المشاهد نت

قصة طفل من صنعاء كان ضحية التجنيد الاجباري

المشاهد-خاص:

فى بيت متواضع في قرية نمران ببني مطر, بمحافظة صنعاء، تجلس أم جابر، سيدة أربعينية، يغلف الحزن ملامحها، وهي تحتضن صورة ابنها الذي فقدته قبل أيام قليلة، جابر محمد جابر النمراني، طفل لم يتجاوز الـ13 من عمره، بعد أن غرر به الحوثيون ودفعوا به للقتال في احدى جبهات الموت، وعاد لأمه جثة هامدة.

وقع جابر الطفل البرئ ضحية لمحرقة التجنيد القسري الذي تقترفه جماعة الحوثي بحق أطفال اليمن الذين أقحمتهم في حروبها العبثية.

للتو أكمل جابر عامه الثالث عشر وكان من المفترض أن يلتحق بمقاعد الدراسة في الصف التاسع من المرحلة الأساسية هذا العام.. لكن الحوثيين اختصروا عليه الطريق ومنحوه لقب شهيد وهو لايزال في مرحلة الطفولة.

لم تصدق الأم خبر مقتل إبنها حتى أحضروه في تابوت خشبي قبل أيام جثة هامدة مشوهة الملامح، غائبة التفاصيل فلم تتمالك نفسها وسقطت على الارض فاقدة للوعي من الفاجعة.

فقدت أم جابر طفلها الصغير مما شكل لها صدمة من الصعب أن تنساها، لتدخل إثر ذلك في حالة حزن وعويل بددت سكون الليل لكن ربما تداوي الأيام نزيف روحها المتعبة.

جابر ومثله المئات من أطفال اليمن ضحايا التجنيد الحوثي حيث استخدمت الجماعة المساجد ودور العبادة والخطب الحماسية لتجنيد الأطفال واستغلت المدارس لحشد الأطفال إلى المحرقة في انتهاك صارخ لحرمة التعليم والمرافق التعليمية.

ويستخدم الحوثيون جملة من الأساليب لتجنيد الأطفال، منها الترغيب بمرتبات شهرية، وأيضا الترهيب بسجن أولياء الأمور الذين لا يرسلون أبناءهم إلى معسكراتهم، إلى جانب استخدامهم للوجاهات الاجتماعية المحلية الموالية لهم، في الضغط على أسر الأطفال لتجنيدهم.

إقرأ أيضاً  كرة القدم و التحصيل العلمي للطلاب

وشرعت جماعة الحوثي في استخدام عدد من الأساليب لاستقطاب الأطفال والذهاب بهم الى الالتحاق في هذه الدورات التي يطلق عليها الثقافية، أخطرها كما يؤكد كثير من الشباب وتحديدا طلاب المدارس، النساء اللاتي انتشرن في العاصمة لتنفيذ هذه المهمة للتغرير بالأطفال والحاقهم في جبهات القتال مع المليشيا الانقلابية.

واتهمت منظمة العفو الدولية (أمنستي) جماعة الحوثي في اليمن بتجنيد أطفال لا تتجاوز أعمار بعضهم 15 عاما واستخدامهم في “الخطوط الأمامية” في الصراع.

وأكدت المنظمة أنها استقت هذه المعلومات من عائلات أطفال وقصر جندهم الحوثيون في صنعاء وزج بهم إلى القتال، في انتهاك مخز ومشين للقانون الدولي.

ونقلت عن بعض الأسر قولها إن الضواحي التي تعيش فيها شهدت زيادة في عدد الأطفال الذين يجندون، نظرا لانقطاعهم عن الدراسة بسبب الأزمة الاقتصادية.

وبموجب القانون الدولي الإنساني وطبقاً للمعاهدات والأعراف المتعلقة، يحظر تجنيد واستخدام الأطفال دون الخامسة عشر من العمر للعمل بوصفهم جنوداً، حيث تعرفه المحكمة الجنائية الدولية كجريمة حرب.

أما قانون حقوق الإنسان فينص على أن سن الثامنة عشر هو الحد القانوني الأدنى للعمر بالنسبة للتجنيد ولاستخدام الأطفال في الأعمال الحربية، وتضاف أطراف النزاع التي تجند وتستخدم الأطفال إلى قائمة العار التي يصدرها الأمين العام للأمم المتحدة سنوياً.

ووثق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، والذي يتكون من 10 منظمات حقوقية غير حكومية, مقتل 424 طفلا وإصابة 16 اخرين بإعاقات دائمة في إطار سياسة (تجنيد الأطفال) التي تنتهجها جماعة الحوثي.

مقالات مشابهة