المشاهد نت

فى زمن الحرب باليمن فضاعة المعانأة والوجع ..قصص مؤلمة يرويها مرضي الفشل الكلوي

المشاهد-نجيب العدوفى -خاص:
قصص مؤلمة لمرضي الفشل الكلوي  في اليمن.. ففي مركز الكُلى بمستشفى الثورة بصنعاء ثمة مئات القصص التي تدمع لها العين..
يقف مرضى الفشل الكُلوي في طوابير لساعات طويلة للحصول على الغسيل، نتيجة ازدحام هذا المركز الذي بات يستقبل فوق طاقته من المرضى القادمين من مختلف المحافظات.
قدم الشاب أمين أحمد عبدالله من أحد أرياف مدينة تعز إلى العاصمة صنعاء قبل أسبوعين من أجل الحصول على غسيل الكُلى، بعد أن عجز على ذلك في مركز الغسيل بمحافظة إب.
كان أمين الذي يعيش في العشرينيات من العمر يتوقع أن وجعه سيزول بعد أول جلسة غسيل للكُلى المتعبة، إلا أنه لم يحدث ذلك، فقد توفي هذا الشاب وترك دموع والده تسيل بلا انقطاع وهو يقول: “حسبي الله ونعم الوكيل على من يقتلوننا”.
ويتحدث الأب بكلمات متقطعة وممزوجة بالبكاء، ويقول لـ”المشاهد”: “بدأت أعراض المرض تظهر على ولدي أمين قبل عامين، وكان يحاول تهدئة الألم بالعلاجات المسكنة، إلا أن حالته تدهورت ولم نتمكن من نقله إلى مستشفى متخصص نتيجة الحرب التي تشهدها تعز وغيرها من المدن، كما أن وضعنا المادي لم يسمح لنا أن ننتقل به إلى محافظة أخرى وبعد أن اشتدت حالته اتجهنا إلى إب ولم نتمكن من الحصول على الغسيل نتيجة الازدحام، بعدها انتقلنا إلى صنعاء، لكن كان الموت أسرع منا، وقال لنا الأطباء أن حالته أصبحت حرجة ومات بعد أسبوع من وصولنا إلى صنعاء”.
25% من مرضى الفشل الكُلوي يموتون سنوياً
كثيرٌ من مرضى الفشل الكُلوي تقتلهم الحرب التي تسببت في زيادة معاناتهم وحرمتهم من الحصول على حقهم المفروض من غسيل الكُلى، وفي ذات السياق تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن 25% المرضى الذين يقومون بعمليات تصفية الدم يتوفون سنوياً منذ بدء النزاع باليمن في العام 2015.
معاناة عدم الانتظام في الغسيل
بدوره أحد الأطباء في مركز غسيل الكُلى بصنعاء يقول لـ”المشاهد” إن مرضى الفشل الكُلوي مُعرضون للوفاة في حال عدم تلقيهم العلاج بشكل منتظم بما فيه غسيل تصفية الدم، ويشير إلى الازدحام الذي يشهده المركز وشحة الإمكانات بما فيها مستلزمات الغسيل تسببت في تقليص جلسات الغسيل للمرضى من 3 جلسات إلى جلستان في الأسبوع، كما تسبب ذلك في عدم انتظام مواعيد الجلسات للمرضى، الأمر الذي يضاعف من حالة هؤلاء المرضى.
4 مراكز أغلقتها الحرب
وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن عدد المراكز لتصفية الدم تبلغ 32 مركزاً وتسببت الحرب في إغلاق أربعة منها، في حين أن المراكز الـ 28 المتبقية تواجه عدم قدرتها على تأمين خدماتها في ظل التعطل الجزئي لعددٍ من الآلات والنقص في التجهيزات والمواد، فضلاً عن عدم حصول العاملين على أجورهم.
كما يحذر رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” من عدم قدرة قطاع علاج الفشل الكُلوي على الاستمرار في القيام بدوره، نتيجة قلة الإمكانات والتدمير الذي يتعرض له القطاع الصحي في اليمن نتيجة الصراع.
25 ألف مريض بالفشل الكُلوي
يتزايد عدد مرضى الفشل الكُلوي في اليمن بصورة تثير القلق، وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن عدد مرضى الفشل الكُلوي في اليمن يصل إلى 25 ألف مريض ومريضة.
يُعد المصابين بالفشل الكُلوي في اليمن الأكثر معاناة من غيرهم من المرضى في اليمن نتيجة الوضع الصحي المتدهور والذي زادت الحرب من تدهوره، وتتوقف حياة هؤلاء على مدى قدرتهم على الوصول إلى مراكز غسيل الكُلى التي توقف أربعة منها جراء الحرب و28 مركزاً تصارع من أجل البقاء وتعاني من قلة المواد والإمكانيات وتعطل بعضاً من أجهزتها، ووفقاً للإحصائيات فإن نسبة الوفيات من بين مرضى الفشل الكُلوي تصل إلى 25% نتيجة نقص الإمكانيات اللازمة وغياب الخدمات الصحية المطلوبة.
مرضى يتنقلون بين المحافظات بحثاً عن الحياة
في مركز غسيل الكُلى بصنعاء يقول أحد العاملين في المركز لـ”المشاهد” إن المركز يعاني من زيادة أعداد الوافدين المحافظات للغسيل، ويشير إلى أن أغلب القادمين هم من محافظة تعز وبنسبة كبيرة تليها محافظتي حجة والحديدة وبعدها تتفاوت النسب بين بقية المحافظات.
وفي ذلك يقول محمد عبدالسلام إنه يعاني من تحديات السفر من تعز إلى صنعاء والتي قد تحرمه بعض الأحيان من ممارسة الغسيل الأسبوعي، ويضيف لـ”المشاهد”: “أنا ملتحق بمركز غسيل الكُلى بإب، لكن المركز يتوقف أحياناً بسبب انعدام المواد، وأحيان يتم تأجيل جلسات الغسيل نتيجة الازدحام، لذلك أضطر للسفر إلى صنعاء وأواجه معاناة التحديات الأمنية وكُلفة السفر وغيرها من المتاعب كوني مريض”.
200 ألف حالة محتمل إصابتها بالفشل الكُلوي
من جانبه الدكتور نجيب أبو أصبع -نائب مدير عام مستشفى الثورة بصنعاء، والرئيس السابق لمركز الكُلى- يقول لـ”المشاهد” إن الإصابة بمرض الفشل الكُلوي تتسع، ويزداد أعداد المرضى بشكل ملفت، ويشير إلى أن هناك 200 ألف حالة محتمل إصابتها بمرض الفشل الكُلوي، خاصة ممن يعانون من داء السكري وضغط الدم المرتفع الذي يمكن أن يتسبب في إحداث مشاكل كبيرة في الكُلى.
ويؤكد أبو أصبع أن العديد من مرضى الفشل الكُلوي يتعرضون للموت بشكل يومي نتيجة شحة الإمكانيات التي تُعانيها مراكز غسيل الكُلى، لأن هؤلاء المرضى ترتبط حياتهم بالاستمرار في الغسيل الذي إذا توقف معناه أن حياتهم تبدأ في العد التنازلي وصولاً إلى الموت.
الوضع الصحي ومعاناة مرضى الأمراض المزمنة
يقود تدهور الوضع الصحي في اليمن إلى تفاقم أوضاع من يعانون من الأمراض المزمنة، حيث يحول هذا التردي دون حصولهم على الرعاية الصحية المناسبة والدواء اللازم والذي أصبح في كثير من الأوقات مسألة في غاية الصعوبة.

مقالات مشابهة