المشاهد نت

سقطرى..رحل الإعصار، وبقت الكارثة.

المشاهد-خاص:
ليس بمقدور الأربعيني أحمد خميس السقطرى العودة إلى منزله، بعد أن تهدم بفعل إعصار ميكونو الذي ضرب جزيرة سقطرى يوم 25 مايو/أيار الجاري، كما يقول لـ”المشاهد” متابعا بحزن: “لا يوجد معي سكن، وأفضل البقاء في هذا المرفق الحكومي، الكثيرون هنا عادوا إلى منازلهم، لأنها لم تصب بأذى، أما انا إلى أين أعود”؟
السقطري كان ضمن 2750 نسمة توزعوا على المرافق الحكومية ومدارس الجزيرة في حديبو عاصمة محافظة سقطرى عندما داهم الإعصار المصحوب بالرياح الشديدة، والامطار الغزيرة مدن وقرى الجزيرة، وتسربت مياه السيول إلى منازلهم وفقا للتقرير المرفوع من محافظ محافظة سقطرى رمزي محروس إلى رئيس وزراء الحكومة الشرعية أحمد عبيد بن دغر، والذي كشف عن حجم الكارثة التي حلت بارخبيل سقطرى، وتضرر منها السكان الذين هدمت منازلهم، ولاسيما البيوت المبنية من الطين.

رحلة البحث عن المأوى
ويؤكد محافظ محافظة سقطرى رمزي محروس أن إجلاء الناس من منازلهم التي كانت معرضة للسقوط، أثناء الإعصار إجراء مؤقت، لكنه لم يتحدث عن كيفية معالجة وضع الذين سقطت منازلهم مع تأكيده لـ”المشاهد” أن السلطة المحلية قدمت ما تستطيع فعله، رغم الإمكانيات الشحيحة التي تعاني منها المحافظة، فيما يخشى السقطرى أن يظل بدون سكن، مع عدم قدرته على دفع تكاليف استئجار منزل لأسرته المكونة من ستة أفراد كما يقول، مضيفا أن الكثير من الأسر السقطرية التي تضررت منازلها في إعصار العام 2015 ما يزالون يسكنون في خيام، دون وضع حل لهم.
وباشرت السلطة المحلية في سقطرى فتح الطرقات التي تربط مدينة حديبو بباقي مناطق الجزيرة، بعد تأثرها بالسيول، مع توزيع المساعدات الغذائية لسكان الجزيرة بحسب محروس، مضيفا أن قيادة التحالف العربي استجابت لنداء السلطة المحلية الموجه في 23 مايو/أيار الجاري، وقدمت مساعدات إغاثة لسكان الجزيرة، غير أن مصدر رسمي في السلطة المحلية (رفض الكشف عن اسمه بناء على طلبه) يؤكد لـ”المشاهد” أن مساعدات الإغاثة التي قدمتها دول التحالف العربي شحيحة جدا، ولا تكفي سكان الجزيرة، والذي قال المشكلة ليست إغاثة غذائية فقط، المشكلة الحقيقية تتمثل في عدم قدرة المتضررين على دفع ثمن المأوى، بعد سقوط منازلهم، مضيفا أن الأسر التي تم توزيعها على المدارس، والمرافق الحكومية لا تستطيع البقاء فيها طويلا، لأنها ليست شاغرة، والمطلوب هو إيجاد سكن للمتضررين، وإعادة إعمار منازلهم، حتى لا يتعرضوا لذات المشكلة التي تعرض لها المتضررين من إعصار “ميغ” الذي ضرب الجزيرة في العام 2015 ، وتسبب في تشريد الكثير من الأسر، فيما وضع البعض منها في خيام، ولم تحل مشاكلهم إلى اليوم.
سقوط منزل السقطري ضاعف من معاناته اليومية، إذ أن قاربه الوحيد الذي يمتلكه للاصطياد، ابتلعه الإعصار في سواحل الجزيرة، ولم يعد لديه، مصدر رزق أخر يقتات منه “كل شيء اختفى فجأة، المنزل، والقارب، لم يتبقى لي شيء”، والذي يتابع متسائلا:” ماذا ستفعل لنا المساعدات الغذائية؟ وكم ستستمر؟ في النهاية سنجد أنفسنا وحيدين في هذه الجزيرة المعرضة لكوارث الأعاصير المتلاحقة.

إقرأ أيضاً  رمضان.. شهر الخير والمبادرات الإنسانية بحضرموت

سقطرى..رحل الإعصار، وبقت الكارثة.

إجراءات غير كافية
واكتفت الحكومة الشرعية، ممثلة باللجنة العليا للإغاثة بتوجيه رسالة إلى ممثل برنامج الأغذية العالمي استيفن اندرسون في 24 مايو/أيار الجاري، مطالبة البرنامج بسرعة التدخل لإنقاذ المحافظة بكافة أنواع مواد الإغاثة مع إعداد خطة تدخل سريع لما قد يحدث في محافظات (المهرة، وشبوة وحضرموت)، دون الإشارة إلى جزيرة سقطرى، رغم أن رئيس اللجنة العليا للإغاثة الحكومية عبدالرقيب فتح كان قد صرح لوسائل الإعلام أن طائرات الإغاثة ستنطلق من مطاري أبو ظبي، وعدن، وهو ما يعتبره السقطري مجرد وعود “لا تسمن ولا تغني من جوع” كما يقول، مضيفا “كيف سيتم مساعدتنا في إعادة إعمار منازلنا التي سقطت؟ الحكومة اليمنية وحدها معنية بهذا الأمر.

 

 

 

مقالات مشابهة