المشاهد نت

فنان يمنى يصارع المرض وحيدا فى مدينة عدن ..قصة مرارة الخذلان

المشاهد-خلدون الحميري-خاص:

بعد أن صال وجال في الساحة الفنية وقدم عشرات الأعمال الفنية والمسرحية المتنوعة، يرقد الفنان اليمني عقلان مرشد عقلان على سرير المرض في مستشفى الجمهورية بعدن اثر اصابته بجلطة دماغية مفاجئة دون أن تلتفت إليه أي جهة حكومية.

وبعد أن بصم بأصابع الزمن حضوره في ذاكرة اليمنيين ورسخ بأعمالة الفنية المتنوعة والمتميزة صورته في ذاكرة الناس هاهو اليوم يصارع الموت وحيداً على سرير المرض بعد مسيرة فنية دامت أكثر من نصف قرن.

ورغم تجرعه لآلام المرض ومرارات العذاب والحرمان، الا أن المرض لم يؤلمه بقدر ما آلمه غياب زملاءه وأصدقاءه عن زيارته فى محنته واهمال الجهات الحكومية وعلى رأسها وزارة الثقافة له رغم رصيده الفني الكبير.

الفنان والتربوي عقلان مرشد عقلان غالب, من مواليد خور مكسر بمدينة عدن، حاصل على البكالوريوس في الجغرافيا وتقلد منصب إدارة مدرسة ثانوية في مديرية دارسعد بعدن بعد سنوات طويلة قضاها في سلك التربية والتعليم.

وبدأ عقلان التمثيل حينما كان في التاسعة عشرة من عمره عبر مشاركته في عدد من المسرحيات القصيرة والأعمال الاذاعية ثم انتقل الى التمثيل في الاعمال التلفزيونية وكان قائد لفرقة أكتوبر المسرحية في عدن التي شاركت في اكثر من مسابقة مسرحية عربية في التسعينيات من القرن الماضي.

وقدم عقلان عشرات الأعمال المسرحية والإذاعية خلال مشواره الفني اضافة لعشرات المسلسلات التلفزيونية وبلغ ذروة نجاحاته وتألقه الفني في مسلسلات يمنية شهيرة ابرزها “همي همك” و”عيني عينك” و “خليك شاهد” و” أبواب مغلقة وغيرها الكثير.

وجسد عقلان في المسلسل العدني أبواب مغلقة شخصية “العم حمود” وكان دوره من الأدوار المركبة التي تتطلب فهماً للأبعاد المختلفة للشخصية وتمكن من تجسيده وتقمص الشخصية بجدارة بفضل خبرته الطويلة التي ساعدته على الامساك بتلابيب الشخصية.

ويعاني عقلان من وضع صحي متردي بعد تقدمه في السن وإصابته بجلطة أقعدته على فراش المرض وما يحز في النفس أن هذه القامة والهامة الفنية والإبداعية ضل بعيداً عن اهتمام ورعاية الجهات المختصة ولم يلفت إليه أحد، ناكرين ماقدمه من جهد وعطاء، بعد أن كرس جهوده في خدمة الفن.

إقرأ أيضاً   " مضغ القات" مع السكر أوساط اليمنيين

وناشد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الجهات الحكومية بسرعة متابعة الحالة الصحية الحرجة التي يمر بها الفنان عقلان مرشد ونقله للعلاج في الخارج على نفقة الدولة تقديرا للدور التنويري الكبير الذي قام به خلال مسيرته الفنية.

وتستدعي حالة الفنان عقلان تدخل الحكومة الشرعية لانقاذ حياته كون وضعه الصحي يزداد تدهورا خاصة مع تقدمه في السن واحتياجه لدعم ورعاية الدولة نظير ماقدمه من جهد وعطاء خلال مشواره الطويل في المجالين الفني والتربوي.

مرض الفنان عقلان أعاد إلى الأذهان قائمة طويلة من الفنانين اليمنيين الذين عانوا كثيراً على فراش المرض وقضى بعضهم نحبه بعد أن عانوا صنوف الإهمال وتجاهل ونكران الجهات الحكومية الرسمية.

وعلى سبيل المثال لا الحصر, توفي نجم الدراما اليمنية محمد علي قاسم مطلع يناير 2016 بعد معاناة طويلة مع المرض استمرت لأكثر من ثلاث سنوات حيث كان يحتاج لعملية توسيع للشرايين في الخارج إلا ان الجهات الرسمية لم تلتف إليه حتى وفاته.

وفي مطلع مارس 2017 من العام توفي الفنان القدير يحيى حمود السنحاني، أحد رواد المسرح اليمني، عن عمر ناهز 67 عاماً بعد صراع مرير مع المرض استمر نحو 6 سنوات بعد بعد أن أثرى الساحة الفنية اليمنية بالعديد من الاعمال الدرامية التلفزيونية والمسرحية والاذاعية المتميزة.

ومنتصف الشهر نفسه، احتجز مستشفى خاص بصنعاء في منتصف مارس 2017 الفنان والمخرج المسرحي جمال غيلان، بسبب عدم قدرته على دفع تكاليف العلاج، التي تراكمت لتصل إلى 1.5 مليون ريال يمني بعد أن نقل للمستشفى اثر تعرضه لجلطة بشكل مفاجئ ودخوله في غيبوبة.

وتوفي غيلان، في منتصف مايو 2017 بالعاصمة صنعاء، عن عمر ناهز 55 عاماً، بعد رحلة شاقة ومضنية مع المرض والتهميش والجحود من قبل الجهات الرسمية كحال زملاءه السابقين الذين لم تقدم لهم تلك الجهات غير بيانات النعي.

مقالات مشابهة