المشاهد نت

اليمن سوق مفتوح للسموم القاتلة والاسمدة الفاسدة “تقريرخاص”

المشاهد-خاص:

أصبحت اليمن موطنا تتجمع فيه كل سموم العالم،بمافيها السموم إلاسرائيلية التي خلفت الاف الضحايا مابين اموات ،ومرضى ،فمع انشغال مختلف اطراف الصراع في اليمن بالحرب التي تدخل عامها الرابع ،تغيب الرقابة الحكومية على كافة المنافذ البرية والبحرية للبلاد،اضافة الى تشجيع جماعة الحوثي على تنامي انشطة التهريب بقوة ،حيث تدخل آلاف الأطنان من السموم والمبيدات الحشرية الممنوعة والمحرمة دوليا للأراضي اليمنية ، وتستخدم تلك المبيدات لرش نبتة القات والفواكه والخضروات ،بغرض انباتها في غير وقتها ،وبالذات نبتة القات التي يتهافت ويتسابق مالكي مزارع القاتعلى توفيره نتيجة للطلب المتزايد والإقبال غير المسبوق على القات في مختلف جبهات القتال المحتدمة بين الجيش اليمني والمقاتلين الموالين للحكومة الشرعية من جهة ،وبين ميليشيات الحوثي من جهة اخرى .

احصائيات صادمة :
ففي العاصمة صنعاء أفادت مصادر طبية لـ”المشاهد ” أن أكثر من 40 شخص أصيبوا بمختلف الامراض السرطانية، وامراض الكلى، والتسمم، بحسب تأكيدات بعض المرضى للأطباء في مستشفى الثورة بصنعاء ،عند الكشف عليهم خلال الشهرين الماضيين ،حيث انهم كانوا يمضغون القات ،قبل أن يتم إسعافهم إلى المستشفى .
وفي محافظة الحديدة يشير الدكتور محمد معجم ” الى وصول مئات الحالات المصابة بأمراض تسمم وأمراض أخرى في الجهاز التنفسي إلى مستشفى الميناء،بعد أوقات متفاوتة من،مضغهم ( تخزينهم ) للقات ” ويقول معجم في حديثه لـ”المشاهد”،” ان الطواقم الطبية في مستشفى الميناء، لم تتمكن من تقديم احصائية دقيقة عن الحالات المصابة بمختلف أنواع الأمراض نتيجة القات المسمم.”
“وفي الاسبوع الفائت وفي غضون (72)ساعة ، ودعت محافظة إب (7) من خيرت شبابها بموت مفاجئ او ما يعرف بموت الفجأة ” ،يقول الصحفي محمد مزاحم، ويؤكد ” بأن مصادر طبية ذكرت ان من أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الوفاة ، يعود إلى تناول(مضغ) الشباب للقات حديث الرش بسموم ومبيدات فتاكة يعتقد أنها “إسرائيلية” الصنع ،يستخدمها المزارعين (في عدة مناطق بإب) في رش شجرة القات ، للتعجيل بخروج وريقاتها بوقت قياسي ، ولجني ارباح سريعة .”
انواع قاتلة :
وبحسب تقارير صحفية فأن منظمة الصحة العالمية رصدت مايزيد عن 30 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان في اليمن ويعود السبب الأول إلى المبيدات السامة؛ وان أكثر من ثلاثة ملايين لتر من المبيدات الممنوعة والمحرمة استخدامها دولياً تدخل اليمن سنوياً،حيث يستخدم 70% من تلك السموم في زراعة القات؛ ويقول سامي الضلماني مدير إحدى محلات بيع المبيرات الحشريه في منطقه شعوب بصنعاء في حديثه لـ”المشاهد “، “أن 90 في المائه من المبيدات التي تدخل السوق اليمنيه مهربه وتدخل دون رقابه، حيث تتواجد في السوق اليمنيه أكثر من من الف نوع واسم تجاري من بينها سموما إسرائيليه.”
بينما يوضح صالح العمري وهو مالك احد مزارع القات في منطقه همدان بصنعاء “أن أي مزارع لايمكن أن يستغني عن استخدام السموم في كل مراحل الزراعه حتى جني المحصول، ويقول صالح لـ” المشاهد” ، ” يتم رش السم مع الماء عندما يسقي السماد ،بعد ذلك يتم رش السم في العروق، وفي بداية بزوغ القات ،وعندما يخضر القات يرش عليه السم حتى إذا وجد ندى ، وعند تربيه القات و بعد القص يزيد المزارع يرش بعض أنواع السموم في القات وبالذات في مرحلتي الغفان والحمار(وهي احدى المراحل التي يسمها السكان المحليون قبيل جني المحصول). ”
وتختلف أسماء وأنواع السموم لتى تستخدم في رش القات والخضروات في اليمن؛ وبحسب المزارع العمري فإن أشهر اسما تلك السموم” التوباز وسم النمرود،والسوبر والحديدي والجرنيت، والنابال ، والنابال ذو العلبه المعدنية ، وللأسف المزارعين كانوا يستخدمون العلبة ولحفظ برودة المياة وشربها،ومن المتعارف عليه أن التوباز يؤدي للإصابة بالجلطات حتى أثناء الرش، وتختلف قوه تركيز تلك السموم بنسب تتراوح من 200 و500 إلى 100قوه، وتباع في الاسواق بأسعار حسب قوه النسب المركزه حتي يصل سعر علبه السم ذات التركيز القوى إلى ثلاثين ألف ريال.
وقبل يومين من اعداد هذا التقرير أعلنت الاجهزه الامنيه في محافظه لحج جنوب اليمن، انها ضبطت قاطرة محملة بالسموم المهربة والغير مرخصة، وتمت عملية الضبط في احد مزارع الوهط بعد ان تعقبها افراد النقطة الامنية في مزارع الوهط والتمكن من ضبطها لاحقاً، واوضح مصدر أمني ان القاطره المضبوطه كانت محملة بمبيدات سامة وقاتلة وغير مرخصة ولاتطابق المواصفات المسموح بها بحسب مانتج عنه الفحص لهذه المواد ،وان المهربين قاموا بتغطية المبيدات والسموم باكياس الاسمنت للتمويه على النقاط الامنية غير ان يقظة رجال الامن كانت كفيلة بإفشال مايخطط له المجرمين كما قادت عملية الضبط الى اكتشاف مخبئ سري في احد المزارع يستخدمه المهربون لإخفاء المواد المهربة ووجدت فيه كميات كبيرة من المواد السامة مغطاة بطرابيل وشجرة الخزف، مؤكداً ان السماح بدخول هذه المواد يعد جريمة بحق الشعب والوطن حيث وهذه المواد تتسبب بأمراض قاتلة كالسرطان وغيره.
عشوائية ولامبالاه :
وبحسب تاكيدات لناشطين ومسؤلين سابقين في اليمن فان الشركات الاسرائيلية ترى في اليمن سوقا كبيرا لبيع منتجاتها من الاسمدة والمبيدات الحشرية السامة والمحرمة دوليا ، حيث يقتلون اليمنيين كل يوم بالسم نفسه،يقول الوزير السابق خالد الرويشان ، أن أحد رجالات الأردن ، قال له أن المواطنين الأردنيين مندهشون من مرأى الشاحنات الإسرائيلية وهي تفرغ حمولتها من السموم كي تحمل مرة أخرى على شاحنات تسافر بها صوب اليمن, بعد أن تم تغيير اسم بلد الصنع المطبوع على العبوات,.. وحتى لو لم يتم التغيير لأسماء الماركات الإسرائيلية فإن الوصول إلى الأسواق مضمون وذلك إما عبر التهريب أو عبر المنافذ الغافلة النائمة والدائخة وربما المتواطئة.”
ويرجع استاذ البيئة الدكتور جواد الوبر ، سبب أغلب المشكلات الصحية التي يعاني منها اليمنيون الى السموم المستخدمة في رش القات والمبيدات الحشرية ، وبالذات السموم الاسرائيلية المحرمة دوليا ، ويقول الوبر في حديثه لـ”المشاهد” ، ” كل الامراض السرطانية و الفشل الكلوي وامراض الكبد و أمراض الجهاز الهضمي وأمراض الفم والأسنان و اللثه وبعض أمراض العيون سببها الرئيسي هي تلك المبيدات والسموم التي ترش على شجرة القات والخضروات وبالاخص السموم الاسرائيلية التي ترش بشكل عشوائي ،دون اي ضميرأو رقيب.ناهيك عن ذلك ان الخضروات التي تصل الى امانة العاصمة مصدرها مزارع الرحبه … تلك المزارع يتم ريها بمياه الصرف الصحي الخام والذي يحتوي على العديد من المخلفات البيولوجية والكيميائية الناتجه من صرف مخلفات المستشفيات والمصانع والمعامل وغيرها.بمعنى ان الشعب اليمني يعيش في وضع بيئي كارثي ففي كل حين تمتلئ عشرات المستشفيات بضحايا السم الإسرائيلي” ويضيف الوبر “ندعو كافة الجهات بايقاف هذا العبث قبل فوات الاوان .”

مقالات مشابهة