المشاهد نت

بهائيون يمنيون: هذه حقيقة ‘التخابر مع إسرائيل’

جماعة البهائيين في اليمن

المشاهد- صنعاء – غمدان الدقيمي:
قضت محكمة يمنية بإعدام المواطن البهائي حامد بن حيدرة (52 عاما) بتهمة “التخابر مع إسرائيل”.
ما فعله حيدرة في الحقيقة هو التواصل مع مؤسسات دينية في حيفا وعكا، حيث توجد الأماكن المقدسة للبهائيين، وفق المبادرة اليمنية للدفاع عن حقوق البهائيين.
وإلى جانب حامد بن حيدرة، تعتقل الاستخبارات اليمنية في صنعاء ستة بهائيين يمنيين، أربعة منهم مخفيون قسرا، وترفض السلطات في صنعاء الحديث عنهم، حسبما يؤكد عبد الله العلفي، وهو المتحدث باسم الجماعة البهائية في اليمن.
وحسب بهائيين يمنيين، تعرض حيدرة، خلال مدة احتجازه المستمرة منذ أربعة أعوام، للتعذيب وسوء المعاملة والحبس الانفرادي.
إيران طرف
ويرى العلفي أن إيران وهي حليف إقليمي لجماعة الحوثيين “طرف في الحكم على إعدام حامد بن حيدرة”.
وأضاف “هذا الحكم شبيه بما يجري من إعدامات للبهائيين في إيران، هم يقولون إن البهائية صناعة أميركية إسرائيلية هدفها تدمير المسلمين والإسلام، وهذا كلام غير صحيح”.
“نحن لا نحمل سلاحا ولا حقدا ولا نتمنى لبلدنا ومجتمعنا إلا السلام والرخاء، فليعدمونا جميعا إن أرادوا”، تابع العلفي الذي أكد أن “البهائيين اليمنيين يتعرضون لانتهاكات وملاحقات منذ 2008، لإجبارهم على ترك ديانتهم” التي يعود تاريخها إلى 1844.
ويقدر عدد البهائيين في اليمن بنحو ثلاثة آلاف شخص ينتشرون في المحافظات اليمنية وبدرجة رئيسية في العاصمة صنعاء، على حد قول العلفي.
عصور الظلام
من جانبه وصف عبدالباري طاهر، وهو نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق، هذا الحكم بأنه “كارثة بكل المقاييس”.
وقال إن حكما قضائيا كهذا يفتح الطريق أمام “محاكمة الضمير وإعدام الناس على معتقداتهم”.
وأشار إلى أن اليمن يتحول الآن إلى غابة من الهمجية والعودة إلى “محاكم التفتيش إلى عصور الظلام العصور الوسطى”.
قيود على حرية الدين
وتراجعت الحريات الدينية على نحو لافت في اليمن خلال السنوات الأخيرة مع تصاعد نفوذ الجماعات الإسلامية المتشددة السنية والشيعية في ظل الفوضى التي تعصف بالبلاد منذ 2011.
وفي نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، أعرب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عن قلقه البالغ إزاء القيود الشديدة المفروضة على حرية الدين في اليمن.
وتعرضت الطائفة اليهودية لموجة تهجير واسعة منذ فرضت جماعة الحوثيين التي ترفع شعار “الموت لإسرائيل”، سيطرتها رسمياً على محافظة صعدة قبل خمس سنوات.
وفي آذار/مارس 2016، كشفت الوكالة اليهودية المسؤولة عن تنسيق هجرة اليهود إلى إسرائيل، عن نقل 19 يهودياً من اليمن إلى تل أبيب. وحسب الوكالة، فإن قرابة 50 يهودياً اختاروا البقاء في اليمن.
وهاجر 51 ألف يهودي من أصول يمنية إلى إسرائيل منذ قيامها عام 1948.
وتقول منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن الحرب الدائرة في البلاد منذ منتصف 2015 أثرت “على المجتمع المسيحي في اليمن بصورة حادة”.
وقدرت المنظمة الدولية عدد المسيحيين في اليمن بنحو 41 ألف مسيحي من اليمنيين الأصليين واللاجئين، لكنها أفادت أن كثيرين منهم فروا إلى “خارج البلاد التي مزقتها الحرب”.
ويرى طاهر شمسان، وهو باحث يمني وناشط سياسي يساري أن مستقبل الحريات في اليمن بما في ذلك الحريات الدينية “مرهون بوجود دولة ضامنة توفر الحماية للجميع”.
وعلى الرغم من مصادقة اليمن على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية عام 1987، والذي تنص المادة 18 فيه على حق كل إنسان في حرية الفكر والوجدان والدين، يتضمن قانون العقوبات اليمني أحكاماً تفرض عقوبات جنائية على تحول المسلمين إلى أديان أخرى.
المصدر: ارفع صوتك

مقالات مشابهة