المشاهد نت

الأبعاد الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية فى سيطرة الجيش على مديرية حيس “تقريرخاص”

المشاهد -خاص:

انتصار استراتيجي حققته قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المدعومة من التحالف العربي، باستعادتها السيطرة على مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة, أمس الإثنين, والتي تحتل موقعاً جغرافياً استراتيجياً يربط بين ثلاث محافظات وهي (الحديدة- تعز- إب).

تحرير حيس جاء بعملية عسكرية نوعية بعد محاصرتها لأسابيع وفق خطة عسكرية أشرف على تنفيذها التحالف العربي وقيادة المنطقة الرابعة ووحدات الجيش والمقاومة، وشاركت فيها قوات من الجيش والمقاومة التهامية وبإسناد جوي ودعم عسكري من التحالف.

وتقع حيس جنوبي محافظة الحديدة، وتبعد عن الشاطئ بمسافة 28 كيلومتر، ويحدها من الشمال والشرق مديريتي الجراحي وجبل راس على التوالي، ومن الغرب مديرية الخوخة، ومن الجنوب مديرية مقبنة التابعة إدارياً لمحافظة تعز.

معركة خاطفة

تعتبر معركة تحرير حيس ثاني مديريات محافظة الحديدة الساحلية من قبضة الحوثيين، والتي شاركت فيها وحدات من الجيش الوطني والمقاومة التهامية وبإسناد من التحالف العربي من المعارك العسكرية السريعة والخاطفة.

وتعددت التحليلات والتفسيرات في محاولة لإيجاد سبب مقنع ومعقول لسرعة توغل قوات الجيش والمقاومة في حيس, أمس الأثنين، لكن عنصر الوقت لم يسعف المحليين لتقصي الأسباب، إذ جاءت النتيجة صاعقة وطاوية لعقارب الساعة، معلنة النصر الحاسم.

وقال أيمن جرمش ركن التوجيه المعنوي في المقاومة التهامية أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبإسناد مباشر من طيران التحالف العربي سطرت أروع البطولات في حيس والتي سيدونها التاريخ بأحرف من ذهب.. وفق قوله.

وكشف جرمش لـ”المشاهد” سر الإنتصار السريع في حيس وأرجأ ذلك لسببين الأول التخطيط والتكتيك العسكري الدقيق والتنفيذ الميداني للخطة التي وضعتها قيادة التحالف والجيش وقيادتي المقاومة التهامية والجنوبية والثاني عدم وجود حاضنة شعبية للحوثيين في تهامة على الإطلاق.

وتمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية، بمساندة التحالف العربي، أمس الإثنين، من تحرير كامل مديرية حيس (جنوبي الحديدة)، وأمنت الطرق الرابطة بينها وبين مديريتي الجراحي والتحيتا، ووصلت إلى مثلث ومفرق سقم بين حيس ومديريات الجراحي والتحيتا التابعتين للحديدة، ومديرية شمير التابعة لمحافظة تعز من الجهة الشرقية.

قطع خطوط الإمداد عن تعز

تقع مديرية حيس في خاصرة تعز والسيطرة عليها بمثابة عملية خنق كامل لشريان الإمداد بالسلاح اذا تعتبر خط إمداد رئيس لمسلحي الحوثيين الى المناطق الغربية من محافظة تعز مثل (موزع, الوازعية، البرح، مقبنة، وهجدة).

يقول أيمن جرمش ركن التوجيه المعنوي في المقاومة التهامية “تمثل حيس أهمية بالغة نظراً لموقعها الاستراتيجي حيث تتوسط مديريات الحديدة الواقعة في الجنوب الشرقي للمحافظة، وتقع في ملتقى الطرق القادمة من محافظتي إب وتعز عبر مديريتي جبل راس المجاورة لمديريات العدين وحزم العدين في إب، ومقبنة وشمير التابعتين لتعز”.

ويؤكد في حديثه لـ”المشاهد” بأن قوات الجيش والمقاومة التهامية بعد تحريرها لمديرية حيس تكون قد قطعت شريان إمداد الحوثيين الرئيسي والوحيد الى المناطق الغربية من محافظة تعز ماسيعجل بتحرير الحالمة (تعز)”.

ويضيف جرمش: “بتحرير حيس وسيطرة الجيش والمقاومة الشعبية على مفرق مقبنة تكون قوات الجيش قد قطعت الشريان الوحيد الذي كان يغذي مقاتلي جماعة الحوثي في الجهة الغربية من محافظة تعز بالسلاح.

ويوضح أن قوات الجيش قطعت بسيطرتها على حيس شرياناً آخر للحوثيين كان يغذي جبهة الساحل الغربي بالمقاتلين والسلاح عبر مفرق حيس العدين (خط امداد الحوثيين من صنعاء وذمار وإب لجبهة الساحل).

ويشير الى أن هذا الإنتصار النوعي لقوات الجيش الوطني والمقاومة التهامية سيصيب الحوثيين بالشلل في مناطق واسعة من محافظة تعز مثل موزع, الوازعية, البرح مقبنة, هجدة والرمادة والتي ستصبح معزولة تماماً بعد قطع خط الإمداد الوحيد من حيس.

نقطة انطلاق نحو الجراحي وزبيد

يمهد تحرير مدينة “حيس” بقوة لاستعادة السيطرة على باقي مديريات محافظة الحديدة حيث ستصبح إجمالاً أمام قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مسافة 135كلم للوصول إلى مدينة الحديدة ومينائها الهام (غربي البلاد).

إقرأ أيضاً   " مضغ القات" مع السكر أوساط اليمنيين

وقالت مصادر عسكرية لـ”المشاهد” أن تحرير مديرية حيس سيسهم في الانطلاق بقوة نحو تحرير مديريتي “الجراحي وزبيد” المجاورة لها ضمن معركة تحرير الساحل الغربي التي شرع بها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بدعم من قوات التحالف العربي.

وبحسب تأكيدات المصادر فإن مديريتي “الجراحي” و”زبيد” وهي المديريات التالية لحيس ستكون في غضون الأيام المقبلة تحت السيطرة الكاملة لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمشاركة التحالف العربي.

وأشارت المصادر ذاتها أن تحرير حيس يأتي في سياق التحرير الكامل للساحل الغربي وصولاً إلى ميناء الحديدة والصليف لتضييق الخناق على جماعة الحوثي وحصرها في أضيق نطاق فاقدة كل شرايين الإمدادات.

وتبعد حيس عن مركز محافظة إب 75 كيلو متراً فقط, فيما تبعد20 كيلومتراً عن مديرية الجراحي و35 كيلومتراً فقط عن مديرية زبيد كبرى مدن محافظة الحديدة (غربي البلاد).

تأمين الخوخة

تعد السيطرة على مدينة حيس خطوة مهمة لخنق جماعة الحوثي، وذلك لما تتمتع به من أهمية عسكرية كخط إمداد حيوي للحوثيين بعد أن حولوها الى ثكنة عسكرية، لمهاجمة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المتمركزة في مدينة الخوخة ومنع تقدمها باتجاه الحديدة.

وبسيطرة الجيش على مديرية حيس الإستراتيجية سيعزل الجيش الحوثيين عن عدة جبهات وسيعزز الأمن والسلامة في المناطق المحررة التي كانت تتعرض لهجمات متكررة من الحوثيين كمدينة الخوخة الساحلية التي حررها الجيش في الخامس من ديسمبر الماضي.

وبتحريرها تصبح مديرية الخوخة في مأمن من تسللات عناصر جماعة الحوثي واستهدافها بالقذائف الصاروخية كما أن مخاطر الالتفاف على المديرية ستتوقف، إذ أنه بالسيطرة على حيس يصبح قرابة 70 كيلو في مأمن حتى مفرق حيس – المخا.

تسهيل وصول الإغاثة

يرى مراقبون أن تحرير مديرية حيس (جنوبي الحديدة)، سيساعد في وصول الإمدادات الإغاثية العاجلة لسكان المديرية المحررة، والذين يعيشون ظروفاً انسانية صعبة ويعاني غالبيتهم من فقر مدقع.

ومن المتوقع أن تسيّر قوات التحالف العربي بقيادة السعودية قوافل إغاثية عاجلة خلال الأيام المقبلة لإغاثة المواطنين في مدينة حيس والمناطق المجاورة لها كخطوة أولى.

ويعاني سكان مديرية حيس البالغ عددهم نحو 45436 نسمة بحسب تعداد عام 2004من ظروف معيشة قاسية جراء الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام ماجعلها منطقة منكوبة تعاني من تدني مقومات الحياة واتساع رقعة الفقر وانتشار الأمراض.

ويقول ناشطون إن الوضع الإنساني في مديرية حيس بالغ السوء، حيث لا تتوفر فيها أغلب الخدمات، والمستشفى الوحيد في المدينة تعرض للقصف قبل نحو شهر من قبل طيران التحالف العربي، بينما توقف التعليم في المدارس وانعدمت المياة الصالحة للشرب.

ملتقى تجاري

تعد مديرية حيس ملتقى تجاري هام يربط بين ثلاث محافظات هي الحديدة وتعز وإب وتبعد عن الشاطئ بمسافة 28كم، يحدها من الشمال مديريتي الجراحي وجبل رأس، ومن الجنوب مديرية مقبنة محافظة تعز، ومن الشرق مديرية جبل رأس، ومن الغرب مديرية الخوخة.

تبلغ مساحتها 268 كم2، وعدد مساكنها 7.490 مسكن، وأسرها 6.964 أسرة، وسكانها 45.436 نسمة، وفق احصاءات عام 2004.

وتعد حيس امتداداً لمدينة زبيد وتأثرت بها في الجوانب العلمية والأدبية والصناعية، وكانت إحدى محطات توقف القوافل، وتتكون من أربعة أحياء وهي: (حارة الربع تقع شرق المدينة، وحارة ربع الثلث تقع جنوب المدينة، وحارة المحل وتقع غرب المدينة، وحارة ربع السوق وتقع في منتصف المدينة).

وكانت مدينة حيس تاريخيا إحدى محطات توقف القوافل، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها الملك الحميري حيس بن يريم بن ذي رعين بن شرحبيل الحميري ويعمل أغلب سكانها بالصيد والزراعة والصناعات الحرفية.

واشتهرت مدينة حيس بالصناعات الخزفية مثل الفناجين والجرار والأكواز، وقد بلغت عدد المعامل التي كانت تصنع الفخار ما يقرب من (72) معملاً كما ذكر النعمي في حولياته.

مقالات مشابهة