المشاهد نت

فتاة فى تعز تصنع البهجة للأطفال بمبادرة رمضانية “صور”

المشاهد-خاص:

في غرفتها الصغيرة تقضي أمة الرحمن الحميري نصف يومها وسط كومةٍ من العلب البلاستكية وبعض الأدوات، لتصنع منها فانوساً رمضانياً، تزينه بالطلاء لتصنع الابتسامة على شكل “فانوس” وسط نفوس أطفال حارتها بمدينة تعز المحاصرة منذ ثلاثة أعوام.فتاة فى تعز تصنع البهجة للأطفال بمبادرة رمضانية "صور"

ومن علب فارغة قررت الفتاة التي تدرس في قسم الإعلام بجامعة تعز صناعة عدد من الفوانيس الرمضانية لتزيين حارتها بعد أن عجز سكان الحي عن شراء فوانيس رمضان وتزيين شوراعه فرحاً بحلول شهر رمضان بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

ويأتي رمضان واليمن بشكل عام وتعز بشكل خاص تشهد أوضاعاً متردية للغاية جراء الحرب علاوة على أزمة انقطاع المرتبات منذ قرابة العامين وانعدام الخدمات الأساسية.

ويستقبل أبناء مدينة تعز المحاصرة شهر رمضان للعام الرابع على التوالي بمزيد من التدهور في الأوضاع الإقتصادية والإنسانية، إلا أن الحياة مستمرة بكل تفاصيلها من مرح وفرح في قلوب الساكنين فيها.

ورغم ذلك، استطاعت الحميري بموهبتها أن ترسم البهجة على وجوه أطفال حيها بصناعة الفانوس من أدوات يتخلص منها الجميع لتثبت للجميع أن أبناء تعز قادرون على الفرح رغم آلة الحرب التي تدور رحاها في تعز وما زالت تحصد عشرات الضحايا.

وما أن قامت الفتاة بتعليق فوانيسها الرمضانية وسط الحي حتى تدافع الأطفال من كل حدب وصوب يتطلعون ببهجة الى تلك اللوحة الرمضانية البديعة ويلعبون على أضوائها بسعادة في مشهد فرائحي يدل على أن إرادة الحياة في تعز أقوى من صيحات الموت.

إقرأ أيضاً  اتساع ظاهرة التسول في رمضان

وتضفي الفوانيس وأحبال الزينة المضاءة أجواًء رمضانيةً فريدة ومميزة وتزرع في قلوب الأطفال الصغار حب شهر الخير واشتياقهم لاستقبال الشهر الفضيل بأحسن حال.

ومع حلول شهر رمضان المبارك، بدأت المبادرات في أحياء المدن اليمنية باستقبال برمضان من خلال تعليق الفوانيس والمنافسة بين المناطق وبعضها البعض على تزيين الشوارع فرحاً بقدوم الشهر الكريم.

الفانوس الرمضاني الذي أبدع فيه المصريين منذ عهد الفاطميين وقلده الصينيون بأشكال مختلفة تصنعه أمة الرحمن الحميري من علب بلاستكية مستهلكة وفي أقل من نصف ساعة تنجح الفتاة في تجهيز فانوس واحد بأبسط الأدوات.فتاة فى تعز تصنع البهجة للأطفال بمبادرة رمضانية "صور"

تقول أمة الرحمن الحميري لـ”المشاهد”: حل شهر رمضان والوضع الاقتصادي في مدينتي صعب جداً نتيجة الحرب والحصار المفروض عليها فخطرت في بالي فكرة تتلخص في ابتكار فوانيس بسيطة وغير مكلفة لإدخال البهجة في قلوب الأطفال.

وتضيف: قمت بصناعة الفوانيس وتعليقها في الحي تعبيرا عن فرحتنا باستقبال الشهر الكريم ولإدخال الفرحة في قلوب أطفال الحي الذين يعجزون عن شراء الفوانيس للعام الثالث على التوالي جراء الحرب والحصار المفروض على المدينة.

واختتمت بالقول: نريد أن نبعث برسالة للجميع بأن أبناء تعز قادرون على الفرحة وأن إرادة الحياة لدينا تتغلب على إرادة الموت، وإننا صامدون في هذه المدينة وسوف نعيش الحياة كما نريدها نحن لا كما تريدها جماعة الموت والدمار.

مقالات مشابهة