المشاهد نت

مجزرة طيران التحالف فى محافظة حجة وقصة طفل نجا من الموت تثير الدهشة

المشاهد-خاص:

“ابتعدوا والله لن أترك أبي” بهذه الكلمات رد الطفل “سميح شوعي” على محاولات المسعفين لإبعاده عن جثة أبيه الذي قتل الأسبوع الماضي بقصف للتحالف استهدف حفل زفاف في قرية الراقة بمديرية بني قيس التابعة لمحافظة حجة (شمال اليمن).

لم تفلح محاولات المسعفين في ابعاد سميح (ثمانية أعوام) عن جثة والده الهامدة وكلما اقترب أحدهم منه زادت صرخاته وتوسلاته ولسان حاله يقول “لن تتمكن أي قوة في العالم من انتزاعه مني” .

اثنتا عشرة ساعة قضاها الطفل “سميح” متشبثاً بكل ماأوتي من قوة بجثة والده الذي استشهد في المجزرة التي ارتكبها طيران التحالف في مديرية بني قيس بمحافظة حجة والتي خلفت 33 قتيلاً و63جريحاً.

أبكى مشهد الطفل المؤلم الذي وثقه الناشطون بالصوت والصورة ملايين اليمنيين وهو يصرخ بأعلى صوته بعد أن انتزعه أحد المسعفين من فوق جثة والدة فينجح في الافلات منه ويعود ليتشبث مجددا بأبيه في مسرح الجريمة المروعة.

نام الجميع في تلك الليلة المشؤومة وظل سميح مستيقضاً يحرس جسد والده المضرج بالدم بقلب مكلوم وعينين دامعتين، وعند شروق الشمس كان السهر قد أنهكه فنام في حضن والده.

وفي صباح اليوم التالي, حمل بعض أقارب سميح جثمان والده بعد أن اقنعوه بأنهم ذاهبون به الى المنزل فمشى ورائهم بفنيلته الخضراء المضرجة بدماء والده في مشهد يدمع العين ويفطر القلب.

فقد سميح الى جانب والده ثلاثة من إخوته وعدد من أقاربه وجميعهم أعضاء في فرقة دنان للرقص الشعبي بمديرية كعيدنة المجاورة والذي كان ذلك الحفل آخر مناسبة يحيونها حيث أبادتهم الصورايخ وأنهت مسيرتهم الفنية للأبد.

ونجا سميح الطفل الصغير من القصف ليكون شاهداً على الجريمة المروعة التي حولت الفرح إلى مأتم وفتحت سرادقات عزاء في كل منزل في القرية والقرى المجاورة.

محمد المصابي أحد الناجين من المجزرة يروي لـ”المشاهد” تفاصيل الفاجعة ويقول بعينين دامعتين: كنا نحتفل بعرس الشاب جعفر يحي جعفر المصابي والناس في بهجة وسرور وفجأة حدث القصف ولا أذكر الا صوت الانفجار الهائل وفقدت وعيي حينها.

ويضيف بمرارة: نجوت بأعجوبة وياليتني لم أنجو فعندما أفقت كان المكان مليئ بالأشلاء والجثث المتفحمة ورائحة الموت المخيفة وكان صراخ الأقارب وعويل النساء وبكاء الأطفال يعم المكان.

إقرأ أيضاً  رغم العروض المغرية.. «الخضروات» بعيدة عن متناول الناس بصنعاء

ويتذكر محمد ما حدث في تلك الليلة قائلاً: كان الناس يصرخون طلباً للمساعدة في الظلام، وكانت رائحة الدم تنبعث بقوة، بينما عشرات الجرحى ينتظرون من ينتشلهم من تحت الأنقاض وينقلهم إلى المشافي.

ويشير الى أن استمرار الطيران في التحليق المكثف على المنطقة فاقم من الكارثة ومنع المسعفين من الإقتراب خوفاً من الاستهداف ما أدى الى وفاة بعض الجرحى الذين كانوا يأنون تحت الأنقاض.

ويختتم بالقول: فقدت أخي الأصغر في المجزرة وخمسة من أقاربي والعديد من جيراني وأصدقائي جراء القصف الوحشي التي استهدفت الأبرياء وحول الفرح الى مأتم والبهجة الى صراخ وعويل وأنين وأحزان.

أصيب العريس جعفر يحي جعفر المصابي في القصف وتم اسعافه الى المستشفى الجمهوري بمدينة حجة والذي أطلق نداء استغاثة عاجل للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى.

ودانت منظمة أطباء بلا حدود الدولية في بيان استهداف التحالف العربي حفل زفاف في محافظة حجة شمال غرب اليمن، ووصف الحادث بالمروع.

وقال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن جواو مارتينز،أن الهجمات على المدنيين انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وما حدث في بني قيس أمرٌ مروع حيث كان هنالك 13 طفلاً من بين الجرحى الذين عالجتهم فرقنا والبالغ عددهم 63 جريحاً

وأشار الى أن الجرحى وصلوا إلى المستشفى وهم يرتدون أكاليل الورد التي يتم ارتداؤها تقليدياً للاحتفال بالزواج ولم يكن أياً منهم مسلحاً أو مرتدياً زياً عسكرياً.

ودعا جميع الأطراف إلى الإلتزام بحماية المدنيين والامتثال إلى القانون الدولي الإنساني الذي يحظر القيام بأعمال عسكرية بحقهم.

بدوره أعلن الناطق الرسمي باسم التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي عن فتح تحقيق في حادثة استهداف حفل زفاف في مديرية بني قيس بمحافظة حجة مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن النتائج الأولية حال الانتهاء من إجراءات المراجعة الشاملة والتدقيق العملياتي.

ونالت محافظة حجة (شمال غرب اليمن) النصيب الأكبر من الغارات الخاطئة التي أوقعت ضحايا مدنيين, منذ أن تدخل التحالف العربي الذي تقوده السعودية في مارس/آذار 2015 ضد مسلحي جماعة الحوثي كان آخرها استهداف محطة للوقود في مدينة عبس راح ضحيتها 21 قتيلاً و 13 جريحاً.

مقالات مشابهة