المشاهد نت

قصة طفل يمنى ينهي حياته انتحارا بعد إقتياده للتجنيد الإجباري من قبل جماعة الحوثي

المشاهد-خاص:

خلّفت قصة انتحار طفل صغير بعد أن جنده الحوثيون قسراً بمحافظة حجة (شمال البلاد) حالة صدمة وحزن على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن.

وأنهى الطفل محمد عبده حربي، من مديرية أفلح الشام بحجة، حياته قبل أيام قليلة بطلقة في الرأس بعد أن أجبره الحوثيون على حمل سلاحه والتوجه الى إحدى جبهات القتال.

لم يعايش محمد البالغ من العمر ( 13 عاماً) أهوال الحرب فقط بل أجبرته جماعة الحوثي على ترك الدراسة وحمل السلاح وأرادت الزج به الى محرقة الموت فكان أمامه خياران إما القتال أو الانتحار فاختار الأخير.

خيّم الحزن على جنبات القرية الصغيرة بعزلة بني حربي التي ينتمي اليها محمد لحظة وصول جثمانه حزناً وحداداً على وفاته والتزمت أسرته الفقيرة والمغلوبة على أمرها الصمت خوفاَ من بطش الجماعة المسلحة.

وروى أحد سكان القرية التي ينتمي اليها محمد تفاصيل القصة المؤلمة لـ”المشاهد” وقال بأن الحوثيين طلبوا من أسرة الطفل محمد إشراكه في دورة ثقافية فلم يكن أمامها الى الموافقة غير أن الضحية اكتشف في منتصف الطريق بأنهم ذاهبون به الى جبهة ميدي.

وأضاف إبن قريته الذي رفض ذكر إسمه أن محمد تفاجئ عندما أخبروه في منتصف الطريق بأنهم ذاهبون الى ميدي، فما كان منه الا أخذ السلاح الذي أعطوه وأطلق النار على نفسه ليسلم روحه الى بارئها.

وأشار الى مخاوف أهالي قريته والقرى المجاورة المتزايدة من إرغام ابنائهم بالقوة على الذهاب للقتال في صفوف الجماعة بعد شروعها مؤخراً في تنفيذ حملة تجنيد إجبارية في محافظة حجة والمحافظات الأخرى.

وعمد الحوثيون في المناطق الخاضعة لسيطرتهم على إرغام مئات الأسر على تجنيد أطفالها وإجبار المشائخ والأعيان الموالين لهم على تسجيل الأطفال والدفع بهم الى جبهات القتال تزامناً مع الانهيارات المتسارعة في صفوف الجماعة.

وأعلن الحوثيون في الخامس من يناير فتح باب التجنيد في صفوف القوات المسلحة، وذلك في أول إعلان رسمي من نوعه، بعد استنفادها لكل الأساليب والوسائل بما فيها الإغراء والتهديد، لاستقطاب مجندين جدد إلى صفوفها، على وقع الخسائر الكبيرة التي تتكبدها.

إقرأ أيضاً  محطات تعبئة المياه... استغلال ضعف الرقابة 

وكشفت وثيقة صادرة عن رئيس ما يسمى بـ”المجلس السياسي للحوثيين” صالح الصماد إلى ما يُعرف بـ”رئيس اللجان الثورية” محمد علي الحوثي، بتنفيذ إجراءات التجنيد الإجباري على طلاب المدارس والجامعات بالقوة، وإرسالهم إلى جبهات القتال.

وحذرت الحكومة اليمنية، قبل أيام، من خطورة فرض جماعة الحوثي، التجنيد الإجباري في مناطق سيطرتها، وقيامها باختطاف الأطفال من المدارس ودور الأيتام للزج بهم في جبهات القتال، واعتبرت ذلك “انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان وترقى إلى جرائم الإبادة الجماعية”.

وقال وزير الإعلام في الحكومة الشرعية، معمر الأرياني، إن “التقارير الميدانية تؤكد قيام الميليشيا بتخيير المواطنين في عدد من المناطق بين الاعتقال أو التوجه لجبهات القتال، وقيامها باختطاف الأطفال من المدارس ودور الأيتام بالعاصمة صنعاء”.

ودعا المنظمات الدولية وهيئات حقوق الإنسان لإدانة هذه الممارسات التي تمثل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان وترقى إلى جرائم الإبادة الجماعية، وتقديم المسئولين عنها للمحاسبة، وبذل كل ما يلزم من الإجراءات لحماية المدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب والصراع.

وكانت محافظة حجة قد إحتلت المرتبة الأولى من حيث تجنيد الأطفال الذين يلقون حتفهم في مختلف جبهات القتال تلتها عمران وذمار بحسب تقرير لمؤسسة وثاق للتوجه المدني قدّم على هامش انعقاد الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف في مارس 2017.

وارتكب الحوثيون 3392 انتهاكاً ضد الطفولة، بمحافظة حجة (شمال اليمن) منذ بداية الحرب بحسب تقرير صادر عن ائتلاف المنظمات الحقوقية والإنسانية بالمحافظة في منتصف ديسمبر 2017.

وكشف التقرير عن تجنيد الحوثيين 2150 طفلاً، منهم 430 طفلاً قتلوا وأُصيب 683 آخرون في معارك ضد قوات الجيش الوطني فيما تم أسر 43 طفلاً من المجندين بينما لايزال 19 طفلاً آخرين في عداد المفقودين.

مقالات مشابهة