المشاهد نت

في صنعاء…عصابات تستغل وقت الإفطار لتنفيذ عمليات السرقة.

المشاهد-

المشاهد-خاص- معاذ الحيدري.
ما زال الأربعيني أحمد الوهباني يعيش حالة من الصدمة، رغم مرور أسبوعين على سرقة سيارته الأجرة، مصدر رزقه الوحيد كما يقول، والذي يروي لـ”المشاهد” أن السارق استغل انشغال الناس بالإفطار، وقام بتنفيذ عملية السرقة.
دخلت حياة الوهباني، وجميع أفراد أسرته نفقا مظلما، بعد فقدانهم لمصدر رزقهم الوحيد، فالعائد الذي كان يحصل عليه من العمل من سيارته الأجرة، كان يدفع منه إيجار الشقة التي يسكنها، ويواجه به متطلبات الحياة اليومية، غير أنه اليوم لا يملك ما يطعم به أولاده كما يقول.
وتعصف بالبلاد ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، منذ ثلاثة أعوام بسبب الحرب الدائرة في اليمن منذ الـ 26 من مارس/آذار 2015، عرضت ملايين اليمنيين للجوع، والخوف، من الحالة الأمنية المتردية التي تعيشها صنعاء، ومدن يمنية أخرى.
وتسجل الأجهزة الأمنية أكثر من خمسين بلاغا يوميا في صنعاء بحسب تأكيد الضابط في قسم شرطة الكرامة في حي مذبح بصنعاء محمد علي الشرفي لـ”المشاهد”، والذي قال إنهم يتلقون بلاغات يوميا بسرقات وقت أذان المغرب، لأن هذه الأوقات عادة ما تخلو فيها الأحياء السكنية من الحركة، وأن العصابات تتمكن من تنفيذ سرقات واسعة، مضيفا أن معظم البلاغات التي تصلهم تتمثل بسرقات سيارات وسرقات أغراض وأدوات من داخلها عبر كسر الزجاجات، وأغلب البلاغات تتضمن سرقة أموال وأغراض من داخل السيارات.
تزايد السرقات وقت الإفطار.
وتزايدت حالة السرقة في الآونة الأخيرة، بالاعتماد على أساليب جديدة واختيار الأوقات المناسبة لتنفيذ عصابات السرقة لعملياتهم عملياتهم، كما هو حاصل في وقت الإفطار الذي تخلي فيه شوارع صنعاء من الحركة، وانشغال السكان بالفطور بحسب تأكيد مواطنين في أحياء صنعاء التقى بعض منهم معد التقرير، ومنهم صدام الشرعبي، الذي استطاع وأد عملية سرقة سيارته في اللحظة الأخيرة بحسب تأكيده لـ”المشاهد”، مشيرا إلى أن جهاز الإنذار التابع لسيارته أصدر صوتا، ما جعله يهرع مسرعا إلى خارج المنزل لمعرفة ما يحدث، فوجد زجاج أحد أبواب السيارة مهشما، ولم يجد أسطوانة الغاز التي يستخدمها كوقود لسيارته إلى، جانب رسيفر تلفزيون وكيس صغيرا قال إنه كان يحوي ملابس أحد أبنائه، كما هو موضح في الصورة التي زود بها “المشاهد”، وما يستغربه الشرعبي هو السرعة التي تمكن بها السارق من تنفيذ عمليته، دون أن يترك له فرصة اللحاق به.
وتستخدم عصابات السرقة أدوات تسهل لهم عملية السرقة بسرعة فائقة، إلى جانب استعانتهم بدراجات نارية للهروب، بعد تنفيذ عمليات السرقة وفق ما أكده من التقاهم معد التقرير.
ويؤكد عرفات القاضي، صاحب محال مفاتيح وأجهزة إنذار السيارات، أنه تمكن من بيع عددا كبيرا من أجهزة الإنذار لأصحاب السيارات خلال شهر رمضان، مع تزايد سرقة السيارات، وفق روايته لـ”المشاهد”، مؤكدا أن أصحاب السيارات لجأوا إلى شراء أجهزة إنذار بعد أن لاحظوا سرقة سيارات بعض اصدقائهم، أو سرقات محتويات منها كالبطاريات أو أي محتويات وأغراض تكون بداخل السيارات في بعض أحياء العاصمة صنعاء.
صدام الذي زود “المشاهد” بصور كسر زجاج سيارته قال إنه منذ الوهلة الأولى التي وصل بها إلى محل تغيير زجاج السيارات، بادره صاحب المحل ضاحكا “سرقوك الليلة، فطر بك السارق أكيد”، ابتسم صدام وقال له متسائلا: “ما عرفك؟ فرد عليه الرجل:” كل يوم أقوم بتغيير زجاجات سيارات كثيرة تمت سرقة ما بداخلها بهذا الشكل وأغلب أصحاب السيارات التي تم كسر زجاجاتها بغرض السرقة، يأتون إلينا بعد الفطور بساعة أو بساعتين تقريبا لإصلاحها”.
محاولات للحد من السرقة.
ويؤكد الضابط في قسم شرطة الكرامة في حي مذبح بصنعاء محمد علي الشرفي أن أجهزة الأمن لا يمكن لها أن تتواجد في تلك الأوقات، بكل الأحياء، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن تدرس طبيعة كل سرقة وتحاول تتتبع الأدلة والشواهد، “ونجحنا في التوصل إلى بعض العصابات والأفراد الذين يقومون بالسرقات، ولكن على سبيل المثال عندما عثرنا على فيديو وضح لنا شخصية السارق لشنطة المرأة التي كانت تمر من شارع الجزائر تمكنا من تتبع السارق، والتعرف على هوية سكنه وبمساعدة أهالي والمجتمع، وتمكنا من القبض عليه والتشهير به أمام العالم والراي العام، وسيتم محاكمته محاكمة” كما يقول.

مقالات مشابهة