتجهت الى التماهي مع الحاكم، واستخدام وسائله كالاختراق السياسي للنظام، وتوظيف العصبيات، وهو أسلوب اتبعته الحركة الوطنية اليمنية، منذ أن استمالت  قائد الجيش عبد الله الوزير لتنفيذ انقلاب ١٩٤٨.

[ads1]

مقالات مشابهة