المشاهد نت

أم المساكين فى مدينة إب قصة مسنة تتفرد بعمل إنساني عظيم فى زمن الحرب

المشاهد-خاص:

لا تزال أم المساكين كما أطلق عليها أبناء مدينة إب (وسط البلاد)، تقوم رغم كبر سنها بإطعام العشرات من المواطنين الفقراء والعاطلين عن العمل كل صباح بلا كلل أو ملل منذ ثلاثة أعوام وتقدم لهم وجبة إفطار يومية بدون أي مقابل.

وجسدت هذه المرأة أروع وأنصع صور التعاضد والتكافل الاجتماعي بين أبناء البلد الواحد الذين يعيش غالبيتهم وسط معاناة شديدة صنعتها الحرب التي ستدخل عامها الرابع بعد أيام قليلة.

ومع التباشير الأولى للصباح تتوجه جموع العمال العاطلين والفقراء الى حراج العمال بجولة العدين، وسط مدينة إب وهم يعرفون أن هناك وجبة افطار مجانية في انتظارهم.

وتقوم أم المساكين منذ ثلاثة أعوام بتوزيع وجبة إفطار مكونة من الفطائر والشاي على العمال العاطلين في السوق المركزي وجولة العدين بمدينة إب في مبادرة شخصية تعكس مدى التلاحم والترابط في المجتمع اليمني في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

وأكد الصحفي ياسر عباد الذي التقط صورة المرأة المسنة التي رفضت الكشف عن إسمها في حديثه لـ”المشاهد” أن هذا العمل الإنساني الذي تقوم به هذه المرأة أصبح بالنسبة اليها كالورد اليومي مشيرا الى حرصها على القيام به بشكل يومي.

وأضاف: “رغم الظروف الراهنة وصعوبة المعيشة إلا أن الأم المثالية في محافظة إب أثبتت أنها لن تتخلى عن انسانيتها وواجبها اتجاه مجتمعها فهذه المرأة المسنة تقوم وبشكل يومي بإعداد الفطائر في منزلها وتقوم بتوزيعها كل صباح العدين على العمال الذين يفترشون الرصيف بحثاً عن العمل في جولة العدين وسط المدينة.

وأشار الى حرص هذه المرأة التي تعمل بصمت على توزيع نقود على العمال لشراء الشاي الى جانب الفطائر, لتنسج بعطائها اللامحدود علاقة وطيدة من المودة والرحمة والألفة بينها وبين هؤلاء البسطاء أساسها التكافل الإجتماعي الذي دعا اليه ديننا الاسلامي الحنيف.

إقرأ أيضاً  مخاوف الصيادين من تداعيات "روبيمار"

وكشف لـ”المشاهد” عن رفض هذا المرأة وبشدة الإدلاء بإسمها أو توضيح أسباب قيامها بهذا العمل.. آملاً أن يحذو كل مقتدر حذوها ليتكرر هذا النموذج الفريد الذي يعزز التكافل المجتمعي بين أفراد المجتمع الواحد.

ودعا الى تشجيع مثل هذه المبادرات الفردية التي تستهدف الفقراء الذين يعانون الجوع ولا يمتلكون لقمة عيشهم، خاصة في ظل انقطاع الرواتب منذ نحو عام ونصف العام وانتشار البطالة وتوقف الأعمال وزيادة أعداد النازحين.

وأعرب عدد من العمال العاطلين والمحتاجين الذين يحصلون على وجبة الإفطار التي توزعها كل صباح عن امتنانهم وشكرهم لهذه المرأة المسنة التي ذاع صيتها بين الناس في مدينة إب تحت إسم “أم المساكين”.

وأكدوا أن مساعدة المحتاجين وإطعام المساكين بات واجباً على كل مقتدر، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها المجتمع اليمني حالياً والأزمة الإنسانية التي دفعت بثلثي السكان الى حافة الجوع.

ولاقت مبادرة أم المساكين ترحيباً كبيراً في أوساط الناشطين وأصبحت مؤخراً إلى حديث وسائل التواصل الإجتماعي حيث أشاد الكثيرون بمواقفها الإنسانية النبيلة ومساعدتها للفقراء وادخالها السرور في نفوس المحتاجين.

ودعوا لتكرار مثل هذه المبادرات التي تساعد الفقراء في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها جراء الحرب التي تشهدها اليمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام، متمنين على القادرين التنافس في هذا الجانب الإنساني.

لقد أصبحت هذة السيدة اليمنية المعطاءه قدوة ومثالا رائعاً يحتذى به وأنموذجاً يستحق الثناء والتقدير من قبل الناس خاصة وأن كبر سنها لم يثني عزيمتها ولم يمنعها من مساعدة الآخرين.

ومن المؤكد أن شعوراً كبيراً بالرضا يخالج أم المساكين, كما يطلق عليها, في اللحظات التي تساعد فيها المحتاجين حيث تنتقل فرحتهم لها مباشرة وتكون وسيلة لبلوغ السعادة التي قد يحسدها عليها من يمتلكون الأموال الطائلة.

مقالات مشابهة