المشاهد نت

قصة الطفل اليمنى الذى لم يحقق حلمه ان يصبح لاعباً مشهوراً وتحول الى معاق

المشاهد-خاص:

مؤثرة حتى البكاء قصة الطفل فيصل محمد الذي لم يتمكن من تحقيق حلمه في أن يصبح لاعباً مشهوراً في كرة القدم بعد أن فقد ساقه اليمنى قبل عامين ونصف العام بقصف جوي للتحالف استهدف قريته بمديرية حرض التابعة لمحافظة حجة شمال غرب اليمن.

اضطر فيصل (12 عاماً) للنزوح مع أسرته من قريته في المديرية الحدودية مع السعودية، إلى مديرية عبس المجاورة بعد أن خسر فيها ساقه اليمنى وثلاثة من أعز أصدقائه وزملائه في الدراسة جراء القصف.

وخلال حديثه تمنى مرات عديدة أن يعود إلى قريته، وكأن أحلامه وأمنياته تنحصر في اشتياقه لها ولشوارعها ومدرسته واللعب مع أصدقائه وزملائه الذين تشتتوا في مخيمات النازحين.

لا يفضل فيصل استذكار تفاصيل إصابته، إلا أنه يشير إلى إصابته بشظية بقصف استهدف مزرعة مواطن مجاورة للملعب الذي كان يمارس فيه برفقة أصدقائه هوايتة المفضلة وهي لعب كرة القدم التي يعشقها منذ الصغر.

يقول فيصل متحدثاً ببراءة لـ”المشاهد”: فقدت ساقي التي كنت ألعب بها كرة الدقم وفقدت أيضاً حلمي الوحيد في أن أصبح لاعب كرة قدم مشهور مثل الأرجنتيني ميسي مهاجم نادي برشلونة الأسباني.

ويضيف بحزن: “صحيح أننا خرجنا من قريتنا في حرض مجبرين، إلا أن ساقي بقيت هناك وأصدقائي الذين قتلوا بالقصف دفنوا هناك، أتمنى أن يتوقف القصف وتنتهي الحرب، وتعود الأيام الجميلة التي عشناها في القرية.

لم يعد فيصل مضطراً لاستخدام عكاز يساعده على المشي، بعد أن عوضته “منظمة عبس التنموية” (غير حكومية)، بطرف صناعي، دفعه للتشبث بالحياة مجدداً.

ومن دون مساعدة يرتدي فيصل رجلا اصطناعية محل ساقه المبتورة ويلبس البنطال فوقها ويذهب ليلعب كرة القدم مع أصدقائه من جديد، الا أنه لم يعد يمتلك مهارته الفائقة في اللعب بسبب الإعاقة.

يقول فيصل: بالرغم من أنني لا أستطيع اللعب بمهارة كالسابق إلا إنني ممتن كثيرا لمنظمة عبس التنموية التي منحتني الساق الصناعية التي مكنتني من السير مجددا وممارسة هوايتي المفضلة بعد عامين من الإعاقة.

ورغم اعتياده عليها لم يخف حزنه على الإعاقة، وتمنى أن يعود مثل بقية الأطفال، يركض بسرعه ويلعب بقدميه ويحرز الأهداف في مرمى فريق الخصم ويقود فريقه للإنتصار.

إقرأ أيضاً  التغلب على النزوح من خلال حياكة المعاوز

أصبح بمقدور فيصل ممارسة الحياة بصورة طبيعية بعد الحصول على الطرف الصناعي وقضاء حوائجه بنفسه بصورة أسهل مما كان عليه بصحبة العكاز الذي لازمه لعامين بعد الإصابة.

ويخطو فيصل خطوات جديدة واثقة نحو مستقبل أفضل بعد أن استطاع التأقلم مع وضعه الحالي إثر خضوعه لبرامج الرعاية والتأهيل من قبل المنظمة والتي ساعدته على تخطي محنته.

والد فيصل يروي قصة نزوحه وعائلته من حرض الى منطقة الربوع بمديرية عبس لـ”المشاهد” بقوله: كانت المعاناة شديدة ومريرة، فقد كان القصف الجوي على القرى الحدودية مخيفاً للغاية، وقد نجونا من موت محقق.

ويستذكر لحظة إصابة طفله فيصل في القصف: وقع فيصل على الأرض وكان يصرخ بفزع وكنت قريباً من المكان فركضت نحوه وحملته والدم يصب من ساقه بغزارة ومن هول الصدمة لم أتمكن من اسعافه، وكل ما كنت أريده هو النجاة بروحه، فهربت به مبتعدا عن مكان القصف قدر استطاعتي.

ويؤكد في حديثه لـ”المشاهد” أن حالة طفله الصغير لم تكن تستدعي بتر الساق كما أخبره أحد أطباء العظام إلا أن عدم وجود مشفى قريب فاقم جراحه مما أوصله لضرورة البتر.

فيصل واحد من مئات الأطفال الذين أصيبوا بإعاقة دائمة بسبب الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام وتجسد صورته معاناة الأطفال في اليمن الذين بات حصول الواحد منهم على طرف صناعي بمثابة فرحة كبرى.

وتسببت الحرب التي دخلت عامها الرابع في اليمن في إصابة آلاف المواطنين بإعاقات دائمة، إذ فقد المئات منهم أطرافهم ويحاولون تعويضها بأخرى صناعية، ما دفع بالكثيرين إلى التكدس أمام مركز الأطراف الوحيد في صنعاء طمعاً في الاستفادة من خدماته.

وتغيب الإحصاءات الرسمية الدقيقة عن أعداد من تعرضوا لبتر أطرافهم بسبب الحرب، لكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تشير في تقرير صادر عنها منتصف العام الماضي إلى فقدان أكثر من ستة آلاف يمني أطرافهم بسبب الحرب.

وتشير التقديرات الدولية إلى أن نسبة الإعاقة في اليمن تتراوح ما بين 10 إلى 13 في المئة من إجمالي السكان الذين يتجاوز عددهم 27 مليون شخص، وهي من أعلى النسب في العالم.

مقالات مشابهة