المشاهد نت

شهادات مروعة لناجين من قصف “مكتب الرئاسة ” بصنعاء

المشاهد-خاص:
ماتزال تداعيات الكارثة الانسانية التي تسبب بها القصف الجوي لطيران التحالف العربي على مكتب الرئاسة في حي التحريربصنعاء ،ماثلة للعيان ،وتحوي قصصاً مؤلمة يحكيها أشخاص لم تندمل جروحهم بعد ، فيما أخرين مايزالو يصارعون الموت في غرف العناية المركزة بمستشفيات العاصمة صنعاء ،عدنان الحجاجي شاب يعمل في أحد المحلات التجارية المجاورة لمكتب الرئاسة ، حين سقط الصاروخ الاول على المكتب ، وجد نفسه خارج المحل ، من شدة قوة الصاروخ ،يقول الحجاجي لـ”المشاهد”،”كنت أنظر الى جسدي ، وأتسائل هل أنا مازلت على قيد الحياة ، وهل مازلت أتحرك بسهولة ويسر،هرولت وأنا التفت يميناً ويساراً ، باحثاً عن مكان القصف،وأراقب الناس يتجهون من المحلات المجاورة ومن مسجد اسحاق ،صوب مكتب الرئاسة حتى يسعفو من مايزال على قيد الحياة ،ولانتشال الجثث ،وإذ بالصاروخ الثاني يستهدف المسعفين والمارة ،كل ذلك في دقائق قليلة أشاهدها وكأنها فيلم رعب تجسد في الواقع .”

صدمة قوية :
محمد العنسي ، شاب أخر يحكي “للمشاهد” كيف تناثرت أشلاء جرحى القصف حتى وصلت إلى البسطة التي يمتلكها، ليكتشف أن جاره العم سعيد هو وأحد من عشرات الجرحى الذين هرعو لاسعاف ضحايا الصاروخ الاول الذي سقط على مكتب الرئاسة، يقول محمد ” عندما سقط الصاروخ الاول،أدركت أن المكان المستهدف هو مكتب الرئاسة، كانت الصدمة قوية عندما شاهدنا طلاب من مدرسة سيف بن ذي يزن ،المارون من جوار سور مكتب الرئاسة وهم يتساقطون على الأرض والسيارات تصدم بعضهم، لم أكن اسمع شيئا،فصوت الصاروخ حجب عن اذني سماع اي شىء ،هممت أن أجمع بضاعتي،واغطيها بطربال، واتجه نحو مكان القصف للمساعدة في إنقاذ الناس،وكان العم سعيد الذي يعمل في البوفية المجاورة لنا،قد سبقني،وإذ بالصاروخ الثاني يقصف ذات المكان ،واتفاجىء أن العم سعيد الذي أراد أن يسعف ضحايا الصاروخ الاول قد أصبح بذاته ضحية جديدة.”

إقرأ أيضاً  في يوم المسرح العالمي .. المسرح اليمني محاولات للنهوض

لامبالاة:

ورغم أن حادثة قصف مكتب الرئاسة ، ليست الاولى التي يستهدف فيها طيران التحالف ،المدنيين ،الا إنها لاقت استنكاراً شديداُ من مختلف فئات المجتمع اليمني،واهتماما من قبل الرأي العام العالمي،كون المنطقة التي يقع فيها مكان القصف تحوي تجمعات لمدارس ومساجد وأسواق يكتظ مئات الناس فيها خلال وقت الظهيرة،ومن خلال زيارة مراسل “المشاهد” لعدد من المستشفيات التي أُسعف إليها الضحايا، لم تـُعرف الحصيلة النهائية لضحايا القصف حتى اللحظة،بسبب تكتم الطواقم الطبية هناك،وفرض الحوثيين طوقا أمنيا عل تلك المستشفيات،منعا من أن يعرف احد هوية من سقط هناك،من القيادات الحوثية.
لكن هوية “طفل الميزان” اختزلت المشهد الحزين لتكرار قصف طائرات التحالف للمدنيين الذين لأناقة لهم ولاجمل من الحرب التي طال أمدها.
ويرى الناشط عصام محمد،أن الحوثيين لايأبهون،ولايهتمون بأبناء البسطاء من ضحايا القصف الجوي للتحالف ،ويقول عصام” توجهت في تمام الساعة التاسعة من صباح اليوم إلى مستشفى الثورة بحثاً عن جثة طفل الميزان ، فلم أجدها فيممت وجهي بإتجاه المستشفى الجمهوري، فوجدت هناك الدكتور أحمد العزي أثناء إستلامه لجثة أحد ضحايا قصف مكتب الرئاسة ،ووجدت اثنين من أقارب الطفل أمين فتوجهت أنا وهم إلى جامع النزيلي بحي التحرير الذي تم نقل الجثة إليه للصلاة عليه ،عزيت والده و أخاه الذي يكبره بعامين ، فسألت أخاه عن سبب تواجد الطفل  في مكان القصف ،فأجابني : كان يشتغل بميزان منذ فترة كانت العبرات تخنق كلماته وعلامات الوجع تحتل ملامح وجهه وهو يسرد صدمته وحزنه .

مقالات مشابهة