المشاهد نت

محافظ تعز الجديد بين جدل المستبشرين برجل الدولة والمتشائمين بالنقيض

المشاهد-فخر العزب-خاص:

أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي نهاية ديسمبر الماضي قرارا جمهوريا قضي بتعيين الدكتور أمين أحمد محمود محافظا لمحافظة تعز، وحظي قرار التعيين بمباركة جميع القوى السياسية التي اعتبرته بادرة خير لمعالجة الاشكاليات التي نتجت عن الغياب الدائم للمحافظ السابق علي المعمري، كما حظي القرار بارتياح شعبي عبر عنه الكاتب الصحفي فتحي أبو النصر بوصفه أنه “خبر مبهج في زحمة أخبار التعاسات” كما وصف المحافظ الجديد بأنه “كادر وطني جمهوري اصيل عابر للحزبيات والمناطقيات” مضيفا أنه “إنسان انموذجي ونزيه ومصاب بعشق تعز”.

في الوقت الذي غادر معظم مسؤولي الشرعية إلى خارج اليمن جاء المحافظ الجديد إلى مدينته تعز من كندا التي يعيش فيها ويحمل جنسيتها ولديه فيها أعماله التجارية، فالكادر الوطني الذي يعمل أكاديميا في عدد من جامعات العالم ويجيد الإنجليزية والفرنسية والروسية والاسبانية قرر أن يتحمل المسؤولية بشجاعة نتيجة حسه الوطني العالي وعشقه المفرط لتعز التي وصلها حاملا حزمة من الأهداف والأولويات لتجاوز الوضع الكارثي للمدينة المنكوبة وتحريرها واستعادة مؤسسات الدولة فيها.

وصل المحافظ الدكتور أمين أحمد محمود إلى تعز بالتزامن مع احتفالات المدينة بالذكرى السابعة لثورة فبراير الشبابية الشعبية، وقد وضع حزمة من الأولويات المعلنة وغير المعلنة ، فقد استهل عمله بعقد لقاءات مكثفة مع جميع شرائح المجتمع الفاعلة وفي مقدمتها قيادة الأحزاب والقوى السياسية وقيادة السلطة المحلية، وقيادة المؤسستين العسكرية والأمنية.

كما قام بعدد من الخطوات والزيارات التي تركت انطباعات ايجابية لدى البعض وسلبية لدى البعض الآخر، حيث استهل وصوله إلى تعز بزيارة أهم مؤسستين فيها، حيث زار الجرحى في مستشفى الثورة كما زار طلاب جامعة تعز مفتتحا عدد من الأقسام الجديدة في كلية الطب.

قام المحافظ الجديد قبل ايام  بزيارة أحياء المدينة القديمة متنقلا.فى احيائها و شوارعها  متفقدا أحوال المواطنين ومستمعا إليهم لمعرفة همومهم ومطالبهم عن قرب، وهي الزيارة التي اعتبرها البعض سابقة ايجابية تحمل الكثير من الدلالات، فيما اعتبرها البعض مجرد ترويج اعلامي لا أكثر.

الناشط الشبابي حسام الذبحاني قال لــ “المشاهد ” إن زيارات المحافظ الميدانية بعثت رسائل للداخل والخارج أن الأمن مستتب في المدينة وخصوصا في المدينة القديمة التي يصنفها البعض بأنها وكر للجماعات المتطرفة، كما أن الزيارات أكدت على حضور قيادة السلطة المحلية في المحافظة وممارسة مهامها من داخل المدينة رغم الظروف الاقتصادية والتي تنم عن مسؤولية هذه القيادة تجاه المواطنين، كما أكدت على أن قيادة السلطة المحلية على صلة بالعوام من أبناء المحافظة وتتعامل مع قضاياهم بجدية تامة وتوليها كل الاهتمام، والأجمل في هذه الزيارات أنها جاءت بالتزامن مع عدد من الفعاليات المدنية التي نجحت في ايصال رسائل تطمين للداخل والخارج أن تعز آمنة وتنتصر لمدنيتها”.

وعلى العكس منه يرى الناشط إياد فرحان في حديثه لــ”المشاهد نت” إن زيارة المحافظ للمدينة القديمة مجرد ترويج اعلامي مشابه للترويج الاعلامي الذي مارسه قادة المقاومة دون أن يحققوا شي ملموس، فالمواطن لا يريد صور وإنما يريد انجازات على الأرض، يريد تحرير تعز وصرف الرواتب وضبط الأسعار”.

إقرأ أيضاً  رمضان ومعاناة النازحين في مأرب

في الجوانب الأخرى جعل المحافظ قضية الإصلاح الإداري ضمن أولوياته من خلال توزيع المهام بين الوكلاء والتوجه نحو إعادة ترتيب الوضع في الهيكل الإداري لديوان عام المحافظة، والتوجه نحو اصلاح المكاتب الايرادية بهدف الاستفادة من الايرادات الممكنة وتحسين وتفعيل سبل تحصيلها وتوريدها إلى فرع البنك المركزي، بالإضافة إلى إنجاز الخطة الأمنية التي أعدتها اللجنة الأمنية لبسط الأمن والاستقرار في المدينة والحد من الجريمة، بإعتبار أن استعادة الأمن هو الركيزة الأهم في مهمة استعادة مؤسسات الدولة.

الخطوات التي أنجزها المحافظ خلال الثلاثة الأسابيع الأولى من ممارسة مهامه تركت انطباعا ايجابيا لدى معظم أبناء المحافظة، فبحسب تغريدة كتبها على صفحته في الفيس بوك يرى الناشط عمار السوائي في محافظ تعز الدكتور أمين أحمد محمود فرصة مثالية في ظل هذا الظرف، فهو يمتلك العلاقات الناجحة، والخبرات الإدارية الممتازة، ومن أسرة نضالية معروفة، يقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف في تعز، ويحمل الروح والعقلية المدنية التي تتناسب مع تعز بصفتها روح المدنية وقبلتها، كل هذا يجعله في موقع الاستطاعة لأن يجمع الاختلاف ويوحد الشتات، ولأن يعيد روح المدنية بدءًا من الانتصاف للقوانين واستعادة المؤسسات”

ويضيف “السوائي” منذ تعيين الدكتور أمين أحمد محمود لم تصلنا سوى رسائل إيجابية، خطة عمله التي حدد من خلالها أولويات المحافظة بحسب تصوره، فقد وضع الاستراتيجية التي تناسبه للعمل بصفته القائد اليوم، اقترابه من الشارع، تواصله الواسع مع القوى السياسية والمجتمعية والمؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية، فحتى اليوم أفرد كل وقته للاستماع لقطاعات هامة وحيوية وشرائح متنوعة من المجتمع وتفهم ما تعانيه وما تعيشه”.

في الطرف الآخر هناك توجه معارض للمحافظ الجديد يتهمه بما يصفوه بمحاولاته تدوير نفايات النظام السابق، فبحسب حديث مروان سلطان لــ”المشاهد ” فالمحافظ الجديد  ووكلاء المحافظة يعملون من أجل التطبيع لعودة القتلة والمتحوثين والمحرضين على قتل أبناء تعز من بوابة العمل السياسي واحياء المؤتمر الشعبي العام وكذلك عودة القتلة إلى وظائفهم وتمكينهم من مؤسسات الدولة التي يجب أن تكون الأولوية فيها لأسر الشهداء والجرحى كما كان في عهد المحافظ السابق، فأبناء تعز مطالبون برفض تدوير القتلة وشركاء الانقلاب بكل الوسائل المتاحة”.

وبين هذا الجدل يري الكثير ان التحديات كبيرة امام المحافظ الجديد الدكتور امين محمود تحتاج الى تكاتف الجميع والترفع عن المناكفات السياسية وخلق مناخ سياسي خالى من التاؤيلات السياسية من خلال التمترس خلف المصالح الحزبية الضيقة  وهذا سوف يكون له دور كبير فى تجاوز كل الصعوبات امام عمل السلطة المحلية  فى تحقيق الامن والتحرير وتغعيل مؤسسات الدولة واعادة الخدمات وترميم ماخلفته الحرب من دمار اقتصادي وخدمي واجتماعي وحتى نفسي.

مقالات مشابهة