المشاهد نت

حول مايحدث فى مدينة عدن “المشاهد”يرصد اراء نخبة من السياسين والكتاب اليمنيين

المشاهد-خاص:

تباينت ردود الأفعال في أوساط السياسين والمثقفين اليمنيين، حول المواجهات المسلحة الدائرة في العاصمة المؤقتة عدن بين القوات الحكومية وقوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي والتي تسببت في مقتل 21 شخصاً وإصابة نحو 290 آخرين.

ووصف السياسي والقيادي في الحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان ما يجري في العاصمة المؤقتة عدن بالانتحار لكل ما يشهر من أهداف ومن شعارات.. وقال “لا القضية الجنوبية مستفيدة من هذه الفوضى، ولا قضية التحرير التي تحمل لواءها الشرعية ستتوفر لها الشروط لمواصلة استكمال المهمة”.

وأكد بأن القوة المحررة التي أفرزها الانتصار على الحوثيين في الجنوب خرجت من المعركة بلا هدف واضح، وتوزعت بين أمراء حروب كل يبحث عن استحقاقات الانتصار داخل الحدود التي رسمها بمعايير مصالحه الخاصة، ومع غياب الخطة الحاكمة لاستكمال عملية التحرير تكون فائض من القوة التي ظلت طريقها وتخندقت في مواجهة بعضها.. مشيرا الى أن السلاح الذي لايسترشد بسياسة قوية ينتظم في إطارها لايجد مناصاً من أن يتحول إلى قوة منتحرة.

وقال بأن هناك قوتين تخترقان منظومة الشرعية وتكرسان انقسامها, الأولى تعتقد أن هذا الوقت هو المناسب لاستعادة دولة الجنوب، وأن تفويت هذه الفرصة سيؤدي إلى ضياعها نهائياً والثانية ظلت ترى أن استقرار الأوضاع في الجنوب بعد التحرير سيغري الجنوبيين بالانفصال فعملت على إبقائه في حالة فوضى شاملة، وخاصة عدن التي اختلط فيها الحابل بالنابل وصارت موئلاً لكل المشاريع المتصارعة.

من جهته حذر الكاتب والأديب خالد الرويشان وزير الثقافة الأسبق التحالف العربي بقيادة السعودية من مغبة تقسيم اليمن وتشجيع المعارك الدائرة في العاصمة المؤقتة عدن بين قوات الحزام الأمني المدعومة من دولة الإمارات وبين القوات الحكومية الموالية للرئيس هادي.

وقال الرويشان بأن ردّة الفعل الباردة من التحالف العربي على معارك عدن شجّع على استمرارها حتى اللحظة مؤكداً أن التحالف لم يتعلم الدرس منذ سقوط العاصمة صنعاء قبل ذلك تحت سمعه وبصره ويتم اليوم جرجرة عدن وسحبها لنفس الحفرة.. لنفس النهاية ..تحت سمعه وبصره أيضاً!

وتسائل في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك” بالقول: “من البداية لماذا تم السماح بإنشاء الأحزمة الأمنية كجيشٍ في مواجهة جيش الشرعية؟ لماذا فعلت الإمارات ذلك؟ تكافئون الانقلاب الحوثي بالانفصال! يالها من جائزة كبرى! ينتظرها متربّصًا فاتحًا فاه ينتظر التفاحة حتى تسقط في فمه! بينما تهزّون الشجرة بلا أدنى مسؤولية. مضيفاً: “أنتم تقتلعون الشجرة ولا تهزّونها فحسب ياعديمي المسؤولية تتفرّجون وهم يحاصرون القصر الرئاسي الليلة!

من جانبه يرى الديبلوماسي اليمني علي أحمد العمراني أن ما حدث في عدن لم يكن مفاجئاً ..فالمجلس الانتقالي الذي تم إنشاؤه في مايو 2017، أعلن منذ البداية دون مواربه بأنه ينوي السيطرة على الجنوب، وأنه ينوي تكوين مجلس عسكري، ومن خلال المجلس العسكري كان واضحا أنه ينوي فرض ما يريد بالقوة، أي فرض الإنفصال بالقوة لو استطاع.. وفق قوله.

ويضيف في منشور على صفحته الرسمية  قبل أسبوع اجتمع قادة المجلس الإنقلابي تحت يافطة المقاومة الجنوبية، ولبس قائده الزبيدي البزة العسكرية، وأُعطي الرئيس هادي مهلة أسبوع لإقالة حكومة الدكتور بن دغر، في سيناريو انقلابي شبيه بما فعله الحوثيين عام 2014، وما بعدها”.

أما الكاتب الصحفي محمد جميح فشبّه مايحدث حالياً في العاصمة المؤقتة عدن بما حدث في العاصمة صنعاء في عام 2014, وقال في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع تويتر” بأن شرعية الدولة استهدفت في صنعاء باسم مواجهة الاصلاح واليوم تستهدف في عدن بالعنوان ذاته والكل يعلم ضعف وجود الاصلاح في عدن والمطلوب رأس هادي.

وأضاف جميح تغريدة أخرى: سيناريو اسقاط عدن 2018م هو سيناريو اسقاط صنعاء 2014 والمطلوب بعده اتفاق يشبه اتفاق السلم والشراكة.. مختتماً: لايجوز لسلطة شرعية أن تساوم على شرعيتها.

وأشار الى أن ذريعة المطالبين باسقاط حكومة بن دغر في 2018 هي ذاتها ذريعة المطالبين باسقاط حكومة باسندوة في 2014, ذريعة الفساد- رغم وجودة تخفي أهدافاً سياسية.

بدوره علق الكاتب مروان الغفوري على أحداث عدن بقوله: كتائب الانتقالي تهاجم كريتر من من الغرب, من التواهي والمعلا وسيتقدمون للسيطرة على القصر الرئاسي وبهذا تكون دول الخليج قد دفعت المليشيات كما فعلت مع الاولى لطرد الرئيس اليمني من القصر الجمهوري الثاني واسقاط رمزية الدولة اليمنية.

وأضاف: “الصحف الإيرانية صبيحة يوم سقوط صنعاء غطت الحدث مستخدمة العبارات نفسها التي ستستخدمها وسائل الإعلام الإماراتية في تغطيتها للأحداث في عدن “ثورة الشعب، المقاومة، الشعب، حكومة هادي والإصلاح الفاسدة، الحوار الوطني”. حتى الجملة الأثيرة “تم تأمين البنك ومؤسسات الدولة” نقلها الانتقاليون كما هي من قاموس الحوثيين صبيحة سقوط صنعاء”.

أما البرلماني اليمني شوقي القاضي وجه رسالة عاجلة للعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان قال فيها: “لازال بعض من اليمنيين يحسنون بكم الظن، فتداركوا الأمور قبل أن يكتب التاريخ إن اليمن واليمنيين تعرضوا لأسوأ جريمة “غدر وخيانة” من “التحالف السعودي الإماراتي” الذي وثقوا به ليعينهم في استعادة دولتهم وشرعيتهم”.

إقرأ أيضاً  رمضان.. شهر الخير والمبادرات الإنسانية بحضرموت

بدوره قال الكاتب منذر فوآد أن ما يحدث في عدن حاليا انقلاب على الشرعية بدعم إماراتي، ونتاجا طبيعيا لمعركة بدأت منذ عامين ونصف تقريبا بين شرعية ضعيفة ومنهكة، ودولة تتمتع بنفوذ كبير يقف خلفها تحالف من عدة دول، الأمر الذي سهل لها ممارسة الوصاية على الأرض اليمنية جنوبا، مع وجود بيئة حاضنة لهذه الوصاية.

وأضاف بأن الإمارات لا تهتم كثيرا بمسألة انفصال الجنوب أو بقاءه ضمن الدولة الاتحادية، بقدر ما تهتم بإبقائه خارج إطار مشروع الدولة، مع حالة صراع واستنزاف تتيح لها التحكم بالمشهد السياسي والعسكري، وبسط نفوذها في المناطق الحيوية، والعبث بالثروات النفطية والغازية، وهو ما يحدث الآن ويتسع أكثر مع مرور الوقت واشتداد الصراع بين الشرعية ومناوئيها سواء كانوا في صنعاء أو عدن.

الكاتب الصحفي ياسر عقيل قال بأنه ليس من المنطقي الوقوف مع فصيل مسلح ضد الدولة أيا كان سوء الإدارة للحكومة، فالمبررات التي تسوقها الفصائل المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي في الجنوب عن فساد حكومة بن دغر لا تبرر التحشيد المسلح والانقلاب على مؤسسات الدولة، لأن ذلك تأسيس لشرعية الغاب والاستقواء بالسلاح.

وأضاف بأن الجميع يناهض الفساد القائم في الحكومة الشرعية لكن ذلك ليس مبرراً للعبث ضمن أجندة خارجية تعمل على تحقيق أهداف معينة لتصفية حساباتها مع قيادات في الدولة يرفضون الهيمنة المذلة والسيطرة التي تفرضها الإمارات على مسار الأحداث في مدينة عدن، عبر أذرعها العسكرية المتمثلة في الحزام الأمني.

وأكد أن إضعاف الدولة واستهدافها بضربات متتالية منذ الانقلاب في صنعاء يبخر أحلام اليمنيين في استعادة الدولة كحامي وحارس للجميع، ويؤسس لثقافة الفوضى الانتهازية بقوة السلاح والتي سيحترق منها الجميع، وخاصة في المحافظات الجنوبية التي تكثر فيها القيادات المتناقضة ضمن الهوس السلطوي التاريخي والشعور بالأحقية في قيادة النضال والسلطة.

الكاتب الصحفي وفيق صالح علق بقوله “عقب تحرير عدن والمحافظات الجنوبية قبل أكثر من عامين والإمارات منهمكة أكثر في تقويض السلطة الشرعية وإضعاف مؤسساتها عبر الدعم العسكري المباشر لجماعات مسلحة موازية لكيان الدولة وافتعال الأزمات الاقتصادية وتجويع المواطن اليمني ومحاربته في قوت أطفاله، لم تبدا تلك الاجراءات العقابية بمنع هبوط الطائرات التي تحمل رواتب الموظفين في مطار عدن،ولم تنتهي عند منع الحكومة واعاقتها من تفعيل المؤسسات الإيرادية وتصدير النفط للخارج، سلسلة من القيود اتخذها التحالف في المحافظات المحررة، لمنع تطبيع الأوضاع وإعادة الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات الأساسية”.

وأضاف: منذ فترة ارتفعت أصوات يمنية صادقة ضد اعوجاج التحالف وخبث إدارته للملف اليمني، فكان البعض يقابل ذلك بنوعاً من الهزء والسخرية،لكن الان بعد ما ظهرت الحقيقة وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وخصوصا بعد فضيحة دعم التحالف انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي ضد قوات الشرعية واستهدافه بالطيران الحربي ،ماذا عساهم أن يقولوا وبأي وجه سيبررون هذه الطعنات الغادرة في خاصرة الشرعية والدولة.

من جانب آخر, يرى الكاتب الصحفي سام الغباري أن تباطؤ الصلح المؤمل بين عائلة الرئيس الراحل صالح والرئيس هادي دفع المجلس الإنتقالي إلى مشهد الصراع بإبتزاز الرئيس وتهديد شرعيته من بوابة الحكومة التي صارت وجهًا جنوبيًا واحدًا لا يمثل الشمال أو مخرجات الحوار الوطني في شيء رغم الرمزية الوزارية ، فمحافظات مثل ريمة والمحويت وحجة وعمران ومارب والجوف مثلاً لا تجد أي تمثيل لها في الحكومة وسفاراتها ومؤسساتها وهو ما يعض عليه الشماليون المؤيدون للشرعية الحكومية بألم مكتوم وقد صاروا فاقدي الحيلة إبتداءً من علي محسن إلى أصغر مغرد جائع في شوارع الرياض.

وترى الكاتبة الصحفية منى صفوان إن السعودية غير موافقة على تحركات المجلس الانتقالي والاشتباكات في عدن، والتحرك ضد الحكومة الشرعية المدعومة من الرياض، ويظهر انها غير راضية “بسلطة بديلة” تحت اي مسمى قبل انهاء المهمة الاساسية وهي “الحرب على الحوثيين” في شمال اليمن.

وتضيف: “خلال 3 سنوات من حربها في اليمن كان الخصم الرئيس هو “الحوثيين” بخلاف المكونات السياسية في الجنوب التي تحظى بدعم مباشر من الامارات حولت حكومة هادي الى خصم آخر بجانب الحوثيين، وبالرغم من تفجر الاوضاع في عدن الا ان السعودية ظهرت بمظهر المراقب واخذت تطلب من جميع الاطراف الهدوء، وضبط النفس، ولا يبدو انها ستدعم في المستقبل القريب اي سلطة سياسية تنقلب على الحكومة الحالية، لكنها ايضا لايظهر انها بصدد دعم الحكومة الحالية”.

وتؤكد بأنه بالرغم من عدم رضى السعودية عما يدور في العاصمة المؤقتة عدن فانها لن تحرك الكثير على الارض، إن كانت اي سلطة بديلة سوف تعلن اولا اعترافها بالرياض، وسلطة الرياض والتحالف السعودي.

مقالات مشابهة