المشاهد نت

الموفد الأممي يواصل مشاورات شاقة في صنعاء وسط تصعيد حربي كبير

المشاهد-متابعات:

واصل نائب مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن معين شريم لليوم الثالث على التوالي في العاصمة اليمنية صنعاء مشاورات شاقة مع الحوثيين وحلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي، في ما يمكن تسميته بمهمة “الفرصة الاخيرة” لإنهاء حالة الجمود المستمر في مسار السلام والعودة الى طاولة المفاوضات اليمنية المتوقفة منذ 16 شهرا.

يأتي هذا التطور غداة إعلان اعضاء بارزين في حزب المؤتمر الشعبي تشكيل قيادة جديدة لخلافة الرئيس السابق علي عبدالله صالح في رئاسة الحزب، والبقاء الى جانب جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران في جبهة المواجهة ضد التحالف الذي تقوده السعودية منذ ثلاث سنوات.

ووسط تشاؤم مسبق من نتائج المشاورات الأممية في صنعاء، يبدي الموفد الأممي معين شريم، تفاؤلا بفرص حل سلمي للأزمة اليمنية تبدأ بتنازلات حاسمة من جميع الأطراف حسب مصدر ل”مونت كارلو الدولية”.

ونقلت وكالة الانباء الخاضعة للحوثيين عن شريم إشارته الى “رغبة حقيقية من قبل الأطراف الدولية لإحداث تغيير إيجابي باتجاه السلام”.

وخلال لقائه رئيس حكومة صنعاء غير المعترف بها دوليا عبد العزيز بن حبتور، شدد الموفد الدولي على تسريع حل سلمي من شأنه تلافي المزيد من الآلام والضحايا والتدهور المريع للأوضاع الإنسانية، لكنه قال إن الامم المتحدة ليس ” لديها نية لفرض رؤى أو أفكار على أي طرف”.

وكان نائب مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن معين شريم وصل صنعاء السبت للقاء الحوثيين حول خطة سلام تتضمن إجراءات لبناء الثقة وتحييد ميناء الحديدة، تمهيدا لمفاوضات مباشرة بين الأطراف المتحاربة، تفضي لمشاركة الجماعة في حكومة وحدة وطنية مقابل تسليم أسلحتها البالستية إلى طرف محايد.

وعلى مدى الأيام الماضية، أجرى موفد الأمم المتحدة لقاءات مكثفة مع مسؤولين رفيعين في جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام ومنظمات المجتمع المدني وممثلي الأمم المتحدة وهيئات الإغاثة ووكالات العمل الإنساني في اليمن.

ويتصدر ملف ميناء الحديدة القضايا التي يحملها المسؤول الأممي الى صنعاء، تفاديا لحملة عسكرية مدعومة من التحالف بقيادة السعودية نحو موانئ البحر الأحمر التي يتدفق عبرها نحو 90 بالمائة من السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية.

وحث مبعوث الأمم المتحدة جماعة الحوثيين على تقديم تنازلات مهمة لانهاء الجمود في مسار السلام والذهاب الى جولة مفاوضات جديدة .

كما طالب بتخفيف القيود المفروضة على قيادات في حزب المؤتمر الشعبي، وإطلاق سراح المعتقلين وتسمية ممثليهم في لجنة مشتركة مع الجانب الحكومي بغية احتواء التصعيد الحربي الكبير والإشراف على اتفاق سابق لوقف إطلاق النار.

وتأمل الأمم المتحدة موافقة الأطراف المتحاربة على خطة سلام تبدأ بإجراءات لبناء الثقة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ووضع البلاد على طريق انتخابات.

وتنصّ الخطة المعدلة عن مقترح سابق توسطت له المنظمة الدولية في مشاورات شاقة استضافتها الكويت دون التوصل الى اتفاق حاسم، على ترتيبات أمنية للانسحاب من المدن واستعادة مؤسسات الدولة، مرورا بتشكيل حكومة وحدة وطنية والشروع في عملية إصلاح دستوري بمشاركة كافة القوى اليمنية.

ويبدأ المقترح بتشكيل لجان عسكرية محايدة للإشراف على ترتيبات أمنية انتقالية وانسحاب المليشيات من العاصمة ومحافظتي تعز والحديدة في غضون 45 يوما كمرحلة تمهيدية يعقبها اتفاق سياسي كامل وشامل لتقاسم الحكم والتهيئة للانتخابات.

كما تتضمن الخطة سلسلة ترتيبات لإنهاء النزاع المسلح وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، وتسهيل دخول المساعدات الانسانية وإنقاذ الاقتصاد وإعادة الإعمار، وتحسين معيشة السكان.

وبموجب مشروع الاتفاق تلتزم الاطراف المتحاربة بالعمل من أجل التوصل الى حل سياسي يضع حدا نهائيا دائما وشاملا للحرب بما يكفل الوقف الكامل والشامل والدائم لكافة أشكال العمليات العسكرية.

ولاستعادة وتسليم مؤسسات الدولة، يلزم مشروع الاتفاق جماعة الحوثيين بحل المجلس السياسي واللجان الثورية والشعبية، ومغادرتها كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية خلال المرحلة الانتقالية.

وتعثرت جهود الوسيط الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد مرارا في جمع الأطراف المتحاربة الى طاولة مفاوضات منذ انتهاء الجولة الاخيرة من المشاورات في الكويت نهاية أغسطس 2016.

ويأتي هذا الحراك الاممي الجديد لانعاش عملية السلام، في وقت تواصل فيه السعودية وحلفاؤها تحضيرات غير مسبوقة لشن هجوم عسكري كبير نحو العاصمة اليمنية وموانئ الحديدة على البحر الأحمر.

إقرأ أيضاً  زجاج السيارات... وسيلة للتعبير والتواصل

وأفادت مصادر إعلامية من طرفي الاحتراب بسقوط عشرات القتلى والجرحى خلال الساعات الأخيرة بمعارك ضارية بين حلفاء الحكومة والحوثيين على طول الشريط الحدودي مع السعودية والساحل الغربي على البحر الأحمر وجبهات القتال الداخلية في تعز والجوف ومأرب والبيضاء ومحيط العاصمة اليمنية صنعاء.

وأعلن التحالف بقيادة السعودية إنقاذ اثنين من طياريه إثر تحطم مقاتلة حربية في المنطقة الحدودية مع اليمن.

وأكد المتحدث باسم قوات التحالف العقيد تركي المالكي تحطم مقاتلة حربية سعودية جراء خلل فني أثناء عودتها من إحدى المهام  في اليمن، دون تعرض الطاقم الجوي لأي إصابات.

وقال المالكي إن قيادة القوات المشتركة للتحالف “نفذت عملية خاصة مشتركة لإخلاء الطيارين من منطقة سقوط الطائرة شاركت فيها قوات برية وجوية”.

أضاف” تم إخلاء الطيارين إلى داخل الاراضي السعودية”.

تصريحات الناطق الرسمي باسم قوات التحالف  جاءت بعد وقت قصير من إعلان جماعة الحوثيين إسقاط مقاتلة حربية للتحالف فوق محافظة صعدة الحدودية مع السعودية.

وتحدثت وكالة الأنباء الخاضعة للحوثيين عن إسقاط المقاتلة الحربية وهي من نوع “تورنيدو”، بواسطة الدفاعات الجوية في أجواء محافظة صعدة، غير أن قوات التحالف قالت إن سقوط الطائرة كان نتيجة خلل فني.

وفي وقت لاحق اليوم الإثنين، أعلن الحوثيون إصابة مقاتلة حربية ثانية تابعة للتحالف بصاروخ أرض – جو في سماء العاصمة اليمنية صنعاء، غير أنه لم يصدر حتى الآن أي تعليق من جانب قوات التحالف حول فقدان طائرة من هذا النوع.

الى ذلك أفادت مصادر إعلامية سعودية بمقتل 5 جنود سعوديين بمعارك الساعات الأخيرة عند الحدود الجنوبية مع اليمن، حيث تقود قوات التحالف منذ منتصف سبتمبر حملة عسكرية كبيرة لتأمين الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، خلفت مئات القتلى والجرحى بينهم 100 قتيل من الجنود السعوديين على الأقل.

وتبنى الحوثيون خلال الساعات الأخيرة سلسلة هجمات وقصف صاروخي ومدفعي على مواقع حدودية سعودية في نجران وعسير وجازان.

من جانبها أعلنت القوات الحكومة تحقيق تقدم ميداني جديد في محور البقع حوالى 150كم شمالي شرق مدينة صعدة قرب الحدود مع السعودية.

وقالت مصادر عسكرية إن حلفاء الحكومة تمكنوا خلال الساعات الأخيرة بغطاء جوي مكثف استعادة سلسلة جبال “أم العظم” المطلة على الخط الدولي الواصل الى داخل الأراضي السعودية.

في الأثناء أعلنت مصادر إعلامية موالية للحكومة، اعتراض صاروخ بالستي أطلقه الحوثيون باتجاه مواقع القوات الحكومية في مدينة مأرب شرقي البلاد.

واستمرت المعارك على أشدها عند الساحل الغربي على البحر الأحمر، حيث يواصل حلفاء الحكومة منذ مطلع الشهر الماضي ضغوطا عسكرية كبيرة للتقدم باتجاه ميناء الحديدة، ثاني أكبر الموانئ الاقتصادية في البلاد.

وتمكن حلفاء الحكومة خلال الاسابيع الاخيرة استعادة مديرية الخوخة، والتقدم بضعة كيلومترات في محيط مديريتي التحيتا وحيس جنوبي محافظة الحديدة، قبل ان يواجهوا صعوبات كبيرة مع استماتة الحوثيين في الدفاع عن مواقعهم بهجمات مضادة نحو خطوط إمداد القوات الحكومية انطلاقا من مناطق تمركزهم في مديريتي حيس، وموزع شرقي مديريتي الخوخة والمخا المجاورتين.

وجاءت الحملة العسكرية الجديدة في الساحل الغربي بعد 9 أشهر من استعادة حلفاء الحكومة مدينة المخا ومينائها الاستراتيجي على طريق الملاحة الدولية بين مضيق باب المندب وقناة السويس، ضمن عملية واسعة أطلقتها قوات التحالف بقيادة إماراتية مطلع العام الجاري.

في المقابل ضاعف الحوثيون خلال الساعات الأخيرة ضغوطا مضادة نحو محافظة لحج الجنوبية على طريق إمداد رئيس الى مقرات الحكومة في مدينة عدن.

وقالت مصادر إعلامية موالية للحوثيين، إن مقاتلي الجماعة حققوا اختراقا ميدانيا مهما بالسيطرة على سلسلة جبلية في مديرية القبيطة شمالي محافظة لحج، على مسافة غير بعيدة من مقر قوات التحالف في قاعدة العند الجوية، كبرى قواعد الجيش اليمني جنوبي البلاد.

وشنت المقاتلات الحربية ضربات جوية واسعة على مواقع للحوثيين عند الشريط الحدودي مع السعودية والساحل الغربي على البحر الأحمر.

المصدر-مونت كارلو الدولية -عدنان الصنوي

مقالات مشابهة