المشاهد نت

المعمري.. قصة مختطف قسري أسالبب التعذيب الوحشية تصيبه بالشلل التام

المشاهد-خاص:

على نقَّالة، خرج محمولا عاجزا عن الحركة نتيجة لتعرضه للتعذيب الشديد، منذ أن أخفته قسرا مليشيات الحوثي الانقلابية، في الثاني عشر من مارس/آذار 2015.

كانت تهمة جمال المعمري الأبرز وفق سجانيه، هي مشاركته في ثورة فبراير/شباط 2011، ورفضه للحركة الحوثية التي نفذت مع حلفائها انقلابا على الدولة.

أفرجت عنه مليشيات الحوثي في عملية تبادل أسرى، ووصل مأرب بعد إخفائه القسري لأكثر من عامين، ولكن بعد أن حولته إلى مشلول بشكل تام.

مارست المليشيات بحقه مختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي الوحشيين، استمر برواية تفاصيل تلك الأيام العِجاف لأصدقائه طوال ثلاث ساعات، وفق الدكتور عبدالحميد عرامان.

يؤكد عرامان أن آثار التعذيب ما تزال على جسده المسجى أمامهم والذي لا يقوى على الحراك، وأن تفاصيل العذاب والتنكيل الذي طاله كاستخدامهم للكهرباء “أذهل الحاضرين”.

ولدى رفيقه في السجن لمدة ثلاثة أشهر الدكتور عبدالقادر الجنيد، الكثير من التفاصيل حول إجرام مليشيات الحوثي الانقلابية اللامتناهي، التي تفننت بتعذيب المعمري وحتى الجنيد نفسه الذي تم الإفراج عنه قبل أشهر.

يتحدث الجنيد حول سبب إصابة المعمري بالشلل قائلا: “أدخلوا “شالا” بين إبطي ذراعيه، بحيث يقوم أحد المعذبين بسحبه بالشال من عند رأسه على الأرض، وفي نفس الوقت يسحبه شخص آخر من عند كاحليه”، ثم قام الشخصان بسحبه والنزول والصعود على درج السلالم، وشخص ثالث، كان يقوم بركله على جانب مؤخرته”.

أدى ذلك العنف –بحسب الجنيد- إلى قطع أعصاب الضفيرة العضدية للذراع، فأصيب بشلل طرفي في الذراع الأيسر، إضافة إلى تلف عصب النسا في منطقة “الإلية” في مؤخرته، والإصابة بشلل طرفي كامل في رجله اليسرى.

إقرأ أيضاً  حماية الشباب من التطرف في المهرة

عقب ثلاثة أيام فقط، تعرض المعمري لعملية إخصاء بشعة استعرضها الجنيد بمنشور له بموقع الفيسبوك، قائلا: ” ضغط الذي يعذبه على الحبل المنوي الأيسر وزنقه فوق عظمة العانة في الحوض، وبهذا ضغط على الأوعية الدموية داخل الحبل المنوي الأيسر، فشعر بألم عظيم وفقد الوعي، فأصيبت الخصية اليسرى بالاحتشاء، وبهذا تم الإخصاء”.

ويفيد الجنيد بأن المعمري أصبح اليوم يستخدم الحفاظات، نتيجة لإصابة عضلاته الأخرى بالضمور والوهن والفتور، لعدم الحركة شهر بعد آخر، حتى أصبح لا يقوى على الحركة في أي اتجاه.

كما أن التغذية السيئة وعدم التعرض للشمس ونقص فيتامين “د”، قد أصابته بالكساح، وأكملت شلل كل العضلات ولين العظام، بحسب شهادته.

وعن حالته النفسية فيصفها الجنيد بأنها كانت في “الخضيض”، فهو يصرخ طول الوقت لأي سبب وبدون سبب.

وروى بأنه كثيرا ما كان يقرأ القرآن طوال الوقت في البداية ويختمه كل ثلاثة أيام، مع أنه كان قادرا على فعل ذلك بأيام أقل لولا أنه غير مستحب، ويصوم كل يوم ويفطر في العيد على مضض.

في آخر مرة تم عرض المعمري على الطبيب الجنيد، أفاد بأنه كان مجرد كتلة آدمية، تتألم وتبكي، ويحتاج لسجينين على الأقل لمساعدته، يصابون بالإجهاد البدني والنفسي خلال فترة قصيرة.

والمعمري هو واحد من بين آلاف اليمنيين الذين اعتقلتهم مليشيات الحوثي الانقلابية، منذ إسقاطها للعاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلو ل 2014، ما تزال معاناتهم مستمرة حتى اليوم، فإلى متى يستمر صمت المجتمع الدولي؟!

مقالات مشابهة