المشاهد نت

التفاصيل الكاملة لقصة الطفلة المعنفة ” شيماء”

المشاهد-خاص:

في كل يوم يتنقل الثلاثيني جمال نديم وحيش مابين “باب اليمن ” الذي يفترش بجواره مجموعة من الصور والخردوات لعرضها للبيع، ومابين منزله الكائن في حارة “غرقة القليس” ، إحدى حارات مدينة صنعاء القديمة، حيث تعيش فيه أفرادعائلته المكونة من زوجته التي كانت مسجونة في احدى سجون العاصمة صنعاء،على ذمة قضايا جنائية ،وأبنائة الثلاثة الصغار من بينهم الطفلة شيماء “.
لايحصل وحيش على عائد مالي جيد مقابل مايبيعة،لكنه يحرص على تناول القات بشكل يومي،تلك الحالة أدت الى معاناة اسرته من فقرمدقع ، يقول أحد جيران وحيش لـ”المشاهد”،” تعيش العائلة ظروفاً إقتصادية صعبة ، كنا نسمع بكاء طفلة من منزل وحيش،كل مساء،جراء الضرب المبرح الذي كانت تتعرض له الطفلة شيماء ذات الثمانية أعوام، دون أسباب مقنعة ، لكننا لم نتدخل بسبب أن لايقال علينا أننا نتطفل ونتدخل في خصوصيات الجيران ”
ذات يوم خرجت الطفلة شيماء هاربة الى الشارع ،من شدة الضرب الذي تعرضت له، فوجدها أحد الجيران وهي تبكي وتتألم بحرقة، فأخذها وأبلغ قسم الشرطة ، ثم قام بتصويرها وهي تقول ” كان أبي يضربني ويلصقني عرض الجدران، وأمي كانت تحرقني ” ، انتشر الصورة و الفيديو الذي ضهرت فيه الطفلة شيماء، عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالهشيم في النار،حتى وصل الترند السادس في موقع تويتر # انقذو الطفلة شيماء.
وأثارت صورة الطفلة شيماء،موجة سخط واسعة، لدى الاف الناس داخل اليمن وخارجة .
بعد أن تدخلت منظمات حقوقية في القضية ، تم الضغط على الاجهزة الامنية حتى القت شرطة قسم ” اللقية ” القبض على والدها ، يقول مصدر أمني لـ”المشاهد ” كنا نتوقع أن والد الطفلة يعاني من حالة نفسية أو ماشابة ،لكننا أثناء التحقيقات معه لمعرفة دوافع تعذيبه لطفلتة بهذه الطريقة البشعة،وجدناه شخص طبيعي ، فقط كان يشكو من الفقر،وعقب الانتهاء من التحقيقات قررمدير القسم حبسه ”
لم تمر ساعات حتى أُفرج عن والد شيماء، وعن سبب ذلك كشفت الناشطة الحقوقية ندى الاهدل عن وجود ” تدخلات من عقال الحارات وشخصيات مسؤلة من أجل عودة الطفلة شيماء مع والديها لاكمال الجريمة” في اشارة منها الى التدخلات السلبية بحـُجة مراعاة العادات والتقاليد .
وبعد اصراروالحاح الجيران ، ومندوبين من منظمات المجتمع المدني ،أُجبر والد شيماء على تسليمها الى مندوبة اتحاد نساء اليمن ، وهي منظمة معنية بحقوق النساء والاطفال في اليمن، تقول الاهدل “الحمدالله البنت شيماء صارت بعهدت منضمه اتحاد نساء اليمن فرع صنعاء والاب بالسجن والام استثنوها من العقاب لان عندها طفل حديث الولادة”
بدورها أكدت الناشطة نجود الردمي من “اتحاد نساء اليمن”، ” أن الاتحاد لن يتخلى عن الطفلة شيماء التي تعرضت لاشد أنواع التعذيب، مهما تعرض لضغوط ” ، وتقول نجود في حديث لـ”المشاهد”،” الطفلة في الوقت الحالي في رعاية الاتحاد ، والمحامي يتابع القضية أولابأول .”
وكشفت دراسة يمنية حول العنف ضد الأطفال بشكل عام ، نشرت قبيل اندلاع الحرب “أن حوالي 88,2 بالمائة من أطفال العينة المبحوثة ــ يتعرضون للعقاب بأشكاله المختلفة كنمط غالب في تعامل الأبوين معهم عند ارتكاب أي فعل أو خطأ ، وأن قليل من الأهل من يستخدم الأساليب التربوية كالتفاهم وشرح الخطأ أو التحذير من تكراره.”
ومع دخول الحرب عامها الرابع في البلادن تتزايد معدلات العنف الذي يتعرض له الاطفال لاسباب اقتصادية ونفسية واجتماعية ، جُـلها تتعلق بالحرب.
وفي ذات السياق قدرت منظمة ” اليونسيف” عدد الأطفال الذين تضرروا بشكل مباشر بالمواجهات المسلحة بين القوات التابعة لحكومة ” الشرعية ” وجماعة الحوثي بحوالي 75,000 طفل، حيث يعاني العديد منهم من الصدمة ويحتاج لرعاية نفسية واجتماعية خاصة.

مقالات مشابهة